أعلن الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية البريطانية مارك سادويل ان زيارة وزير الخارجية البريطاني روبن كوك الى كل من الأردن ومصر جزء من سلسلة زيارات سيقوم بها كل من كوك وبيتر هين وزير الدولة للشؤون الخارجية الى منطقة الشرق الأوسط في الأشهر القليلة المقبلة ستشمل ايران والسعودية ولبنان وسورية وتونس والجزائر واعتبرها تعبيراً عن ارتباط بريطانيا المباشر بعملية السلام وقضايا المنطقة بشكل عام. وشدد سادويل في مؤتمر صحافي عقده أول من أمس، على أهمية الدور الذي يمكن ان يلعبه الأردن ومصر في تقديم الدعم للرئيس ياسر عرفات في المرحلة الحساسة المقبلة التي سيضطر خلالها الفلسطينيون والاسرائيليون الى تقديم تنازلات متبادلة، خصوصاً ان عرفات بحاجة الى كل الدعم الذي تستطيع ان تقدمه الدول الصديقة، وأضاف ان كوك سيركز في محادثاته المقبلة في عمانوالقاهرة على أهمية تقديم دعم الدول العربية غير المتطرفة لقرار مجلس الأمن الأخير في شأن العراق. ووصل كوك مساء أمس الى عمان حيث سيقابل اليوم كلاً من وزير الخارجية عبدالإله الخطيب ورئيس الوزراء عبدالرؤوف الروابدة، والملك عبدالله الثاني الذي سيقيم مأدبة غداء على شرف كوك. ثم يزور الوزير البريطاني مخيم البقعة الفلسطيني، ويغادر مساء اليوم نفسه عمان الى القاهرة حيث سيلتقي رئيس الوزراء المصري. وسيلتقي كوك غداً الخميس الرئيس حسني مبارك، ثم يعقد اجتماعات عمل مع وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى. كما يلتقي شيخ الأزهر الشيخ محمد سيد طنطاوي اضافة الى رجال دين أقباط وارثوذكس ويهود. وستتطرق محادثات الوزير البريطاني في عمان اضافة الى العلاقات الثنائية الى أوضاع اللاجئين، وعبر الناطق عن ترحيبه بالاجراءات التي اتخذتها الحكومة الأردنية بحق حركة "حماس"، موضحاً ان هناك تبادلاً للمعلومات في شأن قضايا الارهاب بين البلدين. كما سيتطرق كوك في محادثاته مع المسؤولين الأردنيين الى قضايا الدفاع والتدريبات المشتركة البريطانية - الأردنية، وكذلك القضايا الاقتصادية، مشيراً الى ان الأردن سيطلب اعفاءه من ديونه لبريطانيا. وأضاف سادويل ان محادثات الوزير كوك في القاهرة ستتطرق الى العلاقات الثنائية و"الارهاب"، مشيراً الى ان الاحداث الأخيرة في قرية الكشح ليست أعمالاً ارهابية كتلك التي شهدتها مصر سابقاً. وسيتطرق كوك في محادثاته ايضاً مع المسؤولين المصريين الى الاصلاح الاقتصادي والمساعدات، والقضايا الاقليمية، كالسودان والعراق وليبيا وايران. وقال سادويل ان الحكومة المصرية مهتمة بمعرفة نتائج زيارة وزير الخارجية الايراني كمال خرازي الى لندن الاسبوع الماضي، ومعرفة التطورات في علاقة بريطانيا مع ليبيا. وأوضح ان بريطانيا لم تكن تريد تسريب التقرير حول صواريخ "سكاد" قبل اكمال التحقيقات، مشيراً الى ان السفير البريطاني في طرابلس قدم احتجاج بلاده في شأن هذه المسألة قبل تقديم أوراق اعتماده رسمياً. وبخصوص مطالبة الحكومتين المصرية والأردنية بتسليها بعض الناشطين الاسلاميين المقيمين في بريطانيا ورفض لندن ذلك، أوضح سادويل ان البرلمان البريطاني بصدد درس تشريع جديد يمنع الدعوة الى العنف بأي شكل من الأشكال ويعتبره عملاً جرمياً. وسيشدد كوك على التقليد البريطاني بترك الحرية لأي فرد للتعبير عن رأيه من دون الدعوة الى العنف.