أخرج رئيس الوزراء وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك، فور عودته من قمة "شرم الشيخ"، من ادراج مكتبه ما اسماه نائبه افرايم سنيه أمس "خطة فصل من جانب واحد". هذا ما أكده وزير الاعلام الفلسطيني ياسر عبدربه موضحاً ان "باراك اعلن الحرب على الشعب الفلسطيني". وقال عبدربه في مؤتمر صحفي: "نوجه تحذيراً للعالم وللولايات المتحدة بشكل خاص ان السيد باراك بدأ بشن حرب على الفلسطينيين بعد قمة شرم الشيخ عبر خطة عزل عنصرية تحت مسمى "الفصل من جانب واحد". وأورد الوزير الفلسطيني أمثلة على شروع باراك بتنفيذ هذه الخطة من بينها: - اقامة القوات الاسرائيلية موقعاً عسكرياً داخل المنطقة الخاضعة للسلطة الفلسطينية منطقة أ في خان يونس في قطاع غزة. - اقامة نقطة عسكرية على طريق غزة-رفح. - وضع كتل اسمنتية على الشوارع الواصلة بين المدن والقرى الفلسطينية. وقال: "لن نقبل بأن يمر هذا المخطط وسندعو شعبنا للتصدي لأي محاولة لاغلاق اي منطقة او عزلها"، مشيراً الى ان باراك "يحاول الغاء كافة الاتفاقات السابقة من خلال تنفيذ هذا المخطط". ومن جانبه هدد نائب وزير الدفاع الاسرائيلي افرايم سنيه بتنفيذ "خطة للفصل من جانب واحد" لا تشمل المستوطنات اليهودية المقامة على الاراضي الفلسطينية قال ان اركان الدولة العبرية "بصدد بلورتها". واوضح في تصريحات صحفية أن هذه الخطة مستقاة من الرؤيا الاسرائيلية "للحل الدائم" مع الفلسطينيين "وتهدف الى الفصل بين كيانين يعيشان جنبا الى جنب، كيان فلسطيني صغير بطبيعة الحال ومنزوع السلاح، والثاني دولة اسرائيل". وقال ان هذه الخطة تشمل "تحويل الحواجز العسكرية الى معابر رسمية وترتيبات اقتصادية ولا تشمل ازالة التجمعات السكنية المستوطنات". وكانت صحيفة "هآرتس" الاسرائلية ذكرت في عددها امس ان باراك أمر سنيه بالاسراع في تنفيذ خطة الفصل من جانب واحد، وان باراك كان اطلع زعيم ليكود ارييل شارون على تفاصيل الخطة لتكون ضمن الخطوط العريضة لحكومة الوحدة التي تحدثا عنها لكن شارون تراجع عن الدخول فيها. وفي تحريض جديد ضد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، شكك سنيه في ان تكون القيادة الفلسطينية هي القيادة الحالية للشعب الفلسطيني. وقال: "اذا تبين لنا ان حماس ومروان البرغوثي أمين سر حركة "فتح" هم القيادة في الشعب الفلسطيني فلن يكون الحديث معهم في شرم الشيخ او اي مكان آخر بل سيكون الحديث معهم بوسائل اخرى من خلال الجيش الاسرائيلي". أما الوزير الاسرائيلي ورئيس اركان الجيش سابقا امنون ليبكن شاحاك فقال انه لا يستبعد ان "تفقد القيادة الفلسطينية السيطرة ميدانياً" معتبراً ان "استمرار اطلاق النار من قبل الفلسطينيين يؤكد ان ليس هناك جهة يمكن محاورتها". في غضون ذلك، ما زالت الدبابات والقوات الاسرائيلية تحاصر المدن والقرى الفلسطينية وما زال الاسرائيليون والفلسطينيون ينتظرون خطوة من الجانب الآخر لتنفيذ تفاهم شرم الشيخ. وأصدر كل من السلطة الفلسطينية والحكومة الاسرائيلية بيانين منفصلين أكدا فيهما التزامهما بما ورد في تفاهم شرم الشيخ، الا ان القوات الاسرائيلية بدل ان تسحب جنودها من محاور الطرق ومداخل المدن والقرى الفلسطينية، عززت وجودها هناك واعلنت على لسان وزير الداخلية والخارجية بالوكالة شلومو بن عامي انها لن ترفع الحصار المفروض على ثلاثة ملايين فلسطيني منذ اسبوعين "الا تدريجاً وبعدما تتأكد من ان السلطة الفلسطينية اعتقلت افراداً من حركتي حماس والجهاد الاسلامي واذا استتب الهدوء". واضاف بن عامي في تصريحات صحفية ان الدبابات الاسرائيلية ستنسحب من مداخل المدن ولكن "الطوق سيرفع تدريجا بعدما نتأكد انه تمت اعادة اعتقال من تم الافراج عنهم". من ناحيته طالب الوزير الفلسطيني صائب عريقات اسرائيل بفك حصارها على الشعب الفلسطيني وسحب قواتها واعادة الوضع الى ما كان عليه قبل الثامن والعشرين من سبتمبر ايلول الماضي والتنفيذ الحرفي لما اتفق عليه في شرم الشيخ. اجتماع أمني والتقى مسؤولون امنيون فلسطينيون واسرائيليون للمرة الاولى في غزة بالقرب من حاجز ايرز العسكري وفي مدينة رام الله بمشاركة مدير وكالة المخابرات المركزية الاميركية سي اي ايه جورج تنيت "لوضع آليات لتهدئة الاوضاع". وجاء ذلك في الوقت الذي تجددت فيه المواجهات بين القوات الاسرائيلية والشبان الفلسطينيين في غير مكان سجل اعنفها بالقرب من مستعمرتي كفار داروم وغوش قطيف في قطاع غزة ومدينتي البيرة والخليل في الضفة الغربية، حيث اصيب العشرات من المواطنين الفلسطينيين 40 في غزة و17 في البيرة. واطلقت القوات الاسرائيلية صاروخا من نوع "لاو" على مبنى كلية خضوري الزراعية القريبة من طولكرم ما ادى الى نشوب حريق هائل في مبنى الكلية.