لندن - "الحياة"، رويترز - استمرت اسعار خام القياس "برنت" في مستواها العالي وفي الاتجاه الى سقف مرتفع وحققت افضل ادائها منذ كانون الثاني يناير 1997 عندما تجاوزت حاجز 23 دولاراً للبرميل. وساعد في تحسن اسعار الخام التزام اعضاء منظمة "اوبك" الخفوضات الانتاجية بنسب عالية بلغت في آب اغسطس الماضي حدود 92 في المئة كما اعلنت وكالة الطاقة الدولية امس. وذكرت الوكالة ان معدل التزام عشرة من أعضاء "أوبك" الخفوضات الانتاجية المتفق عليها ارتفع الى 92 في المئة في آب الماضي من 89 في المئة في تموز يوليو. واشارت الوكالة، التي تتخذ من باريس مقراً لها في تقريرها الشهري عن اسواق النفط ان امدادات "أوبك" من الخام انخفضت بواقع 140 ألف برميل شهرياً في آب لتصل الى 26.04 مليون برميل يومياً. وعدلت الوكالة معدل الالتزام في تموز الماضي انخفاضاً من 91 الى 89 في المئة لان أحدث البيانات تظهر ارتفاع امدادات "أوبك" الى الاسواق في تموز بنحو 75 ألف برميل يومياً عن التقرير السابق. وذكرت ان انخفاض المعروض من نفط "أوبك" في آب يرجع الى حد كبير الى تراجع المعروض السعودي عن مستوياته المرتفعة في حزيران يونيو وتموز. وانخفض الانتاج السعودي بنحو 150 ألف برميل يومياً في آب الى 7.3 مليون برميل يومياً بما في ذلك انتاج 150 ألف برميل يومياً من حقل لحساب البحرين لكن باستثناء نصيب السعودية من انتاج المنطقة المحايدة. وقدرت وكالة الطاقة ان المعروض من النفط الايراني في الاسواق الدولية زاد 110 الاف برميل في اليوم على مستواه في الشهر السابق. وانخفض الانتاج النيجيري حسب تقديرات الوكالة بواقع 45 ألف برميل في اليوم نتيجة اضطرابات محلية. وظل انتاج العراق، الذي لا يشارك في خطة الخفوضات، عالياً حيث بلغ 2.73 مليون برميل يومياً في آب بانخفاض متواضع قدره 25 ألف برميل يومياً عنه في تموز. المخزون ولاحظت الوكالة ان مخزونات النفط في الدول الصناعية الكبرى ظلت مرتفعة في تموز الماضي وبدأ السحب المتوقع من المخزونات في الربع الثالث بداية بطيئة للغاية فيما يبدو. وأوضح أعضاء في "أوبك" انهم يريدون خفض المخزونات الى مستوياتها العادية التي كانت عليها عامي 1996 و1997 قبل النظر في رفع قيود الانتاج. وذكرت الوكالة ان المخزونات التجارية في نهاية تموز في الدول الصناعية الاعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية انخفضت 70 ألف برميل يومياً فقط الى 2.681 بليون برميل أي انها لا تزال أعلى بمقدار 93 مليون برميل عنها في نهاية تموز 1997. وأدت توقعات السوق بانخفاض المخزونات في الفترة الباقية من السنة الى ارتفاع أسعار النفط الخام لتتجاوز 23 دولاراً للبرميل للمرة الاولى منذ أوائل 1997. وتم استنزاف المخزونات في الدول النامية، غير الاعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، في الربع الثاني لكن على حساب زيادة جزئية في مخزونات الدول الاعضاء في المنظمة. وأوضحت الوكالة ان تقديراتها للعرض والطلب في النصف الثاني من السنة الجارية لا تزال تشير الى انخفاض كبير في المخزون الدولي. ومع افتراض عدم ارتفاع انتاج منظمة "أوبك" تتوقع الوكالة سحب 1.62 مليون برميل يومياً من المخزون في الربع الثالث من السنة وسحب 2.75 مليون برميل في اليوم في الربع الاخير. أسعار الخام وكانت اسعار الخام ارتفعت الى 23.05 دولار للبرميل مساء الخميس لكنها تراجعت الى 22.91 فور بدء التداول في بورصة النفط الدولية في لندن صباح امس. وجاء الارتفاع الاخير في الاسعار بعد اعلان بيانات لمعهد البترول الاميركي أظهرت انخفاض مخزونات النفط الاميركية بنحو ستة ملايين برميل تقريباً الاسبوع الماضي. يماني مع زيادة الانتاج في هيوستون قال احمد زكي يماني وزير النفط السعودي السابق ان أعضاء منظمة "اوبك" يجب ان يتفقوا خلال اجتماعهم الشهر الجاري على زيