كان مشهداً شنيعاً ومفزعاً... امرأة يعتقد انها تنتمي الى "حركة تحرير نمور تاميل ايلام" الانفصالية نفذت عملية تفجير انتحارية امام بوابة مقر رئيسة الوزراء سيريمافو بندرانايكا وسط العاصمة السريلانكية كولومبو امس. وكانت مراسلة "الحياة" احد الشهود القلائل على هذا الحادث المروع، منذ استدعى رجال الشرطة الشابة التي يبلغ عمرها حوالي 25 عاماً لاستجوابها بعدما اثارت الشكوك لوجودها قرب بوابة المبنى. وعندما حاولت التملص من الاجابة، دفعها احد ضباط الشرطة الى جنب. ويبدو انه احس بحزام المتفجرات الصلب الذي كانت تلفه حول جسدها، اذ طلب من شرطية ان تفتشها. وفي غضون ثوانٍ، اقدمت الشابة على تفجير القنبلة، وكان الشيء الوحيد الذي يمكن رؤيته سحابة دخان وبقايا اشلاء متطايرة. وعمت الفوضى المكان، فيما هرعت سيارات الشرطة والاسعاف الى موقع الانفجار. وتناثرت بقايا احشاء ودماء وقطع ملابس على السيارات والاشجار وقارعة الطريق. ووصلت الى المكان سيارات تقل رجال شرطة شرعوا بتفريق حشد من الناس. وسارع مسؤولون كبار في الشرطة الى التعبير عن اعتقادهم بان العملية من تدبير حركة "نمور التاميل" المتطرفة التي تُعرف بلجوئها الى التفجيرات الانتحارية. وقال نائب المدير العام للشرطة بورنا دي سيلفا ل"الحياة" ان العملية "تمثل رداً على الدعوة التي اطلقتها الرئىسة شاندريكا كوماراتونغا اخيراً لمكافحة الارهاب". وفي تطور آخر على هذا الصعيد، قُتل في كولومبو صباح امس كومار بونامبلام احد زعماء التاميل البارزين ورئيس "مؤتمر عموم سيلان للتاميل" برصاص مجهول. وعلى رغم ان مديرية التحقيقات الجنائية لم تدل بأي تعليق بشأن الجهة التي يحتمل ان تكون مسؤولة عن الاغتيال، فان مصادر سياسية اشارت الى احتمال تورط عناصر قومية متطرفة من الغالبية السينغالية.