اجتاحت التظاهرات الجامعات المصرية، أمس، احتجاجاً على قمة شرم الشيخ وبلغت حد الصدام بين الطلاب والشرطة بالقرب من مقر السفارة الإسرائيلية في القاهرة. ونظم طلاب جامعة القاهرة مسيرة حاشدة داخل الحرم الجامعي حرقوا خلالها العلمين الاميركي والإسرائيلي ودُمى تمثل الرئيس الاميركي بيل كلينتون ورئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود باراك، ورددوا هتافات منتقدة للحكومة المصرية لاستقبالها كلينتون وبارك على الأراضي المصرية قبل أن تجف دماء الشهداء الفلسطينيين. وعلى رغم الإجراءات الأمنية الشديدة التي فرضتها الشرطة حول الجامعة تمكن الطلاب من الخروج الى الشارع المؤدي إلى مقر السفارة الإسرائيلية القريبة من الجامعة، وأحاط آلاف من جنود الأمن المركزي بالمتظاهرين فوقع صدام بين الطرفين استخدمت الشرطة خلاله القنابل المسيلة للدموع لتفريق الطلاب، لكن هؤلاء تمكنوا من الوصول إلى ميدان الجيزة على بعد أمتار من السفارة وقام عدد منهم بحرق العلم الإسرائيلي. وشهد معظم الجامعات المصرية احتجاجات مماثلة، وحاول طلاب جامعة الاسكندرية مهاجمة مقر القنصلية الإسرائيلية لكن قوات الأمن منعتهم. وشهدت شوارع في العاصمة ومحافظات أخرى تظاهرات نظمها تلاميذ المدارس وبعض الأهالي رشقوا محلات تحمل علامات تجارية أميركية بالحجارة وحطم المتظاهرون واجهات بعض تلك المحلات، فيما كان الصغار يرددون هتافات "واحد اتنين الجيش العربي فين"، وأخرى تحوي سباباً لكلينتون وبارك. وألقت قوات الأمن المصرية في وقت لاحق القبض على أعداد من طلاب جامعة القاهرة وعين شمس وأحالتهم على النيابة بتهمة التعدي على المنشآت العامة ما آثار الآخرين الذين اعتصموا داخل الجامعتين. قررت نيابة شمال الجيزة حبس ستة طلاب احتياطياً لمدة 15 يوماً. وكانت الشرطة اوقفت "الطلاب الاشتراكيين" عقب التظاهرة التي اندلعت اول من امس وحاولت الخروج من حرم جامعة القاهرة. ووجهت النيابة الى الطلاب تهمة التحريض على إتلاف أموال عامة وخاصة، والاعتداء على ضباط وجنود الشرطة اثناء محاولة الخروج بالتظاهرة الى الشوارع المحيطة بجامعة القاهرة. وارتفع عدد الطلاب المعتقلين الى 24 طالباً، إذ سبق وقررت نيابة غرب القاهرة حبس 18 طالباً من جامعة عين شمس، عقب تنظيم تظاهرات أدت الى احتراق بعض المباني الادارية داخل الجامعة. في غضون ذلك اعتصم مئات من الصحافيين في دار نقابتهم وسط القاهرة امس "احتجاجاً على استقبال المجرم باراك" في مصر ودانوا عقد قمة شرم الشيخ. وتحول التجمع الى مهرجان خطابي، حذر المتحدثون فيه من "محاولات احتواء الانتفاضة"، وشددوا على "رفض مخططات إجهاض القمة العربية". ووزع الصحافيون قائمة تضم اسماء شركات وسلع اميركية واسرائيلية ودعوا الشعب المصري الى "مقاطعة الاعداء" ك "واجب ونوع من الجهاد والمواجهة مع العدو".