"حركة رشيد عالي الكيلاني" لا تزال تداعب ذكراها مخيلات العراقيين حتى اليوم. والحركة كانت عبارة عن انقلاب عسكري جرى في بغداد اوائل شهر نيسان ابريل 1941، تحت اشراف اربعة ضباط اعضاء في جمعية سرية اطلق عليها اعداؤها الانكليز اسم "المربع الذهبي". والى جانب اولئك الضباط كان هناك رئيس اركان الجيش العراقي امين زكي ورئيس الحكومة السابق رشيد عالي الكيلاني الذي كان معروفاً بعدائه للانكليز وللقصر في آن معاً. وكان الكيلاني قد أُبعد عن رئاسة الحكومة العراقية قبل شهرين من ذلك بناء على طلب مباشر من السفير الانكليزي في بغداد. كانت خطة الانقلابيين تقوم في القبض على الوصي عبدالإله، رجل الانكليز الأول، غير ان هذا تمكن من التنكر في ثياب امرأة وهرب بواسطة سيارة تابعة للسفارة الاميركية. وبعد ذلك وصل الى قاعدة الحبانية التي ظلت، رغم الانقلاب، تحت السيطرة الانكليزية. في الثالث من نيسان نفسه تشكلت في بغداد حكومة موقتة، ثم اجتمع المجلس النيابي ليخلع الوصي عبدالإله، معيناً مكانه الشريف شرف. شكل الكيلاني الحكومة لكنه اعلن انه مستعد لاحترام كافة الاتفاقات مع البريطانيين. لكن هؤلاء كانوا يدركون ان الألمان يقفون وراء الحركة فأمضوا الأسابيع التالية يحاربونها، حتى كانت بنهايات شهر ايار مايو التالي حين تمكنوا اخيراً من السيطرة على بغداد، وذلك بعدما كان رشيد عالي الكيلاني قد سمح لفرق هندية من الجيش الانكليزي بالنزول في البصرة.ة في النهاية تواصل القتال طوال شهر أيار، ووصل الى ذروته حين حاصرت القوات العراقية قاعدة الحبانية موجهة اليها انذاراً اعتبره الانكليز بمثابة اعلان حرب فأدخلوا طائرات سلاح الجو القتال وتمكنوا من نسف حصار الحبانية. وفي يوم 28 ايار مايو بادر رشيد عالي الكيلاني والمفتي الفلسطيني الشيخ أمين الحسيني، الذي كان موجوداً معه في بغداد ويدعمه دعماً كبيراً، بادرا الى الهرب حتى وصلا المانيا فيما كان الانكليز يستولون على العراق كله.