قرار التعليم رسم البسمة على محيا المعلمين والمعلمات    الجودة دافع الابتكار والتميز    وزير السياحة يدشن شركة رملة للرحلات السياحية والمنتجعات البرية في حائل    الطقس يهدد الولايات المتحدة    أسبوع واحد نقل الحرب في أوكرانيا إلى التصعيد    تسونامي الخليج يجتاح الهلال    ضبط مواطن في القصيم لترويجه الحشيش وأقراصًا خاضعة لتنظيم التداول الطبي    عن الدراما المسرحية والتجاهل الأكاديمي أتحدث    الاتحاد يتصدر ممتاز الطائرة    الدانة يفقد اللقب القاري    1850 متدربا ومتدربة على المانجا في اليابان    فنانو المدينة يستعرضون أعمالهم في جولتهم بجدة    «حلاه يشدف» أحدث أغاني إبراهيم فضل بالتعاون مع محمد الخولاني    ضيوف خادم الحرمين يتجولون في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف    أرسنال يعود بطريق الانتصارات في الدوري الإنجليزي بثلاثية في فريق نونو سانتو    "العوسق".. من أكثر أنواع الصقور شيوعًا في المملكة    الحارثي في ذمة الله    دوري روشن: الوحدة يداوي جراحه بفوز هام على التعاون    الانسانية تحتضر    الالتزام بالمواعيد الطبية: مسؤولية مجتمعية تحفظ الصحة وتُحسن الخدمات    انترميلان يقسو على هيلاس فيرونا بخماسية في شوط    الطاقم الطبي يحدد موقف محترف الأهلي من مواجهة العين    ابن وريك يدشن معرض الأمراض المنقولة بالنواقل في مهرجان الدرب    5 مطارات تتصدر تقارير الأداء لشهر أكتوبر 2024    المنتدى السعودي للإعلام يفتح باب التسجيل في جائزته السنوية    يناير المقبل.. انطلاق أعمال منتدى مستقبل العقار في الرياض    الأولى من نوعها.. اتحاد الغرف يعلن تشكيل لجنة للطاقة والبتروكيماويات    ترمب يرشح سكوت بيسنت وزيراً للخزانة    الفنان المصري وائل عوني يكشف كواليس طرده من مهرجان القاهرة السينمائي    معتمر فيتنامي: أسلمت وحقق برنامج خادم الحرمين حلمي    سعود بن نايف يرعى الأحد ملتقى الممارسات الوقفية 2024    التحقيق مع مخرج مصري متهم بسرقة مجوهرات زوجة الفنان خالد يوسف    مصدر أمني يؤكد استهداف قيادي في حزب الله في الغارة الإسرائيلية على بيروت    "الجامعة العربية" اجتماع طارئ لبحث التهديدات الإسرائيلية ضد العراق    بريدة: مؤتمر "قيصر" للجراحة يبحث المستجدات في جراحة الأنف والأذن والحنجرة والحوض والتأهيل بعد البتر    ضبط 19696 مخالفاً لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود خلال أسبوع    استمرار هطول الأمطار على معظم مناطق المملكة    مشروع العمليات الجراحية خارج أوقات العمل بمستشفى الملك سلمان يحقق إنجازات نوعية    24 نوفمبر.. قصة نجاح إنسانية برعاية سعودية    موديز ترفع تصنيف المملكة الائتماني عند "Aa3" مع نظرة مستقبلية مستقرة    جمعية البر في جدة تنظم زيارة إلى "منشآت" لتعزيز تمكين المستفيدات    وفاة الملحن محمد رحيم عن عمر 45 عاما    مصر.. القبض على «هاكر» اخترق مؤسسات وباع بياناتها !    حائل: دراسة مشاريع سياحية نوعية بمليار ريال    الأمر بالمعروف في عسير تفعِّل المصلى المتنقل بالواجهة البحرية    بريطانيا: نتنياهو سيواجه الاعتقال إذا دخل المملكة المتحدة    وزير الصناعة والثروة المعدنية في لقاء بهيئة الصحفيين السعوديين بمكة    نيمار: فكرت بالاعتزال بعد إصابتي في الرباط الصليبي    القبض على (4) مخالفين في عسير لتهريبهم (80) كجم "قات"    «الأرصاد»: أمطار غزيرة على منطقة مكة    باص الحرفي يحط في جازان ويشعل ليالي الشتاء    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هضبة الجولان في المسار السوري - الإسرائيلي : مواقع استراتيجية وتحصينات طبيعية وينابيع وروافد مائية
نشر في الحياة يوم 24 - 01 - 2000

على رغم انتعاش حال التفاؤل، يدرك من يتابع ملف المفاوضات على المسار السوري - الإسرائيلي حجم التعقيدات التي تعترض إمكان إحداث اختراقات جوهرية في المسار التفاوضي على رغم ما يتردد من تفاهم على أكثر من 80 في المئة من القضايا المطروحة، مع استعصاء واضح يدور حول مسألة الانسحاب الإسرائيلي الكامل، وتحديد خط الرابع من حزيران يونيو لعام 1967.
