استفاد 37 شاباً وشابة يعنون بقضايا الطفولة، من دورة تكوينية نظّمتها كتابة الدولة المكلفة الرعاية الاجتماعية والاسرة والطفولة بالتعاون مع المجلس العلمي العربي للطفولة والتنمية، وكان الهدف من هذه الدورة التي احتضنها مركز الرياضات في مدينة سلا 12 كلم شمال الرباط العاصمة تلقين الشباب المبادئ الاساسية للبحث في مجالات لها علاقة بالطفولة، ورفع كفاءاتهم البحثية واكتسابهم ادوات تؤهلهم للقيام بالبحث الميداني بالنسبة للاطفال. ولم يكن اختيار هؤلاء الشباب للمشاركة في الدورة اعتباطياً، فهم يحملون شهادات عليا ولهم اهتمامات بمجالات انحراف الاحداث والتنشئة الاجتماعية وثقافة الطفل واطفال الشورع. كما انهم جاؤوا من مختلف مناطق المملكة، ومنهم من يشتغل في البحث العلمي الاكاديمي الجانب النظري، وآخر يمارس في الميدان، الا انهم يحتاجون الى مزيد من التدريب لترجمة نتائج بحوثهم بشكل علمي يدعم مشاريع تنموية تحمي الطفولة. وابدى الشباب خلال هذه الدورة استعداداً كبيراً بتفاعلهم مع البرنامج الغني والمتنوع، الجزء الاول منه نظري والثاني تطبيقي، من خلال محاور تناولت منهجية البحث في مجالات الطفولة، وتقنيات بناء العينة والمؤشرات، وطرق استغلال المعلومات والاساليب التربوية وطرق العمل مع الاطفال ذوي الحاجات الخاصة، وتقديم فكرة عن التخطيط، وبناء المشروعات وادارتها، وتقديم الأسس النظرية للبحث الاجرائي. كما استفاد المشاركون في البرنامج من طرق جمع البيانات في بحوث الطفولة، وقاموا بزيارات ميدانية لبعض الجمعيات الموجودة بالمنطقة التي تؤوي اطفال الشوارع للوقوف على مشاكلهم ومناقشة طرق علاجها بشكل انفرادي ثم جماعي. واتفق هؤلاء الشباب بعد ايام من هذا اللقاء على التحضير لتكوين جمعية للباحثين الشباب والممارسين في مجال الطفولة، وعلى احداث شبكة خاصة بالبحث في هذا المجال لتوفير المعلومات والمعطيات الضرورية التي من شأنها ان تسهّل عمل الباحث، كما ان الجمعية ستكون بمثابة اطار ينظم عمل هؤلاء الشباب ويعمّق اهتمامهم اكثر بأحوال الطفل، وتبادل الوثائق والمعلومات وخلق جو للحوار والتواصل، وهذا ما كان يرمي اليه بالدرجة الاولى هذا اللقاء التكويني، وما عبّر عنه كل من كتابة الدولة المغربية والمجلس العربي للطفولة والتنمية. والشباب المشارك في الدورة ينتمي بعضهم الى القطاعات الحكومية والمؤسسات العمومية المهتمة بالطفولة، وبعضهم الى الكليات والمعاهد العليا، والبعض الآخر نشطون في الجمعيات التي ترعى الاطفال في اوضاع صعبة، وارتأى المنظمون ان تنظيم مثل هذه الدورات لأطر شابة تتوفر فيها الشروط الضرورية، ستحفزها على تحقيق مشاريع اجتماعية تدخل في صميم طموحاتهم من جهة، ومن جهة اخرى، يسعى المغرب الى توفير أطر شابة فنية وتقنية مؤهلة اكثر لتقديم المساعدات في مؤسسات الطفولة كالجمعيات التي تؤوي اطفال الشوارع ودور الأيتام، والخيريات… خصوصاً ان عالم الطفل صعب ومعقّد. وكما قال سعيد السعدي كاتب الدولة المكلف الرعاية الاجتماعية والأسرة والطفولة، فان الاهتمام بهذه الفئة يعدّ خياراً عالمياً ثابتاً، نظراً لتأثيرها على جميع الخطط والبرامج التنموية ولارتباطها الوثيق بمستقبل البلدان حضارياً.