السيد المحرر، تحية طيبة، رداً على الأستاذ جهاد الخازن كتب السيد آلب آي مقالاً بعنوان "تركيا وسياساتها" في بريد "الحياة" الصادر في 17/8/1999. لا بد لي القول بأن المقال لا يرقى الى مستوى الرد على مقال الخازن لأنه لم يتسم بالموضوعية والعلمية .... في بداية مقاله يأسف على ربط مواضيع عدة في السياسات الدولية ويبدو أنه لا يعلم أن العالم بات قرية صغيرة ومن الصعب أن يجري حدثاً في منطقتنا النامية من دون تدخل خارجي، وأول ما يشد القارئ الى مقالات الخازن قدرته الفنية على الربط من دون الخروج من الاطار الأساسي للموضوع. أفليست المناوشات التركية الايرانية خير استباق للأستاذ الخازن وربطه ما بين حملة أوروبا المدافعة عن اليهود وتخليهم التام عن الأكراد .... أما الدفاع عن اليهود فإن الخازن متميز بمواقفه المشرفة للقضية العربية حيث يبرز في مقالاته "نحن العرب، سياستنا العربية..." وخير دليل تحذيراته من باراك الذي يمثل سياسة نتانياهو بلسان جديد. وهذا ما توضح من خلال المراوغات الاسرائيلية. لا اعتقد ان الخازن هو حليف اسرائيل الاستراتيجي في المنطقة، ولم تتطوع اسرائيل للقبض على أوجلان لحماية أمن الخازن كما تدعي، وليس الخازن الذي أجرى مناورات عسكرية مع ألد أعداء العرب والمسلمين اسرائيل عموماً أنا لا أدافع عن الخازن ... ولكن لأن هناك تزييفاً للحقائق أقف عند نقاط وباختصار شديد: - يقول السيد آلب آي إن اللغة التركية هي الرسمية ولكن فرض هذه اللغة على شعب لا علاقة له بلغتكم ومحاولة تتريكهم بشتى الوسائل أليس اجراء شوفينياً قمعياً .... - ان الأستاذ قبل أن يحاول خداعنا يحاول خداع نفسه. أين التلفزيون الكردي وهل هي المساعدات المقدمة لصالح KTV فضائية الحزب الديموقراطي الكردستاني والمرسخة أساساً للهجوم على اوجلان وحزبه .... أما الصحف الصادرة بالكردية فهناك صحيفة "آزادياولات" حرية الوطن، حيث تربطني علاقة مع رئيس تحريرها الأستاذ سامي تان حيث قال لي "ان الدولة تمارس كل أنواع الارهاب لاغلاق صحيفتنا بعد أن رخصت بضغوط خارجية علاوة على أنها تمنع من وصول هذه الصحيفة الى كردستان تركيا". ويمكن للسيد آلب أن يعود الى سجون اسطنبول ليتعرف على العاملين فيها، ويمكن أن الأستناد الى الدستور الصادر عام 1982 المادة "28" فقرة "2" حيث لا يسمح استعمال أي لغة ممنوعة ومنها اللغة الكردية بحكم قانون المطبوعات. - ينكر الأستاذ وجود ثورة كردية، تبرير ان لا قاعدة شعبية لحزب العمال الكردستاني فقط هو محاولة الحاق الضرر بتركيا واستغلال التخلف في شرق وجنوب شرق تركيا. ألم تسأل نفسك أولاً لماذا التخلف في المناطق الكردية تحديداً. ربما لم تقصد إبراز السياسة التركية التي ترمي الى تفقير وتتريك وممارسة كل الأساليب لمنع التطور ... وسأورد ما قاله البروفيسور التركي المعروف اسماعيل بشكجي "لقد بدأ كفاح الأكراد في تدمير هذه الهياكل العقلية التي غالباً ما يرافقها الشعور بالدونية ويصاحب نمو الوعي السياسي بحقيقة الاستعمار وممارساته بضرورة ظهور حركة الأكراد". فبقدر ما الحركة متطورة وتتطور بقدر ما ينمو وعي الكرد. ثم ان القارئ العربي يفهم الحقائق من كافة الجهات، حيث ان حزب العمال الكردستاني أكثر الأحزاب العالمية من حيث قاعدتها الشعبية. ولعل المظاهرات الكردية التي ضمت أحياناً مئات الآلاف تكشف زيف ما تدعيه. ثم بعد اعتقال اوجلان تعترف الفضائية التركية بعد مرور 15 يوماً على تنفيذ الحزب 1018 عملية في المدن التركية وحدها .... أما بشأن دخول تركيا الى العراق حيث يتنكر كاتب المقال من الاستعمار، فإن استغلالكم لظروف الدولة العراقية المحاصرة واستغلالكم للبند الموقع الذي يسمح بتوغل كل دولة في أراضي الأخرى، أبدت الحكومة العراقية امتعاضها عن الدخول والتسلل لأراضيها وردت بلهجة سياسية عنيفة على أن ترد بالمثل ... ولو نجحت تركيا في عملياتها وحققت أهدافها لما أنسحبت خوفاً منها بأن يبني حزب العمال الكردستاني قواعد جديدة له. مسعود حسن - عضو رابطة المثقفين الوطنيين الأكراد، وسكرتير تحرير مجلة "روجدا" الكردية.