ويدرك أيضاً من يتابع الملف أن مرد التعقيدات يعود لعدد من العوامل المختلفة، تقف على رأسها رغبة حكومات إسرائيل المتعاقبة بالاستيلاء على مناطق واسعة من هضبة الجولان وضمها لإسرائيل، نظراً لأهميتها الاستراتيجية الجغرافية والمائية، إذ تستهلك الدولة العبرية، وحسب تقارير عدة، أكثر من 600 مليون متر مكعب سنوياً من مياه الجولان، ما يعني أكثر من ربع حاجتها من المياه سنوياً والبالغة 2000 مليون متر مكعب، فضلاً عن وجود 17 ألف مستوطن يقيمون في 35 مستوطنة ومدينة واحدة كتسرين على انقاض أكثر من 240 قرية سورية لم يتبقَ منها سوى خمس قرى مجدل شمس، بقعاتا، الفجر، مسعدة، عين قنية.
مفاوضات تربيع الدائرة
شكلت قضية الحدود والأرض العقبة الكأداء داخل ما دار في غرف مفاوضات شبردزتاون. ففي الوقت الذي أصر فيه المفاوض السوري على البدء بأعمال لجنة الحدود على قاعدة قرارات الشرعية الدولية والانسحاب الكامل إلى خط 4 حزيران 1967، لمح المفاوض الإسرائيلي إلى إمكان الانسحاب إلى الحدود الدولية بين سورية وفلسطين الانتدابية مع بعض التعديلات الحدودية الطفيفة، والتموضع بخط جديد هو "خط السلام" يتم من خلاله سلخ شريط طويل من الهضبة المحتلة يبدأ من أعاليها على تخوم جبل الشيخ جبل حرمون مروراً بالشاطئ الشرقي لبحيرة طبريا، وصولاً إلى جنوب الهضبة عند موقع الحمة على مثلث الحدود السورية - الأردنية - الفلسطينية.
وتعتبر المصادر الرسمية الإسرائيلية في المفاوضات، بأن قضية الحدود يمكن أن تجد حلولاً مناسبة لها على قاعدة التعديل القسري بالاتفاق المشترك، وبما يحفظ المصلحة الإسرائيلية والسورية في آن، وهذا ما تؤيده الإدارة الأميركية. لذلك كررت هذه المصادر بأن العملية التعديلية القسرية للحدود يمكن أن تأتي تحت عنوان الاتفاق ل"تربيع الدائرة"، أي باجراء تحوير قسري حدودي جديد مصطنع. وقدرت أوساط عسكرية إسرائيلية مساحة الأراضي الواقعة بين الخطوط الدولية لفلسطين الانتدابية مع سورية، وفق اتفاق سايكس - بيكو وتعديلاته الموقعة في آذار مارس 1923 اتفاق نيو كمبوليه وخط الرابع من حزيران 1967 بمساحة اجمالية قدرها 62800 دونم من الأراضي شديدة الخصوبة، عدا عن اكتنازها للثروة المائية باعتبارها المصرف المائي للهضبة السورية باتجاه الانهدام في الحفرة الفلسطينية الغور.
عود على بدء
كما هو معروف، فإن فلسطين كانت سابقاً تشكل الاقليم الجنوبي والحيوي لبلاد الشام أو ما يسمى ب"سورية الطبيعية"، وبعد جلاء العثمانيين من بلاد الشام، أكد "المؤتمر السوري العام" الذي عقد في فندق عمر الخيام في دمشق بتاريخ 7/3/1920، الذي ضم ممثلين عن مناطق بلاد الشام، أعلن القرار الآتي: "باجماع الرأي، نعلن استقلال بلادنا السورية بحدودها الطبيعية استقلالاً تاماً لا شائبة فيه".
إلا أن التجزئة اللاحقة بفعل اتفاق سايسك - بيكو وتعديلاته، أوصلت فلسطين الاقليم الجنوبي إلى إدارة دولية منطقة القدس وإدارة الانتداب البريطاني، على رغم ما انطوى عليه تقرير لجنة "كينغ - كرين" من توصيات تتعلق بالوحدة التاريخية لسورية الطبيعية ورغبات سكانها، وأصبح خط الحدود الفلسطينية - السورية يبدأ من شرق وشمال بلدة الحمة، مسايراً للحافات السفلى لوادي اليرموك، ونجود الزوية والجولان المطلة على الحفرة الانهدامية التي تتوسطها بحيرة طبريا ونهر الأردن، فتأخذ اتجاهاً شمالياً تماماً حتى جنوب بلدة بانياس عند سفوح جبل الشيخ، ومن الغرب حتى مجرى نهر الحاصباني الذي يمثل أعلى نهر الأردن، ويبلغ طول هذه الحدود 74 كلم.
