لندن - أ ف ب - قاد الجنرال اوغستو بينوشيه 84 عاماً الذي وضعته بريطانيا قيد الاقامة الجبرية 15 شهراً بانتظار قرار تسليمه الى اسبانيا، اطول نظام مستبد في تاريخ تشيلي. وبعد اعادة الحياة الديموقراطية الى البلاد في 1990، بقي بينوشيه قائدا لسلاح البر التشيلي حتى آذار مارس 1998. ومن العبارات الشهيرة التي كان الديكتاتور الذي تولى رئاسة الدولة من 1973 الى 1990 وحكم البلاد بقبضة من حديد، يرددها: "لا يتحرك غصن في تشيلي اذا لم أحركه بنفسي". وكان بينوشيه استولى على السلطة في 11 ايلول سبتمبر 1973 في انقلاب دموي ضد الرئيس الاشتراكي سلفادور الليندي الذي انتحر في قصر مونيدا بعدما قصفه الانقلابيون. وبدعم من القوات المسلحة وقوى الامن فرض بينوشيه على التشيليين نظاماً ديكتاتورياً استمر 14 عاماً. وفرض بالقوة "ديموقراطية محمية من الخطر الشيوعي" واعدم مئات المعارضين والممثلين النقابيين في بداية عهده ثم سجن قادة اليسار ونفى حوالي مليون تشيلي وقمع بعنف تظاهرات قتل فيها المئات بدءا من ايار مايو 1983. وكان بينوشيه يقول محذراً، عندما تخرج احدى الحركات السياسية الى العلن بعد فترة من العمل السري "انني ادع العشب السيء ينبت، ولكن عندما يصبح كبيراً الى حد كاف اقطعه من جذوره"، مستنداً في ذلك الى الدستور الاستبدادي الذي اعتمده في 1981. وفي 7 ايلول سبتمبر 1986، خرج بينوشيه الذي كان يعاني من عزلة دولية كبيرة، من كمين نصبه اعضاء الحركة اليسارية "جبهة مانويل رودريغيز الوطنية" سالماً. وجاءت "قضية ليتلييه" لتسمم علاقاته مع الولاياتالمتحدة، بعدما أظهرت تحقيقات ان كبار المسؤولين في الشرطة السرية لنظامه متورطون في اغتيال وزير الخارجية الاشتراكي السابق اورلاندو ليتلييه في اورلاندو في 21 ايلول 1976. واقام بينوشيه علاقات بالغة التوتر مع الكنيسة الكاثوليكية على رغم تأكيد تعلقه بالديانة الكاثوليكية باستمرار. ومع ذلك خصه البابا يوحنا بولس الثاني باستقبال حار في نيسان ابريل 1987 وقام بوساطة في النزاع بين تشيلي والارجنتين حول قناة بيغل لتجنب حرب بين البلدين. وفي 6 تشرين الاول اكتوبر 1988، خسر بينوشيه الخبير في العمل السياسي والبارع في العمل الاستراتيجي معركة حاسمة في استفتاء كان يفترض ان يسمح له بالبقاء رئيسا حتى 1997، لكن 55 في المئة من الناخبين عبروا عن معارضتهم لذلك. وفي كانون الاول ديسمبر 1989، فاز الديموقراطي المسيحي باتريسيو ايلوين في الاقتراع الرئاسي وتولى رئاسة الدولة في آذار مارس 1990. لكن بينوشيه الذي ازيح عن السلطة، بقي عضوا في مجلس الشيوخ مدى الحياة واحتفظ بقيادة سلاح البر حتى آذار 1998 بموجب قانون اصدره بنفسه قبل انسحابه من السلطة. يرى رجال الاعمال واليمينيون ان بينوشيه "انقذ تشيلي من الشيوعية" واوجد اجواء ملائمة للنمو الاقتصادي وذلك بتطبيقه نصائح الاقتصادي الليبرالي ملتون فريدمان. وفي عهد ادواردو فري الذي تولى الرئاسة بعد ايلوين في آذار 1994، احتفظ بينوشيه بنفوذ كبير في البلاد. ولد بينوشيه في فالباريزو في 25 تشرين الثاني نوفمبر 1915 من اسرة اصولها فرنسية. وهو اب لخمسة اولاد من زوجته لوسيا هيريارت. في 1992، خضع بينوشيه لعملية جراحية في القلب، ثم خضع لعملية جراحية ثانية في لندن حيث اوقف ووضع في الاقامة الجبرية في 16 تشرين الاول اكتوبر 1998.