وجه 586 من مراجع وعلماء وفضلاء الحوزة العلمية في مدينة قم رسالة موقعة باسمائهم إلى مجلس الأمن القومي في إيران يطالبون فيها إلغاء قراره فرض الحصار منذ العام 1989 على المرجع الديني، نائب قائد الثورة السابق، آية الله الشيخ حسين علي منتظري وافساح المجال أمامه لمعاودة نشاطه العلمي. واعتبرت الرسالة ان قرار مجلس الأمن القومي حينها كان غير قانوني، وان هذا المجلس ليس له الحق في اتخاذ قرار فرض الحصار وحرمان منتظري من ممارسة حقه الفردي الذي يضمنه القانون والدستور، وان عزله من منصب نائب قائد الثورة السياسي لا يعطي مسوغاً لعزله عن المجتمع والمجال العلمي. واستندت الرسالة في التمييز بين العمل السياسي والعمل العلمي، إلى آخر رسالة وجهها زعيم الثورة الراحل الإمام الخميني إلى منتظري، وطلب إليه فيها العودة إلى ممارسة النشاط العلمي والتدريسي والتوجيهي داخل الحوزة، انطلاقاً من أن هذا الموقع لا يمكن لأحد أن ينكره أو يقف أمامه. ومن بين الموقعين على الرسالة، التي ارسلت نسخ منها إلى رئيس الجمهورية السيد محمد خاتمي ورئيس مجلس الشورى الشيخ مهدي كروبي والصحف الواسعة الانتشار، كل من آية الله خلخالي أحد المراجع في الحوزة، وآية الله فيض كاشاني وحجة الإسلام طهراني والد رئيس بلدية طهران الإصلاحي السابق غلام حسين كرباستشي وحجة الإسلام آيازي. رأى أحد المطلعين على الأمر أن الرسالة تعبر عن وجود تيارين داخل الحوزة العلمية، وأن أصوات بعض المعارضين لبعض سياسات الحوزة، من داخلها، بدأت تخرج إلى العلن وتشير إلى عجزها أمام حركة الانفتاح والتعدد. ولم يستبعد المصدر "أن نشهد حركة إصلاحية داخل الحوزة" في المستقبل. وتأتي الرسالة بعد زيارة قام بها قائد الثورة السيد علي خامنئي إلى مدينة قم أخيراً، واستمرت أياماً عدة، شن خلالها هجوماً عنيفاً على التيارات التي ترفع شعار الإصلاح وتسعى إلى ضرب الثورة من الداخل. وكذلك بعد تزايد الحديث عن قرب إصدار منتظري مذكراته التي بلغ القسم الأول المطبوع منها حتى الآن نحو 800 صفحة، وتتحدث عن تطورات الأحداث الداخلية وموقفه منها منذ كان نائباً لقائد الثورة إلى فترة عزله بشكل صريح وقاسٍ وموثق. وكانت هناك نية لاطلاق هذه المذكرات عبر شبكة الانترنت، إلا أن القريبين من منتظري نصحوا بعدم الإقدام على إصدارها الكترونياً، نظراً إلى الأثر السلبي الذي ستتركه على منتظري خصوصاً وعلى إيران عموماً. وتقام كل ليلة في الأزقة الخلفية المحاذية لمنزل منتظري في قم وفي باحة منزل ولده الشيخ أحمد، صلات المغرب والعشاء بإمامة بعض العلماء الكبار، والهدف هو ايصال صوتهم وتضامنهم إلى منتظري ولو عبر الجدران. على مستوى آخر، يتوقع أن تقدم محكمة الثورة التي يسيطر عليها المحافظون، على إصدار أحكام متشددة مع وقف التنفيذ، بحق كل من الصحافي أكبر كنجي والشيخ يوسفي اشكوري عضو حركة "تحرير إيران"، المتهمين بتوجيه اهانات لقائد الثورة الراحل الإمام الخميني والإسلام، خلال مشاركتهما في مؤتمر برلين 7 و8 نيسان/ ابريل الماضي. وتهدف هذه الأحكام المتوقعة إلى إلقاء الرعب في صفوف الجناح الإصلاحي والصحافيين المؤيدين له. وكانت هذه المحكمة منعت دار نشر "طرح نو" من نشر كتاب جديد لأكبر كنجي أنجزه خلال فترة اعتقاله الأولى: بعنوان "طريق الإصلاح المسدود". واستدعت المحكمة مدير الدار وأبلغته بإمكان محاكمته وسجنه إذا ما أقدم على نشر الكتاب.