صدرت هذه الدراسة في كراس خاص بعنوان "القدس - دراسات لمعرض" تضمن أربع دراسات قدمت بمناسبة تنظيم معرضٍ عن تأريخ مدينة القدس في متحف الكتاب المقدس التابع لجامعة غاسبار كارولي البروتستانتية في بودابست. وتعتمد الدراسة المعلومات الموجودة في العهد القديم، علاوة على الدراسات الأثرية الحديثة أساساً لتركيب صورة المؤلف عن تاريخ القدس. وبالطبع تبقى أخبار التوراة عن ملكية داوود للقدس مجرد أخبار توراتية لم تؤكدها الدراسات العلمية الحديثة، ومثلها النشاط المعماري الكبير لخلفه الشهير وابنه سليمان. فقد سلم الآثاريون الاسرائيليون اليوم بفشلهم في العثور على حجرٍ واحد من حجارة أية بناية تنسبها التوراة الى سليمان على رغم مرور عشرات السنوات من التنقيبات المكثفة في مختلف المواقع الأثرية. ولا توجد أية نصوص مكتوبة باللغة العبرية نسبت الى عصر سليمان، سوى قطعة من حجر الكلس نقشت عليها أسماء أشهر السنة بالحروف العبرية القديمة المشتقة من الابجدية الفينيقية. ومن المعتقد أن الأساطير التوراتية المنسوجة حول داوود والقدس وسليمان انما وضعت بعد السبي البابلي بهدف تعميق الشعور القومي لدى اليهود. ويشير المؤلف بصورة واضحة الى التناقضات التي تقع فيها أجزاء العهد القديم المختلفة، بل حتى السفر الواحد في تناول قضية تاريخية محددة مثل احتلال القدس وتبعيتها لسبط بنيامين أو يهوذا، وهل احتل الاسرائيليون القدس أم لا، وهل طردوا سكانها أم لا وغير ذلك. وتؤكد هذه التناقضات عدم دقة العديد من الأحداث الواردة في التوراة ما يجعل الاستناد اليها وحدها في رسم صورة لتأريخ فلسطين السابق للسبي البابلي أمراً بعيداً عن القبول. والمؤلف، بال نَيمَت، رجل دين بروتستانتي، مستعرب كتب عن العرب والاسلام وترجم أحاديث نبوية شريفة الى المجرية، ويقوم الآن بترجمة عمل الامام الغزالي "المنقذ من الضلال". ونلمس في ترجماته دقة ووضوح النص العربي الذي نقله بلغة مجرية واضحة وملموسة بالنسبة الى القارئ المجري المعاصر. اسم المدينة وأقدم الأخبار التي وصلتنا عنها كانت منطقة القدس مأهولة في حوالى 4000 - 3000 سنة قبل الميلاد. وتشير إلى هذا قطع الفخار التي عثر عليها في قبور عند تل العوفل. منذ ذلك الحين تزايد عدد سكان المنطقة الذين وضعوا أُسس مدينة الحقبة البرونزية. وبين الألفين الثالث والثاني قبل الميلاد وصل عدد السكان وتنظيمهم الاجتماعي إلى مستوى يمكن معه اعتبار هذا التجمع السكاني مدينة بمقاييس ذاك العصر. ونصادف اسم القدس للمرة الاولى في نصوص اللعنات المصرية وهي لعنات صبت ضد ملوك آسيا الصغرى المعادين لمصر وقد ورد بصيغة "أ و ش أ م م" التي قرأها العلماء بصيغ مختلفة: مثلاً أوشامَم عند ويلسون، أوشاليموم وروشاليموم. وبين رسائل العمارنة، وهي مجموعة الوثائق التي عثر عليها في تل العمارنة في قصر الفرعون اخناتون وتعود إلى 1390-1365 ق.