للمرة الأولى في تاريخ مجلس الأمن، انعقدت جلسة علنية أمس الاثنين للبحث في خطورة مرض ال"ايدز" على الأمن العالمي، خاطب فيها نائب الرئيس الأميركي آل غور المجموعة الدولية داعياً الى "تعزيز التضامن" لمواجهة هذا "التحدي العالمي". وتداخلت الاعتبارات الانتخابية الأميركية مع تعاطي مجلس الأمن وأزمة المرض العالمية وتأثيرها في افريقيا بصورة خاصة، نتيجة المنبر المهم الذي اعتلاه غور بصفته رئيس مجلس الأمن نظراً الى أن رئاسة المجلس للشهر الجاري هي للولايات المتحدة. واستهل الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان كلمته بنكتة ذات نكهة انتخابية إذ خاطب غور، رئيس مجلس الأمن للساعات القليلة بقوله: "شكراً السيد نائب الرئيس... أو ربما السيد الرئيس"، فهز غور رأسه معجباً بالتعبير للحظة، ثم تابع انان "رئيس مجلس الأمن". ورد غور ضاحكاً معلقاً على تعبير "السيد الرئيس" بقوله: "انني أسعى وراء ذلك". ولاحظ المراقبون ان السفير الأميركي لدى الأممالمتحدة، ريتشارد هولبروك، حرص على تقديم هذه "الهدية" الانتخابية الى آل غور، ما اعتبره البعض استثماراً في منصب وزير الخارجية، اذا انتخب غور رئيساً. وخاطب آل غور مجلس الأمن بقبعتين، فافتتح الجلسة الاستثنائية بصفته رئيس المجلس فركز على أن مرض "ايدز" بات يهدد الأمن الدولي. وقال ان هذا المرض يهدد في العقد الأول من القرن الواحد والعشرين بفتك أرواح عددها يقارب عدد ضحايا جميع الحروب في كل عقود القرن العشرين. وتابع ان "سابقة" انعقاد المجلس للبحث في المرض ليست بهدف توجيه الأنظار الى هذا الخطر والاهتمام به وانما أيضاً لاتخاذ اجراءات عالمية. وطرح غور، بصفته نائب الرئيس الأميركي مجموعة اجراءات اتخذتها الادارة الأميركية بهدف تعزيز المساهمة في مكافحة هذا المرض. وأعلن غور ان وزير الدفاع الأميركي، وليام كوهين، سيخاطب مجلس الأمن خلال الشهر الجاري في اطار تركيز المجلس على اثر المرض الخطير في افريقيا والعالم، وذلك بسبب انخراط الولاياتالمتحدة على المستوى المدني والعسكري في اجراءات لمكافحة المرض. وقال "يمكن أن نشن حرباً ضد مرض ايدز، وان نربحها". ولفت الأمين العام الى ان هذا المرض "ليس افريقياً محضاً وإنما هو مرض بطابع عالمي". وللمرة الأولى ايضاً سُجلت سابقة أخرى في الاجتماع الأول لمجلس الأمن في سنة 2000 نتيجة مخاطبة رئيس البنك الدولي جيمس ولفنسون للمجلس قائلاً ان البنك الدولي على استعداد للتعاون مع مجلس الأمن في هزيمة هذا المرض. وتحدث مارك مالوك براون، رئيس برنامج الأممالمتحدة الانمائي، وقدم تقريراً الى المجلس بعدد ضحايا المرض، الذي بلغ 2.6 مليون شخص في العام 1999، 13 ألفاً منها في الشرق الأوسط وشمال افريقيا، فضلاً عن العدد الأضخم وهو 2.2 مليون شخص في القارة الافريقية.