ديلي تيمور الشرقية - رويترز - أعلنت استرالىا امس ان تسع سفن حربية من قوة السلام الخاصة بتيمور الشرقية غادرت ميناء داروين الاسترالي في طريقها الى الاقليم وعلى متنها مئات الجنود واطنان من المعدات. وفيما قررت اليابانوالصين الانضمام الى القوات الدولية اعلنت اندونيسيا انها لن تشارك فيها. واعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين ان الميليشيات تدمّر كل شيء قبل انسحابها من تيمور. وقال مسؤول من القوات الاسترالىة "دخلت السفن المياه الدولية" قبالة تيمور الشرقية قبل يوم من الموعد المقرر ان يجري فيه قائد القوة المتعددة الجنسيات التي تشرف علىها الاممالمتحدة محادثات مع المؤسسة العسكرية الاندونيسية. ويغادر الجنرال الاسترالي بيتر كوسغروف داروين اليوم متوجها الى ديلي مع وفد من 50 شخصاً لمناقشة سبل الامداد والتموين مع القوات الاندونيسية. وتوقعت مصادر عسكرية ان يكتمل نشر قوات الاممالمتحدة في غضون يومين تقريباً. وتساهم اكثر من 20 دولة في القوات التي قد يصل عديدها الى ثمانية آلاف عسكري. وتقود استرالىا القوة بعدما اعترفت جاكارتا بأنها لا تستطيع السيطرة على الميليشيات الموالىة لها وتقاتل لابقاء المستعمرة البرتغالىة السابقة تحت حكم اندونيسيا. ووافق سكان تيمور الشرقية بغالبية ساحقة في استفتاء رعته الاممالمتحدة في آب اغسطس على الاستقلال عن اندونيسيا مما أثار اعمال عنف دموية كانت سبباً في تشريد عشرات الآلاف وتدمير مناطق شاسعة في الاقليم. واعلنت جاكارتا ان آلافاً من جنودها غادروا. وغادر 123 عسكرياً فيليبينياً مانيلا متوجهين الى استرالىا امس للمشاركة في القوة التي تسعى لاعادة النظام الى تيمور الشرقية. وقال الكولونيل فيليكس كابريروس قائد الوحدة الفيليبينية المشاركة في العملية ان مجموعته تضم اطباء ومهندسين واطباء اسنان، موضحاً انهم سيذهبون الى تيمور بوصفهم "اصدقاء... ليس لنا اعداء". وأردف "لن نذهب هناك للقتال بل لمساعدة الناس". واعلنت وزارة الدفاع في نيوزيلندا ان القسم الرئيسي من قواتها المساهمة في عملية حفظ السلام في تيمور الشرقية ستبدأ في التوجه الى داروين الاثنين. وسيصبح تايلاندي نائباً لقائد القوات بعدما اعلن رئيس وزراء مالىزيا مهاتير محمد ان بلاده لا تسعى الى هذا المنصب. وقال متحدث باسم القوات المالىزية ان كوالالامبور تساهم بوحدة من 17 ضابطاً و13 عسكرياً وستتجه الى داروين الاثنين. الىابان من جهتها قررت الىابان التخلي عن حرصها المعتاد في ما يتعلق بالشؤون الدولية وانضمت الى قوات من أكثر من 20 دولة، يتم تجميعها حالىاً في داروين استعدادا لنشرها في تيمور الشرقية. وأعلنت الصين امس ايضاً انضمامها إلى الجهود الدولية ووعدت بالمشاركة بقوات شرطة مدنية ، وذلك في ثاني إسهام لها في قوة متعددة الجنسيات. ويذكر أن الصين شاركت في قوة حفظ السلام في كمبوديا عام 1992. وصرح رئيس الوزراء الىاباني كيزو أوبوتشي أنه سيطلب من البرلمان مراجعة القوانين لكي يتسنى نشر قوات يابانية خارج الحدود للمرة الاولى منذ الحرب العالمية الثانية. كما تعهدت كينيا وزيمبابوي وموزامبيق بإرسال قوات مما يقوّض مساعي إندونيسيا لإظهار القوات الدولية على أنها مبادرة أسترالىة تدعمها البلدان الغربية التي تصر على إذلال دولة نامية. وأتاح تأخر وصول طلائع القوات إلى تيمور الشرقية المزيد من الوقت للقوات الاندونيسية للاستعداد للرحيل عن المستعمرة البرتغالىة السابقة التي غزتها قبل 24 عاماً. وأكد قائد الجيش الاندونيسي الجنرال ويرانتو انسحاب قواته في بيان شديد اللهجة لم يحدد فيه جدولاً زمنياً للانسحاب غير أنه رفض فكرة القيادة المشتركة. وقال الجنرال ويرانتو "كفانا التشهير والادعاءات". وفي جنيف اعلن متحدث باسم المفوضية العلىا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة في جنيف امس نقلاً عن احد مندوبيها في تيمور الشرقية ان الجنود الاندونيسيين والميليشيات المناهضة للاستقلال "يدمرون كل شيء اثناء انسحابهم" من ديلي كبرى مدن تيمور الشرقية. واعلن جاك فرانكين المتحدث باسم المفوضية ان هؤلاء الرجال يدمرون كل الابنية في طريقهم ويفرغون رصاص اسلحتهم في جدران المقر العام لبعثة الاممالمتحدة وهم يرددون شتائم ضدها. ووصلت المفوضة العلىا لشؤون اللاجئين ساداكو اوغاتا امس الى جاكارتا في زيارة تستغرق اربعة ايام تتفقد خلالها مخيمات اللاجئين في تيمور الغربية. وافادت الاممالمتحدة انه من المقرر ان تتوجه اوغاتا الى كوبانغ في تيمور الغربية الاقليم الاندونيسي الذي لجأ الىه آلاف التيموريين الشرقيين هرباً من اعمال العنف. وستلتقي اوغاتا ايضاً الرئيس الاندونيسي يوسف حبيبي والجنرال ويرانتو.