م. نجد رسالة عبدي - خيفا ملك أوروشاليم إلى اخناتون، يطلب فيها مساعدة اخناتون في صراعه ضد الخابيرو. والمقطع الأول من أورو - شاليم مماثل للكلمة السومرية الأكدية "اور" التي تعني مدينة. أما المقطع الثاني فقد يكون من شاليم: سلام، وقد يكون اسم اله، شَليمون أو شَلمان. هكذا يمكننا تفسير اسم المدينة على طريقتين: "مدينة السلام" وهذا ينسجم مع تراث الكتاب المقدس، و"مدينة شاليم" إذا ما أردنا فهم اسم المدينة من وجهة نظر المحيط الوثني. كذلك نجد اسم "أُور-شا-لي- مّو" في الوثائق الآشورية التي تعود الى القرن السابع .م. وتستمر الصيغة الآشورية في شكل "أُورِشلَم" النبطية، و"أُوريشالّوم" العربية السابقة للاسلام حسب قاموس ياقوت وكذلك "شالاّم 1"، علاوة على الصيغة السريانية "أُورِشلَم". وتلفظ كلمة "يروشلم" العبرية الواردة في الكتاب المقدس في الأصل بشكل "يْروشاليم" على الأغلب، وحسب التحريك الماصوري أصبح اللفظ "يْروشالايم"، وترد الصيغة المكتوبة "يروشليم" في بعض المواقع أيضاً. وتلفظ الصيغة الحالية بشكل "يْروشالايِم". في الترجمة السبعينية LXX وجزئياً في العهد الجديد نجد "هيروساليم"، أما في الأجزاء الاخرى من العهد الجديد وعند الكتاب اليونانيين ويوسفوس وفيلون فيرد الاسم بشكل "هيروسوليما" الذي اشتق من الأصل الآشوري أورشاليمّو كما هو واضح. وفي الفولجاتا نجد الصيغ التالية Hierusalem, Hierosolyma, Ierosolyma كذلك Ierusalem ويسمي العرب المسلمون المدينة باسم القدس، المقدِس، بيت المقدِس، فهي المدينة المقدسة. وسبب ذلك الأهمية الدينية القصوى للمدينة بالنسبة الى الاسلام. والعهد القديم يصف المدينة بالمقدسة أيضاً "عِير هاقّودش" يشوع 2 : 48 ونحميا 1 : 11. ونجد على النقود المسكوكة أثناء الثورة اليهودية الاولى "يروشليم ها قدشه". ونصادف في إنجيل متى تعبير المدينة المقدسة 5 : 4 و 53 : 27. أما فيلون الاسكندري فيذكرها باسم "هيروبوليس". واستمرار الاسلام في تسمية المدينةبالقدس جاء على التراث نفسه. المحطات السابقة في تأريخ المدينة يقول العهد القديم حول أصل المدينة حزقيال 3 : 16 "هكذا قال الرب لأُورُشَلِيم. مخرَجُكِ ومَولِدُكِ من أرضِ كنعان. أبوكِ أَمُورِيٌ وأُمُّكِ حِثِّية". بحلول بداية الألف الثاني ق.م 1800 - 2000 غمرت الشرق الأوسط قبائل قدمت من شمال تدمر جبل بشري تحدثت بلغة سامية غربية الطابع. ويسمي الكتاب المقدس هؤلاء بالأموريين بالعبرية أموري، وبالأكادية أمورّو. ولغة الأموريين قريبة إلى العبرانية. عاشت المدن الكنعانية - وبينها القدس أيضاً - تحت السيطرة المصرية في تبعية سياسية. ويفترض أن يكون إبراهيم قد ظهر في أرض كنعان في تلك الأزمان. وقتها كان اسم المدينة "شاليم" وملكها هو "ملكي - صادق": "ومَلَكِي صَادِقُ ملك شاليم أخرج خبزاً وخمراً. وكان كاهناً للهِ العَلي" تكوين 18 : 14، وكذلك الرسالة إلى العبرانيين 1 : 7 وهو الكاهن الذي ضيّف إبراهيم العائد من الحرب بالخبز والخمر وباركه. في القرن الخامس عشر ق.