تعرضت هذه الحدود إلى تعديلات كثيرة، كان أولها في 22/11/1920 بين بريطانيا وفرنسا، فبعد أن كانت الحدود تقطع بحيرة طبريا على خط اتجاه: جنوبي - شرقي - شمالي - غربي، ماراً من جنوب صفد وغربها حتى رأس الناقورة تاركة منطقة الحولة بكاملها داخل الأراضي السورية، أصبحت تقطع البحيرة في منتصفها باتجاه جنوبي - شمالي تدخل قسم من الجولان حتى غرب القنيطرة وجنوب بانياس، إضافة إلى كامل سهل الحولة ضمن الأراضي الواقعة تحت الانتداب البريطاني. وفي آذار 1923 جرى تعديل آخر عرف باسم تعديل "نيو كمبوليه"، لمصالح متبادلة بين الانتدابين البريطاني والفرنسي مس الحدود المشتركة بين كل من سورية ولبنان وفلسطين الانتدابية، وتم بموجبه إلحاق الشريط المحاذي للنصف الجنوبي من ساحل طبريا الشرقي بفلسطين، وتركت عشرة أمتار لتفصل بين الحدود السورية ومياه بحيرة طبريا، ثم تساير الحافة المحاذية لسهل الحولة بعيداً عن النهر حتى جنوب بانياس، ومن ثم غرباً حتى تقطع وادي الحاصباتي حيث تنتهي مع فلسطين لتبدأ مع لبنان.
ولاحقاً وبفعل حرب 1948، نشأ خط جديد هو خط الهدنة، وفق اتفاق الهدنة، إذ أصبح قطاع الحمة وجنوب شرقي بحيرة طبريا، ومثلثان صغيران: الأول إلى الغرب من نهر الأردن جنوب بحيرة طبريا عند جسر بنات يعقوب، والثاني إلى الغرب من بانياس في الجبهة السورية من خط الهدنة مناطق مجردة من السلاح مساحتها 100 كيلومتر مربع.
والحقيقة أنه خلال حرب 1948، لم تتوقف الأعمال الحربية على الجبهة السورية - الإسرائيلية حتى توقيع اتفاق الهدنة في 22 نيسان ابريل 1949 في جزيرة رودس. وتبع هذه الفترة عمليات كر وفر متبادلة تم التموضع بموجبها على خط الرابع من حزيران لعام 1967 مع السيادة السورية الكاملة على الشاطئ الشرقي لبحيرة طبريا، وعلى شريط من الأرض اضيفت إلى فلسطين ابان عهد الانتداب البريطاني سهل عزالدين، مزارع الخوري، منطقة الحمة، برك التمساح، التوافيق، النقيب، البطيحة، كراد الغنامة، كراد البقارة، السمر... الخ.
وكان الجيش الإسرائيلي شكل في وقت سابق مع انطلاق المفاوضات الثنائية في واشنطن، وهي المفاوضات التي تلت افتتاح مؤتمر مدريد هيئة عمل لتخطيط الحدود مع سورية قسمت إلى دائرتين: الأولى من قسم التاريخ في هيئة الأركان، والثانية من شعبة الاستخبارات العسكرية أمان. وقامت كل دائرة بدراسة لتحديد ما يسمى بالحدود الدولية السابقة بين سورية وفلسطين الانتدابية، والقضايا المتعلقة بمصادر المياه، وحق الصيد في بحيرة طبريا.
مزارع ومواقع
بعد عدوان حزيران 1967، أقامت إسرائيل في هذه المنطقة العديد من المنشآت الزراعية والصناعية، منها كيبوتس دان الزراعي، كيبوتس شنير، كيبوتس عين جاب، موقع نقيب. وتبع احتلال إسرائيل لمناطق الجولان التمدد واحتلال مواقع أقصى الشريط المائي للهضبة عند تخوم جبل الشيخ في الأراضي اللبنانية، وضم مناطق مزارع بلدة شبعا اللبنانية بمساحة تساوي تقريباَ 200 كيلومتر مربع، هذه المساحة تمثل أكثر من نصف قطاع غزة. وتقع مزارع شبعا في المنطقة التي تسميها إسرائيل الجولان النافع الزراعي والمائي، وتتحدد على الخريطة من قمة الزلقا، وهي ثاني أعلى قمة في جبل الشيخ، وبانحدارها إلى تل القاضي في سهل الحولة بطول يبلغ 25 كيلومتراً ومعدل عرضي 8 كيلومترات من بلدة كفر شوبا شمالاً في الأراضي اللبنانية إلى بلدة جباتا الزيت في الأراضي السورية. وتنتشر مزارع شبعا في موقع جغرافي ذي أهمية استراتيجية بالغة على ملتقى الحدود بين لبنان وسورية وفلسطين. وتتميز بقممها الجبلية العالية التي تصل إلى حوالى 2600 متر عن سطح البحر وتشرف على هضبة الجولان وسهل الحولة والجليل وجبل عامل وسهل البقاع. وتنبع من هذه المزارع معظم روافد نهر الأردن، كما تختزن في باطنها كميات هائلة من مياه ثلوج حرمون والجولان.
