ادى ما يزيد عن مليون ونصف مليون مصل صلاة العشاء والتراويح ليل امس الاربعاء، وحضروا ختم القران في الحرم المكي، وهي مناسبة دينية يحرص عليها المسلمون في كل مكان، ونقلت عبر الاقمار الصناعية الى دول العالم كافة في ما يعد واحداً من اكبر التجمعات الاسلامية بعد وقفة عرفات. وقدرت احصاءات غير رسمية في السعودية، امس، اعداد المعتمرين وزوار بيت الله الحرام في مكةالمكرمة ليل يوم السابع والعشرين ليلة القدر بنحو 1.7 الى 2.2 مليون زائر. ويقول سعوديون تحدثت اليهم "الحياة" في المناطق المحيطة بالمسجد الحرام انهم لم يشهدوا اقبالاً مماثلاً خلال السنوات الخمس الماضية لليل اليوم السابع والعشرين من رمضان، وانه لوحظت الزيادة النسبية بين عام وآخر لأعداد المعتمرين والزوار خلال شهر رمضان عموماً والليلة ال 27 خصوصاً. واتضح تأثير امتحانات الفصل الدراسي الاول في اعداد المعتمرين من الداخل. على رغم الازدحام الشديد وتركز الزوار والمعتمرين في المسجد الحرام والمناطق المحيطة به الا ان الامور لم تخرج عن نطاق السيطرة الامنية عدا حالات اغماء واعياء نتيجة التدافع والكثافة البشرية. وربما ساهم في زيادة الاعباء في المنطقة وجود قلة من الزوار والمعتمرين المفترشين الطرقات المحيطة بالمسجد اضافة الى الموجودين منهم داخله. وهذه احدى المشاكل الرئيسة التي تواجه المسؤولين في المواسم. وقدر مسؤولون سعوديون التقتهم "الحياة" اعداد المعتمرين في الاشهر الثلاثة الماضية حتى النصف الاول من رمضان بما يزيد عن مليون معتمر من مختلف ارجاء العالم الاسلامي. وتشهد مكةالمكرمة اقبالاً متزايداً عاماً بعد عام منذ حرب تحريرالكويت، وتقدر اعداد الجنسيات التي تفد اليها في رمضان وحده بنحو 80 جنسية بما فيها الخليجية وتصل الى 121 جنسية في موسم الحج. وتفاعلاً مع الاحداث والازدحام في المسجد اوجدت السعودية نظم صحية راجلة في المسجد لاسعاف المتعبين والمنهكين، وتسعى في الفترة المقبلة الى تطوير هذة الخدمة بما يساهم في الحد من معاناة ضيوف بيت الله الحرام. يذكر ان مساحة الحرم المكي 356 الف متر مربع وتتسع لأكثر من مليون مصلٍ، تضاف اليها ثلاث ساحات خارجية متفاوتة الاحجام تزيد من الطاقة الاستيعابية للحرم. ويوجد مشروع لتوسيع الساحات القائمة وأضافة ساحة اخرى من جهة الشرق لتطوير الطاقة الاستيعابية للحرم. وحسب تقديرات غير رسمية في السعودية شكل المعتمرون من خارج السعودية ودول المنطقة الخليجية نحو 39 في المئة من زوار الحرم المكي خلال شهر رمضان الجاري، وبلغ الخليجيون 17 في المئة والبقية من الاهالي والمقيمين، الامر الذي ساهم في زيادة معدلات اشغال فنادق المنطقة المركزية في الدائري الاول للحرم بنسب تفاوتت بين اول الشهر وآخره وبلغت 30 الى 90 في المئة وساهم في تنشيط الوحدات السكنية في الدائري الثاني وفنادق الدرجة الثانية خلال العشرة ايام الاخيرة من شهررمضان. وكانت السعودية قررت فتح باب العمرة لمدة تسعة اشهر عوضاً عن خمسة اشهر على مدار السنة اعتباراً من نيسان ابريل المقبل، في اطار تنويع مصادر الدخل الوطني من جهة ولتلبية طلبات المعتمرين من جهة اخرى. واجريت في رمضان الجاري تجربة ميدانية بمنح بعض الدول العربية والاسلامية تأشيرات فاقت معدلات السنوات الماضية لمصلحة المعتمرين، ما ساهم في رصد بعض السلبيات وضرورة معالجتها والتعامل معها مثل تسهيل عمليات الاستقبال وتبسيطها في موانىء الدخول وتقليص الفترة الزمنية من اربع ساعات الى اقل من ساعة اضافة الى درس الامكانات المتاحة حالياً وبحث توسيعها لتواكب التوجه العام لتنظيم العمرة على مدار السنة. ويقدر السعوديون استثمارات القطاع الخاص في المجالين السياحي والعقاري بما يزيد عن 8 بلايين دولار، فيما يتوقعون استثمارات تزيد عن 10 بلايين دولار في الاتجاه نفسه، ولم تذكر الدراسات السعودية حتى الآن قيمة الاستثمارات المتوقعة لتوسيع البنية التحتية في المدينة المقدسة، لكنها تتوقع زيادة عدد الزوار والمعتمرين في السنوات الثلاث المقبلة الى اربعة ملايين زائر ومعتمر. ويقدر الاستشاريون والاقتصاديون العوائد المتوقعة من خدمات العمرة والزيارة بما يعادل 21 في المئة من دخل الحكومة السعودية من النفط حتى عام 1995على اساس متوسط انفاق الف دولار فقط للشخص.