م. وصل شعب جديد إلى المنطقة، وهم الحِثِّيون، فتزعزعت سيطرة مصر. وتعود رسائل العمارنة التي وجدنا فيها اسم القدس واسم ملكها، كما ورد آنفاً، إلى تلك الفترة. غير أن اجتياح "شعوب البحر" قضى على سيطرة الإمبراطورية الحثية. لذلك فإن تعبير نحميا لم يكن بعيداً عن الواقع: مولدك في أرض كنعان، أبوك أموري وأمك حثية. ومن الواضح أن في ذلك إشارة إلى الدور الأموري والحثي المهم في تكوين المدينة ونموها. سكن اليبوسيون المدينة في زمن قدوم الإسرائيليين، ويذكرهم سفر التكوين بين أحفاد كنعان تكوين 16 : 10. وكان اسم المدينة حينئذ "يبوس". ولدفع ضغط الإسرائيليين عقد ملك يبوس أدوني - صادق قارن: ملكي - صادق حلفاً للملوك الأموريين الخمسة يبوس، حبرون، يرموت، لخيش وعجلون حسب سفر يشوع 3 : 10 لكن يشوع انتصر عليهم وقتل الملوك المتحالفين، غير أنه لم يتمكن من المدينة. عند تقسيم البلاد بين الأسباط الإسرائيلية، امتدت حدود يهوذا الشمالية إلى الجنوب قليلاً من القدس من دون أن تشملها منطقة سبط يهوذا. غير أننا نفهم من سفر يشوع 63 : 15 بأن القدس كانت تعود إلى سبط يهوذا، إذ نقرأ أن سبط يهوذا لم يتمكن من طرد اليبوسيين من القدس. وفي موقع آخر 28 - 11 : 18 يؤكد يشوع أن حدود مناطق سبط بنيامين مشتركة مع سبط يهوذا، وأن يبوس، أي القدس، كانت ضمن أراضي بنيامين. وفي سفر القضاة 8 : 1 نقرأ: "وحارب بنو يهوذا أُورُشليم وأخذوها وضربوها بحد السيف وأشعلوا المدينة بالنار". لكن في موقع آخر من السفر نفسه نقرأ: "وبنو بنيامين لم يطردوا اليبوسيين سكان اورشليم فسكن اليبوسيون مع بني بنيامين في أورشليم إلى هذا اليوم" قضاة 2 : 1، ولم يتغير الوضع إبان حكم شاؤول. الأهمية الدينية للقدس أسس حكم داوود وسليمان الأهمية الدينية للمدينة. وأول عمل قام به داوود كان احتلال اورشليم. ومن المؤكد أنه احتلها بالاعتماد على جيشه الخاص - ولربما خدم فيه عدد من المرتزقة - وليس على الجيش العشائري الذي يلزم فيه الرجال من أفراد السبط بالقتال. لذلك أصبحت القدس ملك داوود الخاص "مدينة داوود". ولا نجد فيما تذكر التوراة أية تفاصيل. وقد يكون السبب في ذلك أن داوود احتل المدينة القديمة بالخديعة، لذا فالتوسع في ذكر التفاصيل يمثل بالنسبة الى الدفاع اللاحق عن القلعة سراً عسكرياً مهماً. ومن المؤكد أن تكون للقناة أهمية في احتلال القلعة، فنبع جيحون ينبثق من خارج الأسوار، ونقل ماء النبع إلى القلعة في نفق، ومن المحتمل أن يكون فتح باب القلعة أمام مقاتلي داوود جاء بعد تسلل جرى عن طريق قناة جيحون. لم يذبح سكان المدينة المفتوحة ولم يطردوا منها، لذا فإن استيطان الاسرائيليين فيها جاء بشكل تدريجي على الأغلب. غير أن أهمية داوود لا تنبع من حسه السياسي الذي دفعه لاعلان القدس عاصمة سياسية لاسرائيل، بل بالدرجة الاولى لاختياره القدس مركزاً دينياً وشعائرياً، إذ كان داوود يعرف حق المعرفة القوة الروحية للمؤسسات الاسرائيلية القديمة، وكان يأخذ ذلك في الحسبان في كل قرار يتخذه. وبعد اتخاذه القدس عاصمة نقل صندوق العهد اليها من كريات يعاريم، ولذلك الغرض أقام معبداً من خيام وضع فيه صندوق العهد وسط احتفالات كبيرة. وأقام كذلك "مذبحاً في بيدر أرونة اليبوسي" صموئيل الثاني 18 : 24، غير أن موقع