ومنطقة الحمة تقع في اطار الجولان المفيد وفق المصطلح الاسرائيلي، وتتألف من مدينة سياحية صغيرة ومنتجع صحي اضافة الى الاراضي الزراعية التي تتبع لها فضلاً عن بعض القرى مثل: التوافيق، الحاوي، الروض الاحمر، روض القطف، البرج. واصبحت الحمة تحت السيادة السورية الكاملة قبل عام 1967 اضافة الى الممر المؤدي الى وادي اليرموك من منطقة الحمة، وكانت اضيفت الى فلسطين الانتدابية عام 1923 وفق تعديل نيو كمبوليه.
وكانت قوات الانتداب البريطاني في فلسطين انسحبت من منطقة الحمة في كانون الثاني يناير 1948، وحاولت قوات الهاغاناه التسلل اليها من منطقة سمخ وبيسان حين تم ردها ومنعها من قبل سكان المنطقة. وفي 15 ايار مايو 1948 دخلت القوات السورية منطقة الحمة والمواقع المحيطة بها خصوصاً في كفر حارب، بينما سيطرت القوات الاسرائيلية على الاجزاء والمناطق المجردة من السلاح بلغت ضعف ما سيطرت عليه القوات السورية. وتعتبر الحمة من المناطق الواقعة بين الخط الفاصل بين سورية وفلسطين الانتدابية في الطرف الفلسطيني ومن المناطق الواقعة الى يمين خط 4 حزيران 67 في الجانب السوري، وتقع الى الجنوب الغربي بشكل يحاذي طولانيا الشاطئ الجنوبي الشرقي لبحيرة طبريا، وهي تمتد شرقاً على شكل بيضوي مسطّح ذروته عند مثلث الحدود السورية - الأردنية - الفلسطينية، ويقع القسم الثاني منها ضمن الحدود الاردنية ملاصقاً لبلدتي سمخ الفلسطينية والعدسية الاردنية. وتنخفض الحمة عن سطح البحر 170 متراً، كما تبلغ مساحتها 5400 دونم. وتستثمر اسرائيل منطقة الحمة في مجال الصناعة السياحية، اذ تضم بلدة الحمة ينابيع المياه المعدنية والآثار السياحية، وكانت في فترة سابقة محطة للسكك الحديد التي تربط دمشق عن طريق درعا بكل من حيفا، سمخ، طبريا، يافا، غزة ومن ثم الى العريش.
وفي اطار الجولان النافع الذي تريد سلطات الاحتلال الاسرائيلية الاحتفاظ به، يقطع الشاطئ الشرقي لبحيرة طبريا بطوله الذي يقارب 20 كيلومتراً مع خط الرابع من حزيران لعام 67. وتأتي بحيرة طبريا في المرتبة الثانية بعد البحر الميت وتلعب دور الخزان الرئيسي للمياه في فلسطين.
وتقع على بعد 43 كيلومتراً من شاطئ البحر المتوسط، كمثرية الشكل، اقصى طول لها 21 كيلومتراً، وأوسع عرض لها 412 كيلومتراً، وأعمق نقطة فيها حوالى 45 متراً، ومساحتها الاجمالية 165 كيلومتراً مربعاً، وتنخفض عن سطح البحر 212 متراً. وسعة البحيرة من المياه تقارب 4 بلايين متر مكعب، ويتأثر مستوى ارتفاع المياه فيها بالامطار السنوية وبارتفاع درجة الحرارة، وتغذيها بشكل رئيسي مياه هضبة الجولان اذ يصلها خلال جريان نهر الاردن 640 مليون متر مكعب سنوياً.
ايضا تتمسك اسرائيل بالسيادة على مناطق واسعة من جبل حرمون جبل الشيخ، باعتباره خزاناً مائياً مهماً يغذي جوف منطقة الجولان وأجزاء من القطاع الشرقي لجنوب لبنان وسهل الحولة في فلسطين، وتقع المنطقة الشمالية الغربية منه في اطار الجولان النافع بين خط 4 حزيران والخط الدولي.
