منذ بدايات تحول السينما الى فن عرف الفن السابع كيف يخوض الخيال العلمي من بابه العريض. من هنا حين عرض المخرج الاميركي في العام 1968 فيمله "2001 اوديسا الفضاء" لم يكن بإمكانه ان يزعم انه يقدم نوعاً من السينما جديداً. ومع هذا اتى الفيلم انعطافياً، بشكله كما في مضمونه، واتى ليطرح العديد من القضايا والعديد من الاسئلة على بشرية كانت لا تزال تعيش اولى احلامها الفضائية، وبعض اسئلة قلقها امام عالم تعولمت فيه الاسئلة وضروب القلق. قبله كان كوبريك حقق افلاماً عديدة وضعته في مصاف الكبار، وبعده حقق افلاماً اخرى وخصته في المقدمة بين هؤلاء. ومع هذا يظل "اوديسا الفضاء" المأخوذ عن رواية لآرثر سي. كلارك، فيلماً استثنائياً، حياً بيننا، لأنه ربط الفلسفة بالعمل والاخلاق بالتكنولوجيا، وتساءل حول بدايات الخليقة ومصير الانسان. وعماذا سيحدث اذا ما صار للحاسوب الآلي، يوماً، عقل ومشاعر مستقلة؟