تونس، لندن - "الحياة"، أ ف ب - ذكر مصدر رسمي ان امين اللجنة الشعبية العامة رئيس الوزراء الليبي السيد محمد احمد المنقوش وصل امس الى تونس في زيارة تستغرق يومين تلبية لدعوة من نظيره التونسي الدكتور حامد القروي. وسيشارك المنقوش خلال الزيارة في الاجتماع نصف السنوي للجنة العليا المشتركة للتعاون التونسي - الليبي. وتعقد هذه اللجنة، وهي اعلى هيئة تعاون بين ليبيا وتونس، اجتماعات سنوية تضاف الى الاجتماعات نصف السنوية برئاسة رئيسي الوزراء. وكان القروي في استقبال المنقوش والوفد الوزاري الليبي المرافق له لدى وصوله الى مطار تونس - قرطاج. وتأتي زيارة المنقوش قبل اسابيع من انطلاق اعمال التنقيب في حقل نفطي اتفق البلدان على استغلاله معاً في 1997. كما اتفق البلدان على بناء انبوب غاز لضخ حوالى بليوني متر مربع من الغاز الطبيعي الليبي سنوياً الى تونس اعتباراً من السنة 2003. وافاد مصدر اقتصادي ان اشغال ربط الشبكتين الكهربائيتين بين البلدين في مشروع اقليمي توشك على نهايتها بينما يوجد مشروع جديد لانتاج الاسمدة الفوسفاتية قيد الدرس مع شركاء اجانب. وتجاوزت المبادلات التجارية بين البلدين السنة الماضية 550 مليون دينار 1،1 دينار للدولار الواحد وهو ما يمثل فائضا يقدر بحوالى 16 مليون دينار بالنسبة لتونس. وقد اتفق البلدان على ان يبلغ حجم مبادلاتهما خلال السنة الجارية 700 مليون المنتجات الاستهلاكية من تونس والمحروقات من ليبيا. كما ستكون زيارة المنقوش مناسبة للتطرق الى القضايا السياسية والاقليمية ذات الاهتمام المشترك خصوصاً قضايا الشرق الاوسط واتحاد المغرب العربي. وتقيم تونس وليبيا افضل علاقات سياسية واقتصادية داخل اتحاد المغرب العربي الذي يضم الجزائر والمغرب وموريتانيا. وفي لندن نفت ليبيا ما أوردته صحيفة "صنداي تايمز" الاسبوعية البريطانية أول من أمس عن علاقتها ب"الجيش الجمهوري الايرلندي". ونقلت "وكالة الجماهيرية للأنباء" الليبية الرسمية عن مصدر في وزارة الخارجية الليبية ان معلومات الصحيفة "لا تستحق تعليقاً سوى الاشفاق على مروجيها ... ان هذه المزاعم يُقصد بها التشويش فقط. إذ أن الحكومة البريطانية تعلم جيداً ان لا علاقة للجماهيرية بالجيش الجمهوري الايرلندي وان هذا الموضوع تم بحثه وقفل ملفه منذ سنوات". وكانت ليبيا أبلغت بريطانيا في منتصف التسعينات تفاصيل الدعم الذي كانت تقدمه ل"الجيش الجمهوري" الذي يسعى الى إزالة الحكم البريطاني من ايرلندا الشمالية. وتابعت الوكالة ان ليبيا "إذ تجدد ادانتها الارهاب بكل صوره وأشكاله انطلاقاً من حرصها على استتباب الأمن والسلم والعدل في العالم، تفنّد كل المزاعم التي تروّج بين حين وآخر في شأن وجود معسكرات لأجانب على أراضيها". وختمت بأن ليبيا طلبت في السابق من الأمين العام للأمم المتحدة "ان يتحقق من خلو الأراضي الليبية من أي معسكرات من التي يزعمون وجودها".