تبلغ مساح المرتسم الأفقي للجبل على مستوى الارض نحو 600 كيلومتر مربع، نصفها تقريباً في الأراضي اللبنانية، ويطل على القطاع الشرقي قطاع العرقوب، وتشكل مساحته الواقعة في الاراضي السورية نحو 12 في المئة من مساحة الجزء المحتل من هضبة الجولان. وجبل حرمون مجموعة من الارتفاعات المتتالية، اذ يتشكل من عدد كبير من الذرى والشارات المتباينة الارتفاع عن بعضها بعضاً، ويرتفع في أعلى نقطة بمقدار 2814 متراً عن سطح البحر. وتعرف هذه المنطقة باسم قصر شبيب نظراً الى وقوع الأمير العربي شبيب التبعي فيها.
الأهمية الاولى لجبل حرمون تنبع من كونه المغذي الرئيسي للمياه في المنطقة الواقعة في حوضه في الجولان ومناطق القطاع الشرقي لجنوب لبنان اضافة الى مناطق ريف دمشق في وادي الحرير ووادي العجم. وتهطل الامطار على جبل حرمون سنوياً بمعدل وسطي في مختلف مناطقه المتباينة الارتفاع بمعدل 1400 ملم، بمعنى ان المخزون المائي السنوي فيه يقارب 840 مليون متر مكعب من المياه، وينبع منه انهار: نهر الحاصباني الذي يعطي مردوداً مائياً سنوياً يبلغ 155 مليون متر مكعب، نهر بانياس بمردود مائي سنوي يبلغ 157 مليون متر مكعب، نهر الدان بمردود سنوي يبلغ 258 مليون متر مكعب، مجرى نهر الأردن، ونهر الأعوج الذي يبنع من الجهة الاخرى المقابلة ويذهب الى مصبه في الجنوب الشرقي لدمشق في منطقة الهيجانة، إلى مئات الينابيع المنتشرة على جنبات سفوح جبل حرمون من مختلف الجهات. كما تتجمع كميات كبيرة من المياه في فصل الربيع على شكل بحيرات خصوصاً في انحدار قلعة جندل.
ويتمتع جبل حرمون بأهمية عسكرية تعود الى ما يوفره من بعد حداثي ثالثي شاقولي، يسمح بمراقبة مواقع الطرف الآخر بصورة جيدة نسبياً، وفي الواقع يطل جبل الشيخ على الاتجاهات العملياتية على الجبهة السورية - الفلسطينية اذ يشرف موضعياً على الاراضي المحيطة به حتى الأفق. وضمن ذلك يمكن القيام بأعمال المراقبة بالنظر، بواسطة اجهزة المراقبة البصرية لمسافات طويلة، ورصد كامل لاتجاه العمليات في الجانبين، وتالياً يمكن متابعة كل التحركات العسكرية وتصحيح رمايات المدفعية وضربات الطيران، اضافة الى انه يمكن ان يشكل ستاراً وعامل اضفاء للحشود العسكرية للطرف المسيطر عليه، ويقدم شروطاً ملائمة لحجب الرؤية الرادارية وحماية الطائرات ذات الطيران المنخفض من الاكتشاف حتى تصل الى اغراضها بصورة مفاجئة. الى ذلك يصعب على نيران المدفعية ان تطاول مرتفعاته بسبب طبيعة تضاريسه، فزيادة المدى الشاقولي للقصف المدفعي يكون دوماً على حساب النقصان في المدى الأفقي.
بعد الاحتلال أقامت القوات الاسرائيلية مرصداً عسكرياً متطوراً على المرتفع 2224 متراً المطل على بلدة عرنة السورية في الزاوية الجنوبية الشرقية للجبل، وحاولت خلال حرب تشرين الأول اكتوبر 1973 وحرب الاستنزاف عام 74 اقامة مرصد آخر في المرتفع 2814 متراً وتمكنت من إيصال فصيلة دبابات ومجموعة مشاة ميكانيكية الى السفح المؤدي الى القمة المذكورة وذلك في المرتفع 2500 متر في جبل حرمون. إلا أن هجوماً مباغتاً شنته وحدة مختارة من القوات الخاصة السورية، افشلت محاولات الوصول الاسرائيلية الى قمة الجبل وتمكنت من قتل 23 جندياً وأسر ثلاثة.