تقديم أهم الأضاحي في جبعون لم يفقد أهميته، وقبل بناء المعبد كان سليمان يقدم الأضاحي هناك أيضاً. ببناء الهيكل زادت أهمية القدس الدينية. وقد تحولت إلى مركزٍ مهم لا منازع له من الناحية الدينية أيضاً: أصبحت رمزاً لمملكة الرب المقبلة. وازداد التكامل مع العناصر الثقافية - الدينية للشعوب المجاورة في ذلك العصر، وقد صهرت طقوس المعبد في ذاتها الكثير من الرموز والأفكار الدينية. وحدد تقبل العناصر الأجنبية مدى قوة المعارضة لتسرب العناصر الثقافية الدينية الأجنبية في اسرائيل. غير أن الأفكار الخارجية لم تدخل إلى التقاليد الدينية لشعب اسرائيل من دون تغيير، بل دوماً بالصيغة التي تناسب المحيط النصي الجديد الاسرائيلي، بذلك تصبح هي أيضاً جزءاً عضوياً من هذا المحيط النصي. وعندما تظهر في رؤيا الأنبياء الصورة التي تشع عدلاً وسلاماً لمملكة الرب المقبلة، فإنها غالباً ما تقترن بكلمات تمجيد القدس والمعبد: "ويكون في آخر الأيام أن جبل بيت الرب يكون ثابتاً في رأس الجبال ويرتفع فوق التلال وتجري اليه شعوب. وتسير امم كثيرة ويقولون هلم نصعد إلى جبل الرب وإلى بيت يعقوب فيُعلّمنا من طرقه ونسلك في سبيله" ميخا 2 - 1 : 4. البلاد منذ انقسامها إلى قسمين وحتى السبي البابلي بحدود 924 ق.م. أضعفت حملة الفرعون شيشونك شيشق بعد انشطار البلاد إلى مملكتين شمالية وجنوبية كلتا المملكتين: "وفي السنة الخامسة للملك رحُبعام صعد شِيشَق ملك مصر إلى أورُشليم وأخذ خزائن بيت الرب وخزائن بيت الملك وأخذ كل شيء وأخذ جميع أتراس الذهب التي عملها سليمان" الملوك الأول 26 - 25 : 14. من المحتمل أن يكون هذا النص مقتبساً من التقرير الرسمي الذي يبحث في مصير كنوز المعبد. في هذا النص ذكرت القدس لوحدها مما يعطي انطباعاً بأن شيشق دخلها شخصياً. غير أن جدول المدن التي احتلها شيشونك لا يأتي على ذكر القدس. ويجب أن نفترض، والحالة هذه، أن شيشونك باقترابه من القدس طالب ملكها بتقديم الجزية، أو أن رحبعام بادر بتقديمها بنفسه ليضمن عدم دخول المصريين مدينته. بحدود 840 ق.م. نهب الفلستينيون والعرب مدينة القدس، ثم بعد أن نهب يوآس ملك اسرائيل خزائن المعبد والقصر الملكي، قام بتدمير جزء من سور المدينة الذي رممه لاحقاً عُزّيا 740 - 791 ق.م.. واستمر البناء والترميم في عهد حزقيا الذي ترأس التحالف المضاد لملوك آشور. وعندما انطلق سنحاريب سين - أخي - أريبا 716 - 687 ق.م بحملته التأديبية، عزز حزقيا تحصينات المدينة: "وحزقيا هذا سد مخرج مياه جيحون الأعلى وأجراها تحت الأرض إلى الجهة الغربية من مدينة داوود" الملوك الثاني 30: 32 وبذلك حل تزويد المدينة بالمياه وحرم في الوقت نفسه المهاجمين من الحصول على الماء. كثيراً ما كانت القدس والمعبد مسرحاً لعبادة الأصنام بشكل مكشوف وخشن. وخلال حكم الملك يوشيَّا 609 - 640 ق.م. جرى تنظيف المدينة وعادت موقعاً طاهراً لعبادة الرب. وبتجديد المعبد ابتدأت عملية إصلاح ديني ازدهرت القدس على أثرها. وقتل يوشيَّا في معركة مَجِدّو التي خاضها ضد الفرعون نَخْو الملوك الثاني 23: 23 ومنذ ذلك الحين أخذت القدس تسير نحو الدمار الحثيث. فقد حاصر نبوخذنصر نبو - خُدّوري - أُصُّر الملك البابلي القدس مرتين بنجاح في 597 و588 ق.