فنّدت دمشق امس اعلامياً النقاط التي اثارها المسؤولون الاسرائىليون اخيراً في اطار "الديبلوماسية العامة" التي اعتمدتها منذ الانتخابات الاخيرة في ايار مايو الماضي، و قضت بالرد على الخطاب السياسي الاسرائيلي. وبثت اذاعة دمشق ان تصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك الاخيرة "توضح استراتيجيته التفاوضية التي تعتمد على غصن الزيتون لمن يفاوضه لينتزع منه بالسيف مايطمح الى جنيه من مكاسب امنية وسياسية وجغرافية واقتصادية تشكل في واقع الامر اعادة انتاج الاحتلال بأساليب تقسر الطرف المفاوض على الرضوخ للاملاءات الاسرائيلية". جاء ذلك تعليقاً على تعهد باراك في "عيد الغفران" اليهودي بالسعي الى تحقيق السلام مع الاطراف العربية، قائلاً :"في هذه الايام نمد يدنا في سلام الشجعان مع جيراننا. نحمل غصن الزيتون في يد، وفي الاخرى نحمل السيف كيلا نخوض حروبا اخرى". وذكرت الاذاعة الرسمية ان رئيس الوزراء الاسرائىلي في الوقت الذي "يمد غصن الزيتون للعالم، يدعو الى استئناف المفاوضات على المسار السوري من دون شروط مسبقة وكأن مجرد اللقاء المباشر مع المسؤولين السوريين يحقق السلام"، مشيرةً الى انه يريد الايحاء بأن سورية "ترفض التقاط يده الممدودة اليها". كما ان الاذاعة علقت على تصريحات رئيس الوزراء الاسبق شمعون بيريز التي تساءل فيها عن اسباب عدم تقدم سورية في اتجاه السلام طالما ان المسؤولين السوريين يقولون انه وسلفه اسحق رابين تعهدا الانسحاب الكامل من الجولان. وقال المعلق السياسي للاذاعة: "ان الجواب على سؤال بيريز هو ان اسرائيل حاولت تحت ذرائع الضمانات الامنية ان تماطل في انجاز اتفاق استحقاقات مبادئ التفاهم الامني الذي ناورت حتى لايكون متكافئاً ومتساوياً". وكان وزير الخارجية الاميركي السابق وارن كريستوفر اعلن في ايار العام 1995 توصل سورية واسرائىل الى اتفاق "مبادئ واهداف ترتيبات الامن" الذي ادى الى انضمام خبراء امنيين الى مفاوضات ميريلاند، لكنها اصطدمت بمطالبة تل ابيب بمحطة انذار ارضية للانذار المبكر الامر الذي رفضه السوريون. وقالت الاذاعة امس: "ان عودة الارض بقدر ما هي مهمة واساسية لابد ان تتحرر من اي قيود واشتراطات تمس الكرامة والسيادة الوطنية تحت ذرائع الامن والضمانات الامنية لاسرائيل وهذا مافعله بيريز متعمداً عندما زعم ان دمشق فوتت فرصة السلام".