يبدو ان الغلبة في الفترة المقبلة ستكون لموزعي الافلام. فهم قادرون في رأي أهل المهنة اليوم على "رفع الفنانين الى السماء او دفنهم تحت الارض". وبدت ملامح ذلك قبل اسابيع عندما تم "حرق" فيلم "عرق البلح" بطولة شريهان واخراج رضوان الكاشف، إذ لم يتم عرضه سوى ايام على رغم تميزه بمستوى فني عالٍ. يومها تم رفعه بحجة انه لم يحقق ايرادات... ولكن كان ذلك بهدف افساح الطريق امام سينما شباب الكوميديين التي تحقق الملايين. وقبل ايام تعرضت الفنانة يسرا وفيلمها "كلام الليل" للمخرجة ايناس الدغيدي لموقف غريب يؤكد ان الموزع هو "السيد" ولا صوت يعلو عليه حتى ولو كان صوت أصحاب رأس المال. فبعد ان اتفقت شركة "شعاع" المنتجة للفيلم على عرض الشريط في دور السينما ابتداء من 24 الجاري، اعتذر محمد حسن رمزي عن توزيع الفيلم هو الذي كان سبق ووافق وحدد الموعد، ما أشعل الحديث مجدداً في الساحة السينمائية وذكر الجميع بما حدث لفيلم "عرق البلح" وما سيحدث لكل الافلام الجادة. قال عدد من السينمائيين ان ما يحدث هو طمس للنجوم وتغييب للكبار لحساب ممثلين ارباح تجارية. وقال الدكتور ابو القاسم عمر راجح المدير العام لشركة "شعاع" ان "هناك احساساً بوجود مناخ غير ودي ومنافسة غير شريفة وضرب تحت الحزام يصل الى مستوى الابتزاز، وهناك توجه لصناعة فنانين بمقاسات مسبقة من اجل الربح بعيداً عن الفن ورسالته واهدافه".