م. وتلى الحصارين تهجير السكان السبي البابلي. وبعد سقوط القدس في العام 587 ق.م. تردد نبوخذنصر في تقرير مصير المدينة اللاحق، ولم يعط لقائد حرسه نبوزَرَدان الأمر بنهب المدينة وتدميرها إلا بعد شهر من احتلالها. ويصور كتاب المراثي أواخر أيام القدس ودمارها بشكل مؤثر. الأهمية الدينية للقدس لدى المسيحية والاسلام للقدس دورٌ مهم في الوعود المسيحية التي اقتبسها العهد الجديد وطبقها على يسوع. وترتبط محطات حياة يسوع بالمدينة المقدسة وبالمعبد، فقد أخذ والدا يسوع الطفل إلى المعبد المقدسي "ليقدماه إلى الرب". وتحادث يسوع الطفل ذو الاثني عشر عاماً مع علماء الدين في المعبد. وعند محاولته التأثير عليه، أجلسه الشيطان على شرفة المعبد. كما أن المسيح كان يزور القدس في المناسبات الدينية خلال دعوته التي دامت ثلاث سنوات، وبها ترتبط محطات آلامه الكبرى. والقدس هي مسرح تكون أول كنيسة مسيحية ومحل أولى دعوات الرسل واستشهاد أول مسيحي. في الفكر المسيحي البدائي ما عادت القدس مدينة أرضية، بل سماوية. فأصبحت اورشليم العليا السماوية "أُم المؤمنين" رسالة غلاطيا 26: 4. وفي كتاب رؤيا يوحنا نجد وصفاً تفصيلياً لأورشليم العليا: "وأنا يوحنا رأيت المدينة المقدسة اورشليم الجديدة نازلة من السماء من عند الله مهيأة كعروس مزينة لرجلها" رؤيا يوحنا اللاهوتي 2: 21. خلال التأريخ حاولت المسيحية التفكير بالقدس والتعامل معها بطريقة أرضية، هذا كان عصر الحروب الصليبية. ويصب هيغل أفكاره الفلسفية حمماً في نقد الحروب الصليبية "لتحرير القبر المقدس" بالشكل التالي: "احتل المسيحيون بيت المقدس، لكنهم في روحيتهم جلبوا شيئاً معاكساً لما انطلقوا في البحث عنه... لم يجد العالم المسيحي في القبر ما يمكن اعتباره الحقيقة النهائية بالنسبة له. في هذا القبر عثرت المسيحية مرة أُخرى على الجواب الذي حصل عليه الحوارى، عندما بحثوا عن جسد المعلم : لماذا تطلبن الحي بين الأموات. ليس هو ههنا لكنه قام" لوقا 6و5: 24. لم تكن القدس ضمن المحيط الجغرافي لرؤية الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، لكن الأهمية الدينية والروحية لها لم تغرب عن باله. وكانت إحدى تعليماته المهمة التوجه نحو القدس في الصلوات واعتبارها القبلة، فالمسلمون أدوا صلواتهم متوجهين صوب القدس أول الأمر. الحدث الثاني المهم هو الإسراء والمعراج ورحلة النبي محمد الليلية إلى القدس. نقرأ في الآية الاولى من سورة الاسراء "سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير". وحسب التفسير التقليدي للقرآن فإن تعبير المسجد الأقصى في رحلة النبي الليلية يعود إلى القدس ذاتها. وهناك آراء أُخرى تقول ان القرآن لا يقصد القدس الأرضية بل القدس "السماوية". لكن ذلك لا يغير شيئاً من حقيقة كون القدس هي واحدة من الأقداس الثلاثة لدى المسلمين. ترجمة ثائر صال