ساهمت زيادة كبيرة في الواردات الأميركية من النفط العراقي وتراجع صادرات السلع الأميركية إلى بعض الأسواق العربية الرئيسية في تقليص التبادل التجاري بين الولاياتالمتحدة والدول العربية بنسبة كبيرة في النصف الأول من السنة الجارية. وبينت معطيات وزارة التجارة الأميركية أن حجم الفائض الذي حققته الولاياتالمتحدة في مبادلاتها التجارية مع الدول العربية في الأشهر الستة الأولى من السنة الجارية بلغ نحو 476 مليون دولار مقابل 7.2 بليون دولار في الفترة نفسها من العام الفائت. ويرجح معدل التراجع احتمال ألا يزيد الفائض التجاري لمجمل السنة على بليون دولار، بينما ساهمت الأسعار المتدنية للنفط والصادرات الأميركية النشطة إلى بعض الأسواق العربية الرئيسية العام الفائت في منح الولاياتالمتحدة فائضاً تجارياً بمبلغ 6.6 بليون دولار، وهو واحد من الفوائض القليلة التي حققتها التجارة الأميركية في العام المذكور. وبلغت قيمة الواردات الأميركية من دول المشرق العربي، ومعظمها نفط خام، في النصف الأول من السنة الجارية نحو 5.6 بليون دولار مقابل 9.5 بليون دولار في الفترة نفسها من العام الماضي. وكان العراق أهم الأطراف المستفيدة من هذا الارتفاع، إذ ارتفعت قيمة صادراته النفطية إلى الولاياتالمتحدة في فترة المقارنة من 357 مليون دولار إلى 6.1 بليون دولار. وأشارت وزارة التجارة الأميركية إلى أن صادرات النفط العراقية ارتفعت بنسبة خمسة أضعاف، إذ قفزت من 26 مليون برميل في النصف الأول من سنة 1998 إلى 118 مليون برميل في الفترة نفسها من السنة الجارية. وحسب معطيات وزارة التجارة الأميركية، حافظت المملكة العربية السعودية على المركز الأول بين مصدري النفط الخام الرئيسيين إلى السوق الأميركية، وهم إلى جانب السعودية، كل من فنزويلا والمكسيك وكندا، إلا أن قيمة صادراتها تراجعت في الأشهر الستة الأولى من السنة الجارية إلى نحو 5.3 بليون دولار مقارنة بنحو 9.3 بليون دولار في الفترة نفسها من العام الفائت. وسجلت الصادرات الكويتية تراجعاً مماثلاً، إذ بلغت قيمتها في النصف الأول من السنة الجارية 841 مليون دولار مقابل 956 مليون دولار في الفترة نفسها من العام الماضي. وأشارت المعطيات المذكورة إلى تراجع طفيف في قيمة الصادرات الجزائرية إلى الولاياتالمتحدة من بليون دولار في الأشهر الستة الأولى من السنة الجارية إلى 813 مليون دولار في الفترة نفسها من العام الفائت، ما ساهم في انخفاض قيمة الصادرات الاجمالية لدول شمال افريقيا في فترة المقارنة من 6.1 بليون دولار إلى 4.1 بليون دولار. وفي المقابل، انخفضت الصادرات الأميركية إلى الدول العربية بنسبة كبيرة، إذ تراجعت قيمة الصادرات الموجهة لدول المشرق العربي في النصف الأول من السنة الجارية إلى 5.6 بليون دولار مسجلة انخفاضاً بمبلغ 7.1 بليون دولار. ويرجع القسم الأكبر من الانخفاض إلى تراجع الصادرات الأميركية إلى السعودية بنسبة 20 في المئة، إذ انخفضت قيمتها في فترة المقارنة من خمسة بلايين دولار إلى أربعة بلايين دولار، كما انخفضت الصادرات الأميركية إلى الكويت بمقدار النصف، من 912 مليون دولار إلى 480 مليون دولار. وبلغ اجمالي قيمة الصادرات الأميركية إلى دول شمال افريقيا نحو بليوني دولار من دون تغيير يذكر عن الفترة نفسها من السنة الماضية. وعلى صعيد التبادل التجاري الأميركي - الإسرائيلي، سجلت الصادرات الأميركية ارتفاعاً كبيراً في الأشهر الستة الأولى من السنة الجارية، إذ بلغت قيمتها نحو 1.4 بليون دولار مقابل 9.2 بليون دولار في الفترة نفسها من العام الماضي. وارتفعت الصادرات الإسرائيلية بنسبة أقل وبلغت قيمتها نحو 6.4 بليون دولار مقابل 3.4 بليون دولار.