بقي المرصد الاسرائيلي في مكانه الحالي في المرتفع الاستراتيجي 2224 متراً. ويذكر أن هذا المرتفع وقع بيد القوات السورية في الانزال الأول الذي قامت به القوات الخاصة السورية ليلة اليوم الأول من حرب تشرين الأول 73، وحدثت فيه عمليات سيطرة متبادلة حتى استقر في الوضع الحالي، وتكبدت القوات الاسرائيلية من أجل التمسك بالموقع خسائر فادحة، أبرزها تحطم مروحية سكورسكي تقل قوات انزال اسرائيلية 30 جندياً بنيران قذيفة سورية مباشرة فدمرت المروحية وقتل جميع من كان فيها.
تضم مرتفعات جبل الشيخ في السفوح الجنوبية الغربية ثلاث مستوطنات: سنير عام 1968 قرب بانياس بمساحة 2000 دونم وهي مستوطنة زراعية وتوجد فيها مصانع للأدوات الكهربائية، هارادوم اقيمت عام 1975 على أراضي بقعاتا السورية وهي مستوطنة زراعية سياحية، ومستوطنة نفي أطيف أقيمت عام 1968 على أراضي قرية جباتا الزيت السورية المحتلة، وهي مجمع سياحي حديث التلفريك الكهربائي مساحتها 3000 دونم، يمارس فيها المصطافون رياضة التزلج على الجليد. وتدير هذه المستوطنة الوكالة اليهودية التي شكلت بداية الاحتلال شركة "حرمون للأعمال السياحية".
بكل الحالات يعتبر الموقف السوري أكثر تماسكاً واسناداً من ناحية القانون الدولي منه الى الموقف الاسرائيلي. فاسرائيل تفاوض على مسألة الحدود معتبرة نفسها الوريث الشرعي لفلسطين الانتدابية. وفي هذا مخالفة واضحة للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية. فالدولة العبرية هي الوحيدة في العالم التي قامت بقرار، هو قرار التقسيم 181 لعام 1947، وهذا القرار التشريعي الدولي وحده رسّم حدود اسرائيل. لكن الدولة العبرية تجاوزته وزحفت قواتها من المناطق المخصصة لها على مساحة 52 في المئة من أراضي فلسطين التاريخية الى مساحة تقارب من 75 في المئة، واستكملت ذلك باحتلال أراضي الضفة والقطاع والقدس كاملة وطردت مئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين من المناطق المخصصة للدولة العبرية خلافاً للقرار 181. وبالمحصلة تم تعطيل الشق الآخر من القرار الدولي، وهو الشق الذي يدعو لقيام دولة عربية فلسطينية على الجزء الآخر من أرض فلسطين التاريخية.
خصائص موقع وجغرافية الجولان
تبلغ مساحة هضبة الجولان 1860 كيلومتر مربعاً، أي ما يعادل 500 ميل مربع تسيطر اسرائيل حالياً على ما مجموعه 1250 كيلومتر مربعاً منها أي ما نسبته 69.4 في المئة من مساحة الهضبة والباقي تحت السيادة السورية.
يبلغ الحد الأقصى لطول الهضبة 80 كيلومتراً، والحد الأقصى لعرضها 25 كيلومتراً، والجولان هي المنطقة التي تقع في أقصى الغرب والشمال الغربي من هضبة حوران، وهي هضبة تتألف من بقاع تنحدر تدريجياً شمالاً من وادي العجم وجبل الشيخ الى ضفاف وادي اليرموك جنوباً ومن ارتفاع يتجاوز 1200 متر فوق سطح البحر الى ارتفاع يقترب من 200 دون مستوى سطح البحر في منطقة الحمة التي تعتبر اخفض مناطق الجولان بل وسورية عن سطح البحر. ويحد الهضبة من الغرب نهر الأردن وفي الجنوب الغربي بحيرة طبريا وفي الشرق وجزء من الجنوب حوران والجنوب نهر اليرموك.
هضبة الجولان، هضبة متموجة وسطحها مفروش بكميات كبيرة من الأحجار والمواد المفتتة، أما في المنخفضات فتتراكم المواد الناعمة والدقيقة، وهي عموماً تنحدر نحو الاتجاهات الثلاثة الشرق والغرب والجنوب وأكثر باتجاه الغرب، ويصل ارتفاعها في الوسط أكثر من 1000 متر فوق مستوى سطح البحر، ومتوسط ارتفاعها زهاء 700 متر عن مستوى سطح البحر، تغطيها الصخور البازلتية التي أعطتها شكلاً متموجاً وعراً. الى ذلك تنهض على سطح الهضبة بعض المرتفعات التي تشكل تلالاً على شكل مخاريط بركانية وتظهر بعض المساحات على شكل سهول منبسطة. وتتسم الجولان ببنية معقدة على الصعيد الهيدرولوجي سيما أنها تعود في تشكلها لفترات متباينة من العصور الجيولوجية. وتربتها ذات منشأ بركاني ألوانها قاتمة الى لون أحمر آجري يناسب زراعة الحبوب لذلك كانت الجولان احدى عنابر الغذاء الرئيسية في بلاد الشام.
