سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
دعا الى توسيع مبادرة "ايغاد" وادخال المبادرة الليبية فيها . عبدالعزيز خالد ل "الحياة" : النفط يخل بتوازن الصراع ولا استثمار فيه من دون اتفاق مع المعارضة
اعتبر زعيم "قوات التحالف" السودانية المعارضة العميد عبدالعزيز خالد ان استخراج النفط السوداني وتصديره يخل بتوازن الصراع في السودان وانه "لا استثمار في النفط من دون اتفاق مع المعارضة". ونفى خالد ان يكون تنظيمه طرفاً في تفجير أنبوب النفط في شمال السودان أول من امس، وقال في حديث الى "الحياة" ان "مناطق الانتاج والانبوب أهداف عسكرية للمعارضة، ومن غير المعقول السماح للنظام بتفتيت قدرات البلاد الكامنة في ظل ظروف الصراع الحالية". وأكد خالد، الذي انهى قريباً زيارة لواشنطن حيث قابل مسؤولين مهتمين بالملف السوداني انه "لا يوجد قرار" بعقد اجتماع الحوار المباشر الأول بين الحكومة والمعارضة في النصف الثاني من الشهر المقبل، واستبعد عقد الاجتماع قبل استجابة الحكومة مطالب المعارضة الواردة في "اعلان طرابلس". ورأى انه "لا توجد مبادرة مصرية وانما هناك مبادرة ليبية"، ودعا الى دمجها في مبادرة "ايغاد" الافريقية لأن تعدد المبادرات "يعطي النظام فرصة للمناورة". وفي ما يأتي نص الحديث: نفذتم أخيراً تهديداتكم بتفجير أنابيب النفط. الا تعتقد ان مثل هذا العمل ضار سياسياً وشعبياً بعملكم كمعارضة؟ - أنا موجود الآن في لندن ولا أملك معلومات مفصلة عن ما حصل وبالتالي يصبح حديثي من دون معلومات من قيادتنا الميدانية. وأعلنا مرات عدة ان مشروع النفط هدف عسكري وكان ذلك خطاباً الى الشركات التي تساهم في المشروع وخطاباً الى جماهير شعبنا مع توضيح الأسباب ثم الى النظام. النفط هدف عسكري لأن الاتفاق مع المستثمرين ليس في مصلحة الشعب وإنما لمصلحة المستثمرين. وأي حكومة راشدة لم تكن ستدخل في هذا الامر بهذه النسب المجحفة. الجبهة القومية الاسلامية استخدمت النفط كسلاح سياسي. وهي بفسادها المستشري تنظر الى عائدات النفط كعائد شخصي للحزب وأفراده. المستفيد هو الجبهة كحزب وليس السودان. وهناك سبب آخر هو ان النفط يخل بتوازن الصراع بين المعارضة والنظام. اعتقد بأن من غير المعقول السماح للنظام بتفتيت قدرات الدولة الكامنة في ظل ظروف الصراع. والتعامل مع أنابيب النفط هدف مشروع وأتمنى ان تعي الشركات هذا الدرس. لا استثمار الا باتفاق مع المعارضة في التجمع الوطني الديموقراطي. وإذا كانت تعتقد ان السودان ملك للجبهة وانها تستطيع الاستثمار عبرها فهذا درس لها. أما عن ردود الفعل السياسية والشعبية، فهي ان الجبهة اوحت بوسائل دعايتها للشعب ان مجرد استخراج النفط سيجلب الرفاهية للشعب. هناك دول تصدر النفط منذ زمن ولها مشاكلها. وحتى من الناحية الاقتصادية هذا المشروع ليس مخرجاً. تتحملون مسؤولية هذا العمل؟ - هناك فرق كبير بين تحمل المسؤولية كتحالف اذا كنا نفذنا العملية. في هذه اللحظة لا املك معلومات عن الجهة التي قامت بالتنفيذ. معلوماتي الآن هي هناك مقاومة داخلية ومعارضة داخل المدن. ولو كان التحالف لعلمت بذلك. منفذو العملية ليسوا من التحالف. - نعم بالتأكيد ليس التحالف. لكنني أتحدث عن الموضوع باعتبار ان النفط هدف سياسي وعسكري ونستطيع التعامل معه في اي لحظة. تعلن قوى المعارضة عادة عن عمليات صغيرة بعضها لا يتعدى اسر شخص واحد. هنالك من يقول ان هذا العمل محرج امام الشعب وأمام دول وشركات ولذلك لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنه. - التحالف يعلن عن أي عملية ينفذها صغيرة كانت ام كبيرة ويتحمل مسؤوليتها من دون تردد. اعلنا ان النفط هدف عسكري وبالتالي لا يوجد اي حرج او حساسية اذا نفذنا العملية لأننا حذرنا الشركات والجبهة الاسلامية وقدمنا توعية لشعبنا. ردت الحكومة بأن منفذي العملية هم اعداء المصالحة. ما هو موقفكم من تسوية سياسية وحل سياسي يستوعب الحكومة الحالية؟ - يجب توسيع النظر في الموضوع لتوضيح الرأي. هناك خلط في التسميات مثل حل سياسي وحل عسكري وغيره. مفهومنا مختلف، نحن لا نرى ان هناك حلاً عسكرياً وآخر سياسياً. هذه مفردات يلعب بها السياسيون. نحن نرى ان هناك حلاً سياسياً فقط وحلاً واحداً، لكن هناك وسائل لتحقيقه عسكرية وتفاوضية. يجب ان نفصل بين الحل ووسائله وما يدور في الميدان الآن هو انتفاضة شعبية مسلحة. الأزمة سياسية ونحن نتطلع الى حل سياسي. استدعيت الى القيادة العامة للجيش في ثاني يوم للانقلاب وكان اعضاء ما سمي مجلس قيادة الثورة مجتمعين ودار حوار طويل بيني وبينهم. وفي نهاية الحوار سألني احدهم عن الحل فقلت: هذا انقلاب عسكري وأنا ضده وهذه هي الجبهة الاسلامية وأنا ضدها. الحل عندي ونصيحتي لكم هي ان تستخدموا الشجاعة التي جعلتكم تحتلون هذا الموقف بالذهاب الى الاذاعة والاعتذار الى الشعب والجيش وبعد ذلك تدعون الى اجتماع للضباط من رتبة عميد فما فوق وسيوجد حل. عدا ذلك فإنكم ستدخلون البلاد في ورطة وأزمة لا يعلم مداها الا الله. وبعد عشرة اعوام انا اتحدث معك في لندن ادعو الدعوة ذاتها. على الجبهة القومية الاسلامية ان تمتلك الشجاعة والشفافية، التي اخشى ان أقول انها لا تملكها، وأن تعترف بفشل مشروعها الحضاري وفرض اهدافها بالقوة، وأن تسعى الى ايجاد حل. هذه هي البداية الصحيحة ولو كنت مكانهم لفعلت ذلك. نحن مع الحل السياسي لجهة المبدأ، لكننا لا نثق في حزب الجبهة الاسلامية. هناك ازمة ثقة تجب معالجتها من طرفهم. وإعلان طرابلس فيه محاولة لعلاج ازمة الثقة واختبار صدقية للحزب الحاكم. في هذا الاعلان حددنا نقاطاً على الحزب تنفيذها. هل هي مطالب ام اجراءات ام شروط لا ينعقد الحوار المباشر من دونها؟ - كثيرون من المعارضة والنظام يخطئون في تسميتها ومنهم من يسميها شروطاً وآخرون يقولون انها اجراءات شكلية. نحن نقول ان هذه حقوق اساسية وركائز لبدء الحوار ومظلة. ترى ان الحوار يجب ان لا يتم قبل تنفيذ المطالب التسعة؟ - يجب الا يبدأ الحوار من دون حصول الشعب على هذه الحقوق. والتحالف لن يساهم في اي لجان مع النظام اذا لم يبادر بتأكيد صدقيته باعادة هذه الحقوق. نحن لسنا فصيلاً متشدداً ولا متطرفاً وانما فصيل موضوعي جاد في البحث عن حل دائم للمشكلة وسلام دائم ونظام ديموقراطي يرضي الجميع. نعمل من اجل هذه الاهداف بكل الوسائل. لن تقبلوا بدخول المفاوضات قبل تحقق هذه المطالب. يبدو ان الاجتماع المعلن للجنة التحضيرية للحوار بين الحكومة والمعارضة في النصف الثاني من الشهر المقبل لن يحدث. - لا يوجد قرار بعقد الاجتماع. وأنا عضو في التجمع الوطني ولا يوجد فيه قرار بالجلوس مع النظام في تشرين الثاني اكتوبر المقبل. ولقاء التجمع؟ - هنالك خلط. بعد اعلان طرابلس ذهب وفد مصري - ليبي الى الخرطوم وعاد برد منها. هذا الرد ليس فيه اجابة لمطالبنا وحقوقنا. يريدون الجلوس في حوار طرشان ونحن لن ندخل في ذلك. الاجتماع المقبل لهيئة القيادة كما اتفقنا عليه سيعقد في منتصف الشهر المقبل سيناقش رد النظام اضافة الى مواضيع اخرى منها قضية المؤتمر العام للتجمع. تتحدثون عن ديموقراطية لكل السودان وقيادة المعارضة فشلت في عقد المؤتمر العام الثاني للتجمع على رغم مرور موعده سبع مرات حتى الآن. - نعم. لم نتمكن من عقد المؤتمر. التحالف كان مصراً باستمرار على عقد المؤتمر ولسنا مسؤولين عن اي تأخير. هناك مستجدات وتطورات تستحق عقد المؤتمر العام. ما موقفكم من المبادرة المصرية - الليبية؟ وما آمالكم فيها؟ - رأيي شخصياً انه لا توجد مبادرة مصرية، وانما هناك مبادرة ليبية عرضت علينا وظهرت في اعلان طرابلس الذي اصدرته المعارضة. ناقشنا المشروع الليبي ورددنا عليه بشفافية كاملة. لكنكم رفضتم بندين من المبادرة هما وقف النار ووقف الحملات الاعلامية وقبلتم بنداً واحداً هو الدخول في تفاوض مباشر مع الحكومة. هذا جعل الحكومة تبدو اعلامياً على الأقل في وضع افضل منكم لأنها قبلت البنود الثلاثة. - لأنها في حالة ضعف وتريد وقف اطلاق النار. لن نربط بين التفاوض ووقف النار ووقف الحملات وإذا اتفقت الاطراف يحصل وقف النار والحملات. هذه نتائج لا تسبق الحوار. هذه النقاط تمثل رأي الوسيط. وتحدثنا الى الوسيط لربط مبادرته بمبادرة دول الهيئة الحكومية للتنمية ايغاد. نحن لا نرغب في مبادرات متعددة لأن هذا شرك وجزء من تكتيكات النظام لإقامة مبادرات عدة في وقت واحد لتمكينه من المناورة. نحن نريد مبادرة موحدة ومتماسكة وواضحة المعالم. هل تريد دمج المبادرتين او التنسيق بينهما؟ - هنالك مبادرة "ايغاد" وهي قائمة، ومن حق الآخرين طرح اي مبادرات جديدة. اذا ترك الأمر على هذه الحال سنحقق للنظام مساحة للتجول بين المبادرات والمناورة. نحن نريد مبادرة واحدة. طلبنا من الاخوة الليبيين لقاء الاخوة في ايغاد والتنسيق معهم لتصبح في النهاية مبادرة واحدة يقبلها الجميع. دول ايغاد ومصر وليبيا دول جوار. هذا الموقف يبدو اقرب الى الموقف الاميركي الذي يرفض المبادرة العربية صراحة ويفضل عليها المبادرة الافريقية. - العكس صحيح. في كل اطروحاتنا اكدنا تأييدنا لمبادرة ايغاد لأن فيها ما يؤدي الى سلام دائم ونتيجة لذلك توصلنا الى اتفاق القضايا المصيرية في أسمرا 1995 ونلتزم بها لأنه يمثل سودنة للايغاد. لا نستطيع تغيير هذا الموقف ونريد تحقيق هذا الاتفاق. تتحدث عن مبادرة لست عضواً فيها ولا تناقش قضيتك وانما تركز فقط على حل مشكلة الجنوب. - مبادرة ايغاد لها عيوبها ولن تنتج لأنها حوار بين فريقين وليس الجميع. انا لا أؤيد مبادرة وإنما أؤيد مبادئ ايغاد. اما لقاء فصيلين الحكومة والجنوبيين فقط فهذا شأن يعنيهما ولن يحل المشكلة. اذا أردنا سلاماً