يقوم الرئيس اليمني علي عبدالله صالح بزيارة عمل الى بروكسيل من الثلثاء حتى الجمعة يعقد خلالها اجتماعات مع كبار المسؤولين الاوروبيين وفي الحكومة البلجيكية، تتركز على توثيق التعاون الاقتصادي وتحسين موقع اليمن في خارطة السياسة الخارجية للاتحاد. وتعد هذه الزيارة الاولى التي يقوم بها رئيس جمهورية عربية الى بروكسيل، باستثناء الرئيس عرفات، وكان بعض القادة العرب تحدثوا امام البرلمان الاوروبي في ستراسبورغ فرنسا. وقال ديبلوماسي اوروبي ل"الحياة" ان اليمن تحظى "بنوع من التعاطف" في صفوف بلدان الاتحاد "لأنها تتميز ببعض الخصوصيات التي يحاول الاتحاد التشديد عليها في اتفاقات التعاون والشراكة التي يقيمها مع الدول النامية" وبشكل خاص مسائل تعزيز الحريات الاساسية والديموقراطية واحترام التعددية السياسية والانتخابات. وتعتبر اعمال اختطاف الاجانب المتكررة في اليمن عنصراً كابحاً للتجربة التي تخوضها البلاد ومصدر قلق بالنسبة الى الاوساط الغربية، وخصوصاً مؤسسات السياحة واوساط الاستثمار الاجنبي. ويعترف المصدر الاوروبي بأن حجم المعونات المالية التي يقدمها الاتحاد لليمن، بين 50 و60 مليون دولار في السنة، لا يعكس حقيقة "الاهمية السياسية للتجربة اليمنية". وينتظر ان يشدد الرئيس علي عبدالله صالح في اللقاءات التي ستجمعه مع كل من رئيس المفوضية رومانو برودي ومفوض العلاقات الخارجية كريس باتين ورئيسة البرلمان الاوروبية نيكول فونتين على حاجات بلاده للمعونات المالية والفنية للمساعدة على اجتياز مرحلة الاصلاح الاقتصادي والتقليل من آثارها الاجتماعية السلبية التي اربكت الحكومة احياناً. كما سيعقد الرئيس اليمني اجتماعات مع رئيس الوزراء البلجيكي غي فورهوفشتات وممثلي اوساط الاستثمار والقطاع الخاص. ومن المقرر ان يستقبله ولي العهد البلجيكي الامير فيليب في غياب العاهل البير الثاني الذي اجريت له عملية جراحية في الظهر اول من امس السبت. وذكر السفير اليمني في بروكسيل جازم عبدالخالق الأغبري ان الرئيس علي عبدالله صالح "سيلفت انتباه المسؤولين الاوروبيين الى اهمية الموقع الجيوسياسي لليمن وما احرزته من تقدم على طريق الاصلاحات الاقتصادية والسياسية وحل الخلافات مع الجيران بوسائل المفاوضات والاحتكام للشرعية الدولية". وينتظر ان يطلب الرئيس علي عبدالله صالح من المسؤولين الاوروبيين مراجعة موقع بلاده في نظام العلاقات الخارجية للاتحاد الاوروبي و"وضع اليمن تحت سقف اقليمي" يمكنها من الانخراط في السياسات والمشاريع الاقليمية، فيقتضي اتفاق التعاون المبرم بين الجانبين منذ 1997 تعزيز الحوار السياسي والتعاون الاقتصادي لكنه لم يفتح اي بعد اقليمي، اذ لا تنتمي اليمن لعضوية مجلس التعاون الخليجي وبالتالي فهي لا تستفيد من تحرير المبادلات عبر السوق الخليجية ولن تستفيد من التبادل التجاري المزمع، بعد اعوام، بين مجلس التعاون والاتحاد الاوروبي. كما انها لا تنخرط في اتفاقات التعاون التي تربط الاتحاد بمجموعات الدول في افريقيا او آسيا وليست عضواً في خطة الشراكة الاوروبية - المتوسطية. ويأمل اليمنيون ان تساعد زيارة الرئيس علي عبدالله صالح "معالجة هذا الوضع الفريد في علاقات الاتحاد مع طرف خارجي يصعب ادماجه داخل محيط اقليمي". ولا يستبعد ان يطلب الرئيس اليمني من المسؤولين الاوربيين ادماج بلاده ضمن خطة الشراكة الاوروبية - المتوسطية ولو في صفة مراقب، اسوة بموريتانيا.