الى رئيس تحرير صحيفة "الحياة" تحية طيبة وبعد، نشرت صحيفة "الحياة" الموقرة في عددها الرقم 13698 والمؤرخ في 12/9/2000م رسالة لقارئ بعنوان "ضمير صدامي متأخر" موقعه باسم منذر الياسري وهو اسم غير معروف لدي او لدى أي من تنظيمات المعارضة العراقية... تعقيباً على الحوار الذي اجرته معي "الحياة"، ونشرته في عددها الرقم 13647 والصادر في 23 تموز يوليو الماضي. لقد فوجئت حقاً، وصدمت، أيها الاستاذ الكريم، بتورط صحيفتكم المعروفة برصانتها ومستواها الرفيع، بنشر مثل هذه الرسالة التي تضمنت قدحاً وذماً وتجريحاً لي، وتشويهاً لمواقفي الوطنية وآرائي، فضلاً عن كونها مثّلت عدواناً صارخاً على شخصي. بما يضع "الحياة" في مستوى لا يتمناه لها محبوها وقراؤها المحترمون، وبما يخرجها كذلك عن الأعراف وقوانين النشر في بريطانيا، التي تفعل صحيفتكم خيراً بتذكير القراء في مقدمة الرسائل التي تنشرها! أما أبرز ما تضمنته رسالة القارئ المذكور فهو: زعمه بأن مغادرتي وعائلتي العراق عام 1995م الى عمان هي "مورد شك وريب" لأنها كانت "بجواز رسمي"، وهذا زعم كاذب وغير صحيح جملة وتفصيلاً، ثم توجيهه الإتهام لكافة ضباط الجيش وقادته، ولكل العاملين في مؤسسات الدولة، بأنهم خدم لنظام صدام وشركاء له بما ارتكب من جرائم. وهذا اتهام باطل وخطير في آن واحد. ثم توجيهه أخيراً، اتهاماً شخصياً ومباشراً لي بتحمل جزء من مسؤولية ارتكاب نظام صدام الجرائم، وهو اتهام باطل وخطير جداً أيضاً، ويتعرض صاحبه للمساءلة القانونية والقضاء. إنني اذ اتقدم بجزيل الشكر لصحيفة "الحياة" الموقرة لدورها الاعلامي المميز في خدمة قضايانا العربية التحررية واهتمامها بقضية الشعب العراقي، اطالبكم التفضل القيام بالآتي: أولاً: تزويدي بالاسم الثلاثي الكامل لصاحب الرسالة وعنوانه لكي تتسنى لي إقامة الدعوى ضده وملاحقته قضائياً. ثانياً: أن تبادر "الحياة" الموقرة للاعتذار عن توريط احد محرريها لها بنشر الرسالة المذكورة، التي شكلت إساءة كبيرة لي شخصياً، والى "الحياة" كذلك، فضلاً عن تضليلها القراء بمعلومات خاطئة لا تخدم سوى نظام الديكتاتور صدام. ثالثاً: ان تبادر رئاسة تحرير "الحياة" وادارتها لمساءلة المحرر المسؤول عن توريطها في نشر الرسالة، لمعرفة الدوافع والجهات التي تقف وراء استغلال موقعه في "الحياة" للإساءة الى الآخرين، فضلاً عن الأساءة لصحيفة "الحياة" ذاتها. رابعاً: إعلان الصحيفة استعدادها لنشر "رد توضيحي" لي لدحض الاتهامات والافتراءات التي تضمنتها الرسالة المذكورة. انني اذ اتمنى عليكم التفضل في الرد على رسالتي هذه بأقرب وقت، والاستجابة لما جاء في هذه الرسالة، لكي تبقى "الحياة" في المستوى اللائق الذي يتمناه لها الجميع، وكذلك من اجل إحقاق الحق وإزهاق الباطل. العميد الركن نجيب مصطفى الصالحي المحرر: نشرت "الحياة" الرسالة المذيلة باسم صاحبها بعد ان حذفت منها ما لا يمكن التحقق منه، او تكذيبه، في مناقشة عامة وحرة. وهذا كل ما في حوزة الصحيفة من "معلومات". وعليه فحق العميد الصالحي في الرد حق غير منقوص. وهو على دراية تامة بقيود المناقشة العامة: تجنب الإساءة الشخصية، تجنب التورط في التخمين والظنون، تجنب إقامة وظيفة مهنية محل أخرى أمنية أو قضائية... والصحيفة في انتظار الرد.