دائماً فلا بد من مناقشة شاملة. هذا هو عيب مبادرة ايغاد. لكنها من ناحية اخرى انها مهمة جداً ونريد منها ان تصبح شاملة للجميع. يجب توسيعها حتى تصبح صالحة. والتوسيع يتم بضم المبادرات والدول المعنية مثل مصر وضم عناصر المعارضة كلها. بعد أربعة اشهر على لقاء جنيف بين السيدين الصادق المهدي وحسن الترابي. البعض يقول انه فتح الباب امام كل الحديث الدائر حالياً عن حل سلمي. ما هو تقويمكم الآن لهذا اللقاء وآثاره عليكم سلباً وإيجاباً؟ - نحن ملتزمون منذ البداية قرار التجمع الذي يرفض اللقاءات الثنائية. وإذا كان السيد الصادق يلتقي الدكتور الترابي او كان مولانا السيد محمد عثمان الميرغني يلتقي بالسيد علي عثمان محمد طه نائب الرئيس او كان عبدالعزيز خالد يلتقي بالرئيس عمر البشير. هذا لن يخدم قضية البلد. وإذا كانت هناك جدية يجب ان يحصل اللقاء مع التجمع. اللقاءات الثنائية تضر اكثر مما تنفع وتنشر عدم الثقة بين الفصائل لأنه ستكون هناك اتهامات عن ما هو معلن وما هو غير معلن في هذه اللقاءات. حان الوقت لأن يصبح العمل السياسي واضحاً. وعلى من اراد لقاء احد ان يعلن ذلك. العمل الجماعي هو الافضل للجميع. محادثات "ايغاد" لقاء ثنائي لا ترفضونه. - "ايغاد" كانت موجودة قبل اتفاق أسمرا وعندما ناقشا الأمر كانت أمامنا مبادرة قائمة. يتردد ان ضغوطاً دولية تمنعكم من ضرب خزان الرصيرص مثلاً على رغم انكم تعلنونه هدفاً وتؤكدون ان قواتكم على بعد اميال منه وكذلك طريق بورتسودان - الخرطوم الاستراتيجي؟ - اذا كان في استطاعتي لوصلت الخرطوم وليس الرصيرص. لا توجد ضغوط دولية. هناك اسباب ذاتية لا علاقة لها بالخارج. وأيضاً نحن نطبق استراتيجية حرب عصابات وليس حرباً نظامية لأنه لا توجد مقارنة بين قدراتي العسكرية وقدرات دولة. رفعنا قدراتنا بشكل ملحوظ وعلى مراحل ووصلنا الى مرحلة مناطق محررة. اقتربنا من طريق بورتسودان لكننا لا نستطيع ان ندعي السيطرة على الطريق الى الأبد لكن يمكن من خلال هذا التطور ان نسيطر على الطريق لمدة ساعات وصلت اخيراً الى مدة يومين. والآن الشاحنات تسير في قوافل وتحت حماية عسكرية. سيأتي يوم يمكننا فيه اغلاق الطريق نهائياً. هذا الأمر مربوط بالقدرات. والأمر ذاته ينطبق على خزان الرصيرص، لكن هناك حسابات كثيرة اهمها حساب عسكري. نحن الآن نهدد مدن كسلا وطوكر وبورتسودان والقضارف والدمازين وهناك مسألتان الأولى استلام هذه المواقع والثانية الحفاظ عليها. اذا كان في مقدوري تحرير الخرطوم والمحافظة عليها لفعلت الآن. نحن لا نستهين بعدونا. ما تقويمك لحجم تنظيمكم الآن وحجم تأثيره بعد مرور أربع سنوات على قيامه؟ - تنظيم التحالف قديم في ما يطرحه وجديد في تشكيله. ما نطرحه الآن طرحه قبلنا قادة ثورة 1924 وهذه مرجعية سودانية فريدة طرحت مشروعاً ثورياً تقدمياً حل مشكلة السودان. نحن لا نقول ذلك حباً في المرجعيات ولكن لأن قيادة هذه الثورة حلت مشكلة السودان بانتخابها علي عبداللطيف قائداً لها. وعبداللطيف جندي وشاعر والده من النوبة وأمه من الجنوب وقيادته عالجت مشكلة الهوية ومسألة صراع الثقافات والكلام عن التمييز. واعتقد ان التحالف مشروع لإقامة حزب وسط ليبرالي سوداني وتكوين