المواقع والتلال
انتشار التلال والمرتفعات البركانية فوق هضبة الجولان يعطيها ميزة كمواقع تحكم وخطوط دفاع طبيعية تؤمن مساحة من رؤية رصد كبيرة، فهي تشكل حاجزاً طبيعياً بين الجولان في الغرب وحوران في الشرق، ويرتفع في وسطها تل ابو الندى 1204 أمتار عن سطح البحر. وتمكن ملاحظة سلسلتان جبليتان الاولى تمتد من الشمال الغربي الى الجنوب الشرقي للقنيطرة وتشمل مرتفعات متقاربة الارتفاع واهمها:
- تل الاحمر 1187 متراً عن سطح البحر ويقع قرب قرية مسعدة.
- تل عريم 1053 متراً.
- تل الشيخة 1211 متراً.
- تل العرام غرب القنيطرة.
وتبدأ السلسلة الجبلية الثانية من جنوب القنيطرة حتى قرية الرفيد باتجاه من الشمال الغربي الى الجنوب فالجنوب الشرقي، واعلى تلالها: بير عجم 1158 متراً وتل ابو خنزير 977 متراً وتل الفرس، وتل يوسف.
كما يتناثر في مواضع اخرى عدد من التلال المهمة مثل: تل العزيزات، تل الفخار، تل شيبان، تل هلال، تل جليبنة، تل العور، تل العلمين، تل شعاف السنديان، مرتفعات التوافيق.
وتقع بين التلال والمرتفعات السابقة السهول الحمراء ذات التربة الخصبة الغنية بالاكسيد المعدني المفيد للزراعة، واهم هذه السهول: سهل عين زيوان، سهل الدلوة، سهل عين عيشة، سهل المنصورة، سهل الخشنية، سهل الرفيد، سهل الجوخذار، سهل كفر نفاح، سهل العال، سهل فيق، سهل البطيحة.
وتتمتع تلال الجولان بأهمية عسكرية، كما ذكرنا، نظراً الى ما توفره من خطوط دفاع طبيعية، يمكن انشاء تحصين دشم ومواقع قوية داخلها، كما حصل فعلاً منذ احتلال الهضبة حين بنت القوات الاسرائيلية تحصينات جبل حرمون وتل ابو الندا، وتل الفرس، وغيرها من المواقع، عدا عن الخط المحصّن على طول الجبهة خط الون: ويسمى الخط البنفسجي حيث يتشابه انحنائه على طول الجبهة السورية - الفلسطينية مع قوس مغيب الشمس.
وتوفر المرتفعات مساحة رؤية نحو بادية الشام وجبل العرب وسهول حوران واللجاه وغوطة دمشق، ونحو فلسطين وشرق الاردن حتى جبال عجلون، وبحيرة طبريا والحولة وجبال الجليل والكرمل، ويرى من قمة جبل حرمون المرتفع 2814م البحر الابيض المتوسط من رأس الكرمل حتى مدينة صور، كما جبل الجرمق والباروك.
الاهمية المائية
تنتسب هضبة الجولان، وهضبة جبل العرب وهضبة حوران الى حوض هيدرولوجي واحد. وتعتبر امطار الجولان غزيرة وتزيد عن 1000ملم في السنة، وعدد الايام الممطرة 68 يوماً على المتوسط في العام الواحد، وتقدر ب1.2 بليون متر مكعب سنوياً، عدا ما يسقط منها على جبل الشيخ بينما لا تتجاوز كمية الامطار في فلسطين الكاملة بليوني متر مكعب سنوياً، وتعادل الهضبة 1 في المئة من مساحة سورية الاجمالية، وتتمتع بمردود مائي يعادل 3 في المئة من المياه التي تسقط فوق سورية، و14 في المئة من المخزون المائي السوري. ومع ذلك لا يعثر على الهضبة على انهار دائمة بسبب شدة الانحدار العام نحو الغرب الامر الذي يؤدي الى صرف مياه الامطار والسيول بسرعة نحو انهدام نهر الاردن الذي يلعب دور مصرف لمياه الجولان السطحية والجوفية.
ويقع الخزان الرئيسي المائي للهضبة في جبل حرمون ومنه تنبع الانهار الرئيسية التي تشكل المجرى العام لنهر الاردن اضافة الى نهر الاعوج الذي ينبع من الجبهة المقابلة ويذهب لمصبّه في جنوب شرقي دمشق.
