بدأت استراليا ودول اخرى عمليات جلاء مواطنيها من تيمور الشرقية، فيما لم تستبعد مصادر الاممالمتحدة انسحاب كامل افراد بعثتها من الاقليم. وجاء ذلك في وقت امعنت الميليشيات الموالية لجاكارتا قتلا بالسكان الذين صوتوا لمصلحة استقلال الاقليم عن اندونيسيا. وافيد ان عدد القتلى ناهز ال170، تم التمثيل بجثث بعضهم، فيما لم تتوان الميليشيات عن مهاجمة مقار بعثات انسانية مثل الصليب الاحمر. وقرر مجلس الامن ارسال بعثة الى جاكارتا لحمل الاخيرة على العمل من اجل وقف اعمال العنف في تيمور الشرقية. جاكارتا، داروين، نيويورك - أ ف ب، رويترز - اعلن رئيس بعثة الاممالمتحدة في تيمور الشرقية ايان مارتن امس الاثنين انه لا يستبعد الانسحاب الكامل للبعثة الدولية من المستعمرة البرتغالية السابقة. وصرح مارتن في ديلي بان "من المستحيل ان استبعد نهائيا احتمال اضطرار بعثة الاممالمتحدة الى الانسحاب اذا بات البقاء عملا غير مسؤول بسبب الوضع الامني". واعلنت الاممالمتحدة سحب نحو نصف بعثتها من تيمور الشرقية الى مدينة داروين الاسترالية. واوضح احد مسؤوليها ان 204 اشخاص سيسحبون من بعثتها في تيمور الشرقية خلال اليومين المقبلين وسيترك 80 فردا فقط في ديلي و149 في خمسة مراكز اقليمية0 واحتشد حوالي 1500 شخص من سكان تيمور الشرقية داخل مجمع الاممالمتحدة في ديلي بعدما قتل مئات الاشخاص على يد الميليشيات المؤيدة لجاكرتا. ووصف المسؤولون الدوليون الوضع بانه "خطير جدا". واعلنت حركة مؤيدة لاستقلال تيمور الشرقية تعمل انطلاقا من مدينة داروين فى شمال استراليا امس ان 170 شخصا على الاقل قتلوا فى انحاء الاقليم بايدي القوات الاندونيسية والميليشيات الموالية لها. وقالت الناطقة باسم الحركة ماريا فريديري ان 77 شخصا قتلوا بالسلاح الابيض والرصاص امس فى ثلاث قرى قريبة من العاصمة ديلي بايدى الميليشيات. واضافت ان احد الكهنة الكاثوليك ذكر لها ان مئة شخص قتلوا فى كنيسة بلدة سواي فى غرب البلاد بعد انسحاب موظفى الاممالمتحدة. واعلنت ناطقة باسم راهبات القديس يوسف ان اربعة اشخاص قتلوا وجرح عشرون اخرون فى مستوصف تديره الراهبات فى ديلي والذي التجأ اليه مئات التيموريين الخائفين. وافادت مصادر موثوقة فى جاكارتا ان الميليشيات المؤيدة لاندونيسيا هاجمت صباحا مقر اللجنة الدولية للصليب الاحمر فى ديلي حيث يحتمي اكثر من الفي شخص. واشارت مصادر متطابقة ان مقر اقامة اسقف ديلي البطريرك كارلوس فيليبي بيلو الملاصق لمقر اللجنة الدولية وحيث يحتمي خمسة الاف شخص تعرض ايضا للهجوم من قبل الميليشيا نفسها. وقال زعماء المقاومة في تيمور الشرقية الذين يقيمون في استراليا انهم تلقوا تقارير من تيمور الشرقية تفيد بالعثور على جثث بترت أطرافها ومئات الرؤوس معلقة على عصى على طول الطريق. وقال الفريدو فيريرا ممثل المجلس الوطني للمقاومة في تيمور الشرقية في داروين : "علمت ان عدد الجثث التي عثر عليها في ضواحي ديلي قد يصل الى 145 جثة على الاقل". وصرح خواو كاراسكالاو المسؤول الكبير في المقاومة لهيئة الاذاعة الاسترالية بأنه تلقى تقريراً بوجود جثث بترت أطرافها على طول الطريق المؤدية الى ديلي. ومضى يقول: "ذكر مسافر من ديلي الى اتامبوا انه شاهد على طول الطريق مئات الرؤوس معلقة على عصي وجثث في كل مكان". استراليا وفى سيدني، اعلن الناطق باسم القوات المسلحة الاسترالية ان بلاده ستسحب كل العناصر "غير الاساسيين" التابعين للامم المتحدة وجميع الاوستراليين الذين يرغبون في مغادرة تيمور الشرقية. وقال ان طائرات من طراز "هركوليس سي-130" استرالية ستقلع من القاعدة الجوية في تيندال شمال اوستراليا لاجلاء حوالى 300 شخص من اعضاء بعثة الاممالمتحدة في تيمور الشرقية ومواطنين استراليين. واضاف: "ننوي القيام بخمس رحلات"، مشيرا الى ان الجيش الاندونيسي قبل حماية الطائرات على الارض خلال وجودها في ديلي. مجلس الامن وكان مجلس الامن قرر مساء اول من امس ارسال بعثة الى جاكارتا لحمل اندونيسيا على العمل من اجل وقف اعمال العنف التي تشهدها تيمور الشرقية. واوضح رئيس المجلس بيتر فان هولسوم هولندا ان اندونيسيا "رحبت" بمشروع ارسال هذه البعثة التي ستتألف من "خمسة اعضاء كحد اقصى" وستتوجه الى اندونيسيا في اقرب وقت ممكن. وجاء في مشروع بيان ان رئيس مجلس الامن بيتر فان هولسوم "ندد باقسى العبارات تكثيف عمليات العنف في تيمور الشرقية" و"اشار الى مسؤولية الحكومة الاندونيسية في ضمان السلام والامن" في هذه المنطقة. واوضح مشروع البيان ان المجلس "ينوي ارسال بعثة من مجلس الامن كي تبحث مع الحكومة الاندونيسية الاجراءات الملموسة الواجب اتخاذها من اجل تطبيق نتائج الاستفتاء بشكل سلمي". وقال احد المشاركين في اجتماع المجلس ان الصين طلبت ضمانات من ان اندونيسيا ستوافق على استقبال هذه البعثة في حين ان عضوين اخرين هما البحرين وماليزيا، ابديا تحفظات حول ارسال البعثة. يشار الى البحرين وماليزيا هما الدولتان الاسلاميتان الوحيدتان في المجلس. الى ذلك، اعلن المحيطون بالرئيس الفرنسي جاك شيراك انه ونظيره البرتغالي جورج سمبايو اعتبرا الوضع القائم حاليا في تيمور الشرقية "غير مقبول على الاطلاق". وقال المصدر ان شيراك الذي وصل بعد ظهر اول من امس الى ايكالويت، كبرى مدن مقاطعة نونافوت التي يقطنها السكان الاصليون في كندا، اجرى تصالا هاتفيا بالرئيس سمبايو. واضاف ان الرئيسين اتفقا خلال هذه الاتصال على اعتبار الوضع القائم حاليا في تيمور الشرقية "غير مقبول على الاطلاق". واوضح ان "الرئيس شيراك وعد نظيره البرتغالي بتقديم الدعم الفرنسي الكامل للجهود التي يبذلها مجلس الامن".