تعقيباً على ما نشر في "الحياة" بتاريخ 27/8/99 بعنوان "ماركس وبطليموس" وبتاريخ 7/9/99 بعنوان "النظرية والتجربة" للسيد وليد التميمي الذي أثار مجموعة من الأفكار والنقاط التي استوجبت الرد عليها ... ركز التميمي في استيضاحاته على أن الفكر الانكلوسكسوني هو فكر تجريبي وأن المناهج النظرية ليست سوى أفكار غير نافعة في غمز مباشر الى النظرية الماركسية .... وأقول كانت العلوم الطبيعية التي تطورت تطوراً هائلاً في مطلع القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين ذات آثار بعيدة في الأفكار والمناهج والمذاهب الفلسفية .... وهنا اعتمدت الماركسية لأنها انعكاس للثورة الصناعية في أوروبا وبداية للنضوج الفلسفي مقابل وجود غالبية كادحة أدت الى ظهور نظرية هي انعكاس للحقيقة .... وهنا استغرب هذا التسطيح للماركسية بأنها مجرد أفكار ونظريات مع أنها هي أشد وأقسى أنواع الاستقراء المادي وأكثرها تكيفاً مع الفعل التاريخي المستمر .... ان المنهج الاقتصادي للنظرية الماركسية بدا بالنمو في بريطانيا معقل الفكر الانكلوسكسوني بعدما استخلص ماركس قوانينه هناك في اعتبارها ميداناً صناعياً متقدماً فكيف تكون النظرية الماركسية مجرد أفكار وهي انعكاس واستنباط لنظرية اقتصادية جديدة داخل الفكر الانكلوسكسوني الذي هو فكر نفعي حسب قوله .... أما عن تحسين المستوى المعيشي للطبقة العاملة فأقول أين تحسن مستوى المعيشة؟ هل يقصد التحسن في افريقيا الجائعة أم في أميركا اللاتينية المسحوقة التي استشرت فيها مافيات المخدرات، أم الطبقة العاملة في آسيا التي حولتها "العولمة" من نمور الى فئران، أم انه يقصد التحسن الذي طرأ للطبقة العاملة في الدول الصناعية السبع، أو أنه يقصد التحسن في ثروة بيل غيتس التي أكدت آخر الاحصاءات أنها تقدر ب90 بليون دولار متفوقاً في ثروته على موازنة أغلب الدول الافريقية والآسيوية وأميركا اللاتينية. لهذا أقول إن المنهج الماركسي هو قابل للتطبيق على المادة العامة لهذه الأيام كما كان على مادة تجربة عصره وعلى أساس أن نعترف بالفارق بين الأمس واليوم وأن نفتح أدوات القياس. عدي نوري عراقي مقيم في هولندا