تبنت الحكومة المصرية خططاً تطويرية جديدة ترمي الى تنشيط حركة نقل الركاب والسياح، وذلك خلال تسيير خطوط ملاحية جديدة بين مصر والدول العربية، وكان خط نويبع - العقبة البحري نجح في اجتذاب عدد كبير من الركاب يناهز مليون راكب سنوياً، كذلك خط سفاجا - ضباء الذي نجح أيضاً في اجتذاب نحو 500 ألف مسافر سنوياً. الخطط المصرية الجديدة تسعى الى اجتذاب مزيد من المسافرين على الخطوط الحالية العاملة بين الموانئ المصرية والأردنية والسعودية، وتشمل هذه الخطط افتتاح أكبر صالة وصول بحرية في ميناء سفاجا تستوعب الف راكب في الساعة، تناهز كلفتها 1.2 مليون جنيه مصري.. ويقول مدير ميناء سفاجا السيد سراج عمارة: تشييد هذه الصالة يأتي في إطار الخطة الرئيسية التي تنتهجها الهيئة العامة لموانئ البحر الاحمر لمواجهة الزيادة المطردة في أعداد الركاب والتي بلغت هذا العام 550 راكباً للعبارة الواحدة. وقال إن تشغيل الخط الجديد سفاجا - ضباء ساعد على زيادة عدد الركاب، وكان عددهم في العام 93/1994 ناهز 90 ألف راكب، وبعد تشغيل الخط الجديد زاد عدد الركاب فناهز العام 94/1995- 191 ألف راكب، وفي العام 95/1996 ناهز 358 ألف راكب، وفي العام 96/1997 ناهز 338 ألف راكب، وفي العام 97/1998 بلغ 484 ألف راكب. وأشار إلى أن خطة تطوير الميناء تتضمن أيضاً في الفترة المقبلة إنشاء السنترال المحلي والدولي، ومحطات الباصات لنقل الركاب من الصالة لجميع المحافظات. وأوضح انه تم أيضاً إعداد مساحات لانتظار سيارات النقل الثقيل على مساحة سبعة آلاف متر مربع. وتستغرق الرحلة بين سفاجا وضباء بالعبارة نحو 180 دقيقة فقط، وتعمل أيام الاحد والاربعاء والخميس من خلال إحدى الشركات الملاحية المصرية، التي تسير أيضاً رحلات منتظمة بين ميناءي الغردقة وشرم الشيخ وتستغرق نحو 90 دقيقة أيام السبت والاثنين والثلثاء. وفي ميناء نويبع الذي يعمل في خط ملاحي منتظم بين نويبع والعقبة في رحلة لا تستغرق سوى 50 دقيقة على العبارة السريعة، وافقت الهيئة العامة لموانئ البحر الأحمر على طلب شركة "الجسر العربي للملاحة" التي تشغل الخط لإقامة مركز لخدمة الركاب والمركبات في ميناء نويبع لتوفير الراحة وتخفيف المعاناة التي يتعرض لها الركاب قبل خروجهم من الميناء. وتم إعداد الرسوم وكراسة الشروط، وسيتم طرحها في مناقصة بين الشركات خلال 20 شهراً. ويشمل المشروع إقامة ثماني مظلات معدنية للركاب على مساحة 225 متراً مربعاً لكل مظلة، بالاضافة الى خمس مظلات اخرى للمركبات. كما يجري حالياً العمل في غرف مراقبة البوابات والطرق الداخلية في الميناء. وتعمل مصر على تنشيط حركة السياحة في المنطقة عن طريق منح الخط امتيازات عدة، مثل تخفيض الأجور المفروضة على المسافرين، واختصار الوقت الذي يتحمله المسافر عبر الخط بنسبة 50 في المئة، وتخفيض أجور شحن البضائع بنسبة 40 في المئة من جملة النقل، ومنح تخفيضات على أجور النقل على العبارات والباصات السياحية للرحلات الشبابية والأندية الرياضية والمؤسسات التعليمية في كل من مصر والاردن، كذلك السماح للسيارات الخاصة الأردنية - المصرية بدخول البلدين بدفتر مرور خاص صادر عن الجمارك في البلدين. وأيضاً السماح للسيارات الخاصة غير العربية والشاحنات بالمرور واستعمال دفتر مرور صادر من أندية السيارات الدولية. كما يتم إنجاز معاملات واجراءات الجوازات فوق ظهر العبارات كسباً للوقت، وترمي مصر من هذه الاجراءات الى تنشيط حركة السياحة بين البلدان العربية، وفتح آفاق جديدة للسياحة العربية والخليجية والأجنبية عبر هذا الخط. وفي ميناء شرم الشيخ، تم إنشاء رصيف جديد للركاب. ويقول رئيس الهيئة العامة لموانئ البحر الاحمر اللواء محمد محسن المصري: إن طول الرصيف الجديد يبلغ 565 متراً وعلى عمق يراوح بين ثمانية إلى 10 أمتار. واضاف إنه تم الانتهاء أيضاً من انشاء مارينا لليخوت والسفن السياحية مزودة بكل الخدمات، وتتسع ل500 يخت سياحي، كما تم دعم المارينا بوحدة اطفاء مجهزة بمعدات حديثة لتأمين السفن واليخوت من الأخطار، وإقامة محلات لبيع الانتيكات السياحية والتذكارية في داخل الميناء. وتنشط في مصر أيضاً حركة الخطوط البحرية السياحية المنتظمة من خلال ميناء بورسعيد الذي استقبل في العام الماضي 1998 نحو 354 باخرة سياحية، حملت 682،196 سائحاً. وتقول مديرة فرع هيئة تنشيط السياحة في بورسعيد أميمة والي: إن شهر تشرين الاول اكتوبر الماضي، كان أكثر شهور السنة استقبالاً لسياح البواخر في ميناء بورسعيد، إذ استقبل نحو 51 باخرة سياحية حملت نحو 460،25 سائحاً. كما تشهد قناة السويس عبور عدد كبير من سفن الركاب بلغ عدد سفن الركاب التي عبرت قناة السويس خلال الأشهر الأولى من السنة الجارية نحو 84 سفينة. وعن دور خطوط العبارات السريعة العاملة بين مصر والدول العربية في تنشيط حركة السياحة لا سيما في منطقتي البحر الاحمر وجنوب سيناء، يقول مدير فرع تنشيط السياحة في الغردقة السيد عمر سليمان: إن تشغيل هذه الخطوط سيساعد على تنشيط حركة السياحة العربية، ولا سيما الخليجية القادمة الى هذه المنطقة، ويساعد على ذلك اختصار زمن الرحلة بالعبارات السريعة، ما يشجع السائح العربي الى القدوم الى هذه المناطق والاستمتاع بالسياحة فيها، لما تحويه من إمكانات هائلة، سواء من ناحية السياحة الشاطئية أو الغوص وأعماق البحار الفريدة من نوعها. ويضيف: أن وصول السائح الى هذه المنطقة عبر العبارة يعزز من عوامل إقامته فيها، لا سيما اذا كان في زيارة الى منطقة أخرى في مصر، فإنه يفضل لدى عودته وقبل أن يستقل العبارة قضاء أيام عدة للسياحة والاستجمام.
