عاد بنيامين نتانياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق يتصدر عناوين وسائل الاعلام الاسرائيلية بفضيحة أخلاقية أخرى هذه المرة أدخلته قسم "التحقيق في أعمال الغش والاحتيال" في مقر الشرطة الاسرائيلية لثماني ساعات متواصلة. ولم يكتف نتانياهو أثناء توليه منصب رئاسة الحكومة بارتياد المطاعم الفخمة وتدخين السيجار الكوبي الباهظ الثمن أو حتى بطلب زجاجة نبيذ يزيد سعرها عن 500 دولار أميركي أثناء حفلة عشاء خاصة ضمته وزوجته في نيويورك على حساب خزينة الدولة. فمن ضمن "التركة" التي خلّفها في مكتبه السابق فاتورة بأكثر من 100 ألف دولار أميركي لمقاول نقليات اسرائيلي كرشوة مقابل أعمال نقليات خاصة نفذها هذا المقاول لعائلة نتانياهو. ووجه المحققون الجنائيون لنتانياهو تهمة "تلقي الرشوة والحصول على مكاسب غير مشروعة وعرقلة سير التحقيق" في هذه القضية التي كشفت عنها إحدى الصحف الاسرائيلية. واستدعت الشرطة الاسرائيلية نتانياهو وزوجته سارة للتحقيق معهما في أعقاب القاء القبض على المقاول أفنير عميدي الذي قال أثناء التحقيق معه أنه قدم الفاتورة بمبلغ 440 ألف شيكل اسرائيلي بعد خسارة نتانياهو في الانتخابات الاخيرة بناءً على تعليمات من مسؤولين في مكتب نتانياهو. وأشار عميدي الى أنه قام ب"عشرات الاعمال" لصالح نتانياهو وسارة شملت 29 عملية نقل مختلفة من شقة الى أخرى وكذلك تنظيف شقة الزوجين وتصليحات كهربائية. وكشف التحقيق الذي شمل ايضاً المقاول وزوجته والمدير العام لمكتب رئيس الحكومة السابق موشي ليئون الذي وقَّع على أمر دفع الفاتورة وكذلك محاسب المكتب الذي أحال الفاتورة على المستشار القانوني لرئيس الحكومة شمعون شتاين الذي أوصى بعدم جواز دفع أموال للمقاول عميدي. وعرض الصحافي الاسرائيلي ابرموبيتش الذي كشف ملابسات القضية فحوى الرسالة التي كتبها ليئون الى محاسب مكتب رئيس الحكومة مطالباً اياه بدفع كامل المبلغ للمقاول لأنه "عن طريق الخطأ لم يقدم الفاتورة في الوقت المحدد" مضيفاً: "أطالبكم مع نهاية ولاية رئيس الحكومة أن تصادقوا على دفع هذه الفواتير". ويستدل من افادات المحقق أن نتانياهو حاول اقناع المقاول بعدم الادلاء بشهادته لتشويش مجريات التحقيق. وتشتبه الشرطة الاسرائيلية بأن نتانياهو نسق موقفه مع المقاول وذلك بعد أن طلب الصحافي الاسرائيلي من نتانياهو التعقيب على القضية، اذ شوهد المقاول يدخل مكتب نتانياهو بعد ذلك بقليل. وأشار التحقيق الى تناقض بين أقوال نتانياهو والمقاول من جهة، وسارة وزوجة المقاول من جهة أخرى. والأخيرة مديرة دكان زهورقدمت هي أيضاً خدمات لعائلة نتانياهو. وقالت زوجة المقاول وتدعى اليزا أن نتانياهو وزوجته هما اللذان طلبا من زوجها القيام بأعمال النقل، فيما أكد نتانياهو وعميدي أن مكتب رئيس الحكومة هو الذي طلب تنفيذ أعمال النقل. أما سارة، فقد إعترفت في التحقيق أنها طلبت الاعمال ولكن لم تكن لها علاقة بتسليم المبلغ لعميدي وليس لها أي صلة بالقضية. وعلى رغم الادلة المتوافرة لدى الشرطة حول هذه القضية، لا يعرف بعد اذا ما سيتم تقديم نتانياهو للمحاكمة خصوصاً وأن الجهاز نفسه أحجم عن، أو فشل في، إثبات تهم رشوة مماثلة واجهته أثناءرئاسته للحكومة وأبرزها قضية المستشار القضائي للحكومة بار أون. ولكن احتمالات عودة نتانياهو الى الساحة السياسية خلال السنوات الاربع المقبلة، كما يشيع مؤيدوه أصبحت ضئيلة على رغم الاتهامات التي وجهها حزب ليكود الذي تزعمه في السابق للشرطة والصحافة الاسرائيلية بمحاولة "تلطيخ سمعة نتانياهو واتهامه بالانحطاط الاخلاقي".