ساهم الجراح اللبناني الشاب ندي حكيم في اجراء أول عملية زرع ذراع بشرية. استغرقت العملية 13 ساعة استيقظ بعدها رجل الأعمال النيوزيلندي كلنت هالام وهو يحمل ذراعا تعود الى فرنسي قتل في حادث سيارة. وذكر ندي حكيم لپ"الحياة" أن هالام بكى من الفرح حين استيقظ في الصباح ووجد ذراعاً جديدة محل ذراعه اليمنى التي بترها منشار كهربائي قبل 9 سنوات. اجريت العملية في مستشفى إدوار هريو في مدينة ليون في فرنسا، وقد أثارت اهتماماً عالمياً وأحيت آمال ضحايا الحوادث وانفجار الألغام والأطفال المشوهين الذين يولدون من دون أطراف. أشرف على العملية فريق طبي دولي يضم الطبيب اللبناني واثنين من أشهر الاخصائيين في الجراحة المجهرية وزرع الأعضاء، هما جان ميشيل برنار من فرنسا وإرل اوين من استراليا. واحتل اسم ندي حكيم أمس الصفحات الأولى للصحافة العالمية ونشرات الأخبار في التلفزيون. واعتبرته الصحافة البريطانية ممثلاً للطب البريطاني، مشيرة الى أنه يرأس وحدة زرع الأعضاء في مستشفى سنت ماري في بادنغتن في لندن. وذكر تلفزيون "بي بي سي" الذي اجرى حديثاً مع حكيم في عيادته أن العملية حققت سبقاً لأوروبا على الولاياتالمتحدة، حيث يتوقع اجراء عملية زرع ذراع قريباً. وقضى ندي حكيم وزملاؤه شهوراً يهيئ للعملية وخاض سباقاً مع الزمن إثر العثور على متبرع بذراع تماثل بالطول واللون ذراع كلنت هالام ويحمل الفصيلة نفسها من الدم. وتلقى حكيم في الساعة الثانية فجر يوم أول أمس نداء هاتفياً عاجلاً بالتوجه الى مستشفى ليون، وكان عليه أن يجري عملية زرع كلية في لندن في الساعة الرابعة صباحاً قبل أن يستقل الطائرة من مطار هيثرو في العاشرة من صباح اليوم نفسه الى ليون، حيث نقلته سيارة اسعاف من المطار الى صالة العمليات مباشرة. وأعادت محطات التلفزيون أمس لقطات لنقل الذراع التي اقتطعت من جسم الفرنسي المتوفى ونقلت في صندوق مغلق الى المستشفى. وقام الجراحون في البداية بربط عظام الذراع المقتطعة الى ساعد كلنت هلام وشرعوا بعد ذلك بربط اثنين من الشرايين وثلاثة أوردة. واستعادت الذراع لونها الطبيعي حال جريان الدم فيها، وبدأ لحام الأوتار والعضلات، ثم شرع الجراحون بالجانب الأعقد والأطول من العملية، وهو خياطة الألياف العصبية الرئيسية الثلاث في أسفل الساعد. بعد ذلك تمت خياطة الجلد وتضميد الذراع بشكل مريح. ولن يسمح للمريض بتحريك ذراعه قبل مرور بضعة أيام والشروع بالتمارين الخاصة بالحركة. ويتوقع أن تستعيد الذراع وربما الأصابع أيضاً القدرة على الحركة خلال عام. وهذه هي المرة الاولى التي يحاول فيها الطب زرع ذراع بعد فشل أول محاولة في بورتوريكو عام 1960. ويدين الفتح الطبي الجديد للتطور في الجراحة المجهرية وصنع أدوية تحول دون رفض الجسم للعضو المزروع. وتمت الاستعانة بالطبيب اللبناني لأنه من أبرز المختصين في عمليات زرع الأعضاء المعقدة كالأمعاء والجهاز الهضمي والبنكرياس. وعلى رغم عمر ندي حكيم الشاب 40 سنة انتخب العام الماضي أميناً عاماً للاتحاد الأوروبي لأطباء الجراحة. وأضاف بذلك اسماً جديداً الى قائمة الأطباء اللبنانيين العالميين التي تضم مايكل دبغي الذي أجرى جراحة القلب للرئيس الروسي بوريس يلتسن، وبيتر مدور الذي منح نوبل في الطب عام 1960، وإلياس خوري الذي منح نوبل في كيمياء الطب عام 1990. يتحدث حكيم 8 لغات، بينها الروسية، ويتقن العزف على آلة الكلارينيت ووضع عام 1990 مجموعة مقطوعات موسيقية تبرع بريعها الى أطفال لبنان، وهو متزوج من نيكول حفيدة السياسي اللبناني الراحل بيار الجميل، ولهما ولد اسمه ديفيد وثلاث بنات: ألكساندرا وغابريلا وأندريه، وكان أهدى زوجته كتابه الصادر بالانكليزية "مقدمة في زرع الأعضاء"