حزب شعبي مدني. هذه هي طموحاتنا ولا ندّعي انها تحققت بل نقول اننا بدأنا خطوة أولى في هذا الاتجاه وأصبح واقعاً عسكرياً وسياسياً. لا نقارن أنفسنا بالأحزاب القديمة في السودان. وتوسعنا نسبي لأننا تمكنا من مخاطبة عقول وقلوب كثير من السودانيين اذ لا يوجد حزب وسط ليبرالي في السودان. نحن ندعو الى وحدة القوى الجديدة ولسنا حزباً طائفياً ولا عرقياً، وما أنجزناه يعادل أكثر من عمرنا الحقيقي داخل السودان. تقول ان حزبكم موجود داخل السودان، لكننا لا نرى له نشاطاً؟ - هذه معضلة، لأن النظام ينظر إلينا كعدو أساسي، وحين اعتقل أفراد حسبوا علينا عذبوا عذاباً شديداً. تحت هذه الظروف اضطررنا الى العمل تحت الأرض. شهد بعض المعارضين بحصول بعض الحريات في السودان بعد اعلان الدستور وقانون التوالي لإقامة الأحزاب والترخيص لصحف مستقلة. هل تتفق مع هذا التقويم؟ - لا. من صفات الأحزاب الديكتاتورية أنها تحاول أن تجد مخرجاً عندما تحس بالضعف وقرب النهاية. النظام بدأ يتراجع وهذه كلها تراجعات نتيجة لضعفه. والسلام من الداخل ومذكرة العشرة والدستور وتبادل الأدوار والموافقة على المبادرة الليبية هذه كلها تراجعات من أجل الحفاظ على السلطة. ستأتي لحظة يصل فيها التراجع الى قمته وينهار النظام. هذه محاولات للإمساك بالسلطة في ظل الضغوط المستمرة. هناك قول بأن قوى سياسية صغيرة قد لا تكون لها مصلحة في الديموقراطية ولن تفوز بدوائر أصلاً ولذلك تعرقل التسوية الجارية لأنها تقود الى انتخابات حرة؟ - نحن لا نسعى للوصول الى السلطة عن طريق البندقية أو الوصول الى السلطة في وقت قريب. نحن نسعى لبناء حزب جماهيري للمنافسة في المستقبل. هدفنا الآن في مرحلة النضال ضد النظام هو الوصول الى سودان جديد معافى حتى نبدأ مرحلة جديدة من تاريخ البلاد ونستطيع دخول الانتخابات المقبلة وحتى إذا حصلنا على مقعد واحد في البرلمان. القضية بالنسبة إلينا هي تحقيق سلام دائم. وأنا عسكري أعرف معنى السلام وقيمته وفائدته. هل حصل أي اتصال بين قوات التحالف والنظام؟ - لم يحصل أبداً ولا عبر وسطاء. نحن الجهة الوحيدة التي لم يحاول النظام الاتصال بها اطلاقاً لأنهم يصنفوننا في المجموعة المتطرفة والمجموعة التي تعيق التسوية داخل التجمع، وأننا فصيل صغير بلا قيمة وأن المهم هو حزب الأمة والحزب الاتحادي والحركة الشعبية. لن يكون هناك سلام، سلماً أو حرباً، إذا لم تكن قوات التحالف طرفاً فيه. وأمنيتنا ان يتحقق السلام بالتراضي للحفاظ على وحدة شعبنا واستقراره ويكون التنافس السياسي سلمياً. ما رأيكم في الصراع داخل المؤتمر الوطني الذي برز أخيراً؟ - هذا جزء من التراجع وضعف النظام لا يعنينا في شيء. الخلاف بين الترابي والبشير لا يعنيني ولكنه مؤشر مهم. سيأتي يوم يقتنع فيه الترابي بإعادة السلطة الى الشعب ... وربما اقتنع البشير مثلاً بتجارب مثل تجربة الوئام الجزائرية. تراهن على البشير؟ - أنا لا أراهن. كلهم بالنسبة إليّ حزب الجبهة الاسلامية. أراهن فقط على تصعيد النضال والضغوط السياسية والديبلوماسية والعسكرية حتى يهزم النظام. لكن قد يأتي راشد عاقل منهم ويدرك ان لا مخرج غير ذلك ويسير في هذا الاتجاه. قد يحصل ونتمنى أن يحصل.