وتعتبر الهضبة من المناطق الغنية بالمياه الجوفية، فتكثر الينابيع الدائمة وتكثر الوديان واشهرها: وادي الريح، وادي دبورة، وادي حوا، وادي جرمايا، وادي السمك، وادي الزيتون، وادي مسعود، وتعتبر مياه الهضبة مياهاً عذبة ونسبة المواد الصلبة فيها قليلة جداً وتختلف انتاجية الآبار في الهضبة بين 5 الى 15 لتراً في الثانية.
وتتفجر مئات الينابيع في مناطق مختلفة واهمها: نبع البارد 328 ليتراً في الثانية، نبع البجيات 150 ليتراً في الثانية، نبع الجليبنة 100 ليتر في الثانية، نبع حلس الفوال 60 ليتراً في الثانية، نبع الدروان 55 ليتراً في الثانية، نبع السعار 130 ليتراً في الثانية، نبع السنابر 75 ليتراً في الثانية، نبع الشلالة 65 ليتراً في الثانية، نبع طاحونة الصيادة 940 ليتراً في الثانية، نبع الفاجر 300 ليتر في الثانية، نبع القصيبة 110 ليترات في الثانية، نبع البرجيات 150 ليتراً في الثانية، نبع بيت جن 1900 ليتر في الثانية، نبع اللويزاني 400 ليتر في الثانية اضافة لينابيع الحمة الكبريتية 850 ليتراً في الثانية. وتتشكل بحيرة مسعدة على احد سفوح جبل الشيخ في موضع فوهة بركانية ويبلغ طولها 628 متراً وعرضها 476 متراً وعمقها 45 الى 60 متراً وارتفاعها عن سطح البحر 1024 متراً.
المصرف المائي للجولان
ووفق ما تم ذكره فان الانحدار العام للهضبة باتجاه الغرب يجعل مياه الجولان تصبّ في هذا الاتجاه الذي يعتبر المصرف المائي لهضبة الجولان وفيه يتشكل نهر الاردن وفق الخريطة الآتية:
* نهر بانياس: ينبع من جانب بلدة بانياس من جرف جبلي تحت كهف كلسي قديم في احد سفوح جبل الشيخ وعلى ارتفاع 914 متراً عن سطح البحر عند قاعدة الجبل وعلى مسافة 19 كيلومتراً من الحولة، وترفده المياه الآتية من وادي السعار ووادي الخشبة ووادي العسل ويبلغ طوله 9 كيلومترات ومردوده السنوي 170 مليون متر مكعب، ويزود بانياس بحوالى 157 مليون متر مكعب تأتيه من المياه المتجمعة من مساحة تقدّر 175ب كيلومتراً مربعاً.
* نهر الدان تل القاضي: ينبع من تل القاضي الواقع غرب بانياس ويبدأ بينبوعين، احدهما على السفح الغربي والثاني على السفح الشرقي ثم يجتمعان ليؤلفان معاً مجرى النهر ومردوده السنوي 258 مليون متر مكعب. * نهر الحاصباني: اطول روافد نهر الاردن وينبع من بلدة حاصبيا من بركة قليلة الانخفاض تسمى نبع عين الفوار وعلى ارتفاع 660 متراً فوق سطح البحر، ويرفده نهر بريغيث الآتي من مرجعيون ومتوسط مردوده السنوي 155 مليون متر مكعب، يبلغ طوله 38 كيلومتراً، يجري منه نحو 14 كيلومتراً في لبنان.
وتلتقي الانهار الثلاثة عند نهر الاردن او نهر الشريعة الذي يؤلف حدود سورية مع فلسطين. ويعتبر نهر اليرموك احد اهم روافد نهر الاردن اذ يرفده بعد خروجه من بحيرة طبريا ويشكل للغرب من مدينة درعا الحد الفاصل للحدود السورية - الاردنية ويبدأ انحداره من السفح الغربي لجبل العرب اذ يتألف من وادي البطوم في الجنوب والزيدي في الشمال ثم يرفده وادي الذهب الذي ينتهي عند شلالات تل شهاب. ومن روافده مياه وادي هدير، ومياه وادي الخنافس ووادي العرام ووادي ابو يابس ووادي العلان ثم مياه وادي الرقاد، وتبلغ حصة حوض اليرموك 7584 كيلومتراً مربعاً منها 5500 كيلومتر مربع داخل سورية. وتتفجر على اطرافه الينابيع مثل: نبع الثريا، ام الدنانير، الغزولي، الاشعري وينابيع الحمة. ويرفد نهر الاردن ايضاً من الجهة الشرقية وادي الزرقا، وطاقته حوالى 93 مليون متر مكعب ومجموعة الاودية الاخرى: وادي العرب، وادي حرم، وادي اليابس، وادي كفرنجة. اما الجانب الغربي لنهر الاردن فترفده وديان: فيحاس، البيرة، جالود، المالح، الفارعة والعوجا.
* كاتب فلسطيني مقيم في دمشق.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.