سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
زيارتان سريعتان لرهبانيتين مارونيتين ب "مزاج غير جيد" وفقاً للأباتي عيد . جنبلاط يتمنى على العهد "لجم الأجهزة" لمصلحة ما بقي من مسيرته واحتراماً للشفافية
تمنى النائب وليد جنبلاط على رئيس الجمهورية اللبنانية إميل لحود أمس "لجم الأجهزة لمصلحة ما تبقى من مسيرة عهده واحتراماً لما يسمى الشفافية". زار النائب جنبلاط على رأس وفد من "جبهة النضال" النيابية، مقري الرهبانيتين المارونيتين اللبنانية والمريمية في غزير واللويزة كسروان لتهنئة الأباتي اثناسيوس جلخ والأباتي فرنسوا عيد بانتخابهما رئيسين عامين عليهما، ولوحظ انه اختصر مدة الزيارتين، الى عشر دقائق للأولى وربع ساعة للثانية، وكان مقرراً ان تطولا اكثر لتبحث خلالهما قضايا عدة، ابرزها عودة المهجّرين. وكشفت مصادر الرهبانية اللبنانية ان جنبلاط اشتكى خلال اللقاء في غزير من عدم مساعدة الدولة له، فأجابه الأباتي جلخ ان "الرهبانية تؤمن دائماً بالعيش المشترك، وأن الجبل يشكل قلب لبنان وأن عودة المهجّرين شرط اساسي لإعادة اللحمة بين اللبنانيين". ولم يجب جنبلاط عن سبب اختصار مدة الزيارة، وقال "انها ودية وللتهنئة والتعارف". وسأله الصحافيون: يبدو انها اقتصرت على سؤال وجواب، هل يعني ذلك ان الجواب كان سلبياً؟ اجاب "ان هذا تحليل اجهزتكم. انتم الصحافيين، تابعون كل لجهازه، ونحن نقرأ تحليلاتكم وأخباركم من وسائل الإعلام". وأشارت مصادر الرهبانية اللبنانية الى "ان الاجتماع كان عادياً ولم يثر خلاله اي موضوع، لضيق الوقت، وأن حجم الوفد المرافق له لم يتناسب مع الزمن القصير للزيارة. ما يعني ان وجهات النظر لم تكن متطابقة حتى في عودة المهجّرين". واستغربت خروجه سريعاً من اللقاء وعدم استكماله المواضيع الأخرى المطروحة للبحث. وفي اللويزة، رحّب الأباتي عيد بجنبلاط والوفد المرافق، مستشهداً بكلام للزعيم الراحل كمال جنبلاط "ان اولى حلقات تفشيل المؤامرة إعادة المهجّرين"، سائلاً إياه "هل يكمل هذه الرسالة؟". وأضاف "نحن مقتنعون ان وليد بك بالتعاون مع الدولة، بقرار صادق، يمكنه ان يفعل الكثير، وإلا سيصبح الشوف مرتعاً لتوطين الفلسطينيين في الجبل. فكثرة المواقف السياسية المضخمة دوماً بالنفي والتكذيب واتهام الغير، كانت تنتهي دوماً صحيحاً، فهل نحن امام مؤامرة جديدة لتفريغ لبنان من اهله وتوطين الغرباء؟". وردّ جنبلاط بكلمة رفض فيها تسميته "معالي الوزير"، وقال انه "يتمنى التعاون دائماً في كل المجالات". وأضاف "صحيح في مرحلة معينة من تاريخ لبنان كان هناك جناحان ولكن يجب ألا ننسى وجود أجنحة أخرى. ولا نريد ان نعمل استفراداً ثنائياً مسيحياً - درزياً. صحيح ان قلب لبنان هو الجبل لكن نريد ان نتوسع اكثر في كل لبنان، وكل لبنان يُبنى من خلال القوى الديموقراطية وتثبيت العدالة والحريات". وتابع "في موضوع المهجّرين خطونا ايام الرئيسين الياس الهراوي ورفيق الحريري وبالتعاون مع جبهة النضال خطوات جبّارة وطبعاً بالتعاون مع الرهبانيات والبطريرك الماروني نصرالله صفير. من ناحيتي ليس عندي مشكلة، ولكن عندما تكون الدولة معادية وترفض الحوار لا تطلبوا مني المساعدة ولا استطيع ذلك. نحن نساعد عندما تفتح ابواب الحوار. خدمات وزارة المهجّرين لا تشمل كل المحتاجين، من عائدين لجهة تثبيت حقوقهم في العودة وفي فروع العائلات، ومن مقيمين فقراء في الجبل والاقليم والضاحية. في الوقت الحاضر لا يمكننا فعل شيء". وعلّق الأباتي عيد قائلاً لجنبلاط "نحن نشعر ان مشكلة الناس "فرق عملة" في هذا الوضع؟". فأجاب "أنا لا أفشي سراً عندما اقول ان هناك "مشروع مشكل" في الجبل كل اسبوع، من جانب بعض الأجهزة. انا لا استطيع العمل في هذه الأجواء المتوترة التي تنعكس سلباً على الجميع. كل اسبوع مشكل تفتعله الاجهزة التي تعبث بالأرض فساداً، ونتمنى على الرئيس لحود ان يلجم تلك الأجهزة لمصلحة ما تبقى من مسيرة عهده واحتراماً لما يسمى الشفافية". وعن التنصّت قال "نطالب بإلغائه، ونحن لا نعطي تبريراً لوجوده، ويبدو أن هناك اجهزة عدة تتنصّت فلا بد من وجود لجنة تحقيق حيادية". وسئل هل لديه معلومات عن "المحطة" التي يتحدث عنها النائب محسن دلول؟ اجاب "ليس لدي فكرة، أنتم أدرى بهذا الموضوع وتعرفون الجماعة". ونفى ان يكون طالب بإلغاء جهاز أمن الدولة، وقال "دعوت الى احصاء الأجهزة والجهات التي تتنصّت وعندما نعمل إحصاء نتكلم في حينه". وفي دردشة مع الصحافيين رأى الأباتي عيد ان جنبلاط "يستطيع العمل من اجل عودة المهجّرين ولكن إذا أراد كل منا ان ينفض يديه ويقول لا أتعامل مع الدولة، فسيذهب الناس تحت الدعس"، مشيراً الى ان جنبلاط "كان سلبياً ورفض كل شيء". وعن عدم بقاء الوفد الى مائدة الغداء في الرهبانية، قال عيد ان مزاج جنبلاط "لم يكن جيداً". وقالت مصادر جنبلاط انه اعتذر عن عدم تلبية الغداء قبل يومين، لاضطراره الى التوجه إلى إهدن لحضور ندوة فيها بعد الظهر. وأكدت ان الزيارة كانت جيدة وأن جنبلاط أبلغ الى الأباتي عيد انه سعى منذ بداية تولّيه ملف المهجّرين بكل قوته تنفيذ العودة، الى درجة "ان هذا تسبب بانتفاضة درزية عليّ"، مشيراً الى "اني قمت بواجباتي في هذا المجال بالتعاون مع الرئيسين الهراوي والحريري ودفعنا أموالاً للإخلاءات والإعمار في كثير من القرى، لكن الآن لا يريدون دفع المال بطريقة مفيدة". وتناول جنبلاط موضوع الأديرة والمدارس التابعة للرهبانيتين، التي عادت الى الجبل والتي يفترض ان تعود، متمنياً تسريع عودتها. وعن موضوع التوطين، قال "انه أكبر منا جميعاً". وأكدت المصادر ان جنبلاط ابدى ارتياحه الى الكلام الذي سمعه من عيد وجلخ عن العلاقة مع العائلة الجنبلاطية.