ساهم جراحان عربيان في أول عملية من نوعها لزرع ذراعين مرة واحدة. اجريت العملية لشاب فرنسي فقد ذراعيه في حادث انفجار صاروخ كان ينوي اطلاقه. وخلال 17 ساعة قام الفريق الجراحي القوي الذي يتكون من 18 جراحاً عالمياً بخياطة الذراعين من تحت المرفق. وقال الجراح اللبناني ندي حكيم ل"الحياة" ان الفريق الذي يرأسه الفرنسي البروفسور ميشيل دوبرنار ومساعده الجراح السوري مروان دوّاره يتطلع بتفاؤل الى تقبل جسم المريض للذراعين المزروعتين. وقال ان العملية اجريت الخميس الماضي في مستشفى إدوارد هارييت في ليون، وتعتبر الأيام العشرة المقبلة حاسمة للتأكد من نتائجها. وسيحتاج المريض لاستخدام الذراعين الى فترة شهور والى تمرين رياضي لهما قبل الاعلان عن النجاح التام للعملية التي تشكل انجازاً طبياً في زرع الأعضاء. واعتذر رئيس الفريق البروفسور دوبرنار عن ذكر اسم المريض، لكنه قال انه "شاب قوي عمره 33 عاماً يشارك في ركض المسافات الطويلة". وكانت الذراعان المتبرع بهما اخذتا من شاب فرنسي عمره 17 عاماً اصيب بحادث سقوط مميت من فوق جسر. وواجه الفريق الجراحي مهمة شاقة في زرع الذراعين مرة واحدة. وقال الدكتور حكيم ان وقف النزيف الدموي الذي كان يتفجر من الذراعين المقطوعتين "أشبه بمحاولة غلق فجوتين في زورق انقاذ وسط البحر، مع الحفاظ في الوقت نفسه على جمال الزورق". وساعد المريض الشاب القوي البنية في نجاح الفريق الذي كان يواجه في كل لحظة الخيار الصعب ما بين التحدي الجمالي وخطر فقدان حياة المريض. وسبق للجراحين العربيين المساهمة العام الماضي في أول عملية ناجحة لزرع ذراع واحدة لمريض استرالي. وقال حكيم انه كان في كاليفورنيا يستعد لإلقاء محاضرة عن العملية الاولى، حين تسلم رسالة استغاثة SOS من فرنسا. وغادر حكيم على أول طائرة الى ليون، حيث كانت تنتظره سيارة اسعاف نقلته الى صالة العملية التي كانت تأجلت مرات عدة بسبب عدم وجود متبرع بذراعين مناسبتين. وتتابع الصحافة ومحطات التلفزيون العالمية أنباء العملية الرائدة أولاً بأول. وظهرالدكتور حكيم أمس في التلفزيون البريطاني "آى تي إن" وفي البرنامج المباشر "صباح الخير أميركا" في تلفزيون "أي بي سي" في الولاياتالمتحدة. وأشادت صحف بريطانية عدة بالجراح حكيم، الذي قالت عنه انه بريطاني يرأس قسم زراعة الأعضاء في مستشفى سانت ماري في لندن. وانفردت صحيفة "تايمس" بالاشارة الى الأصل العربي لحكيم، وذكرت "أنه كالعديد من الأطباء المرموقين من أصل لبناني تلقى علومه المبكرة في فرنسا وبريطانيا ثم في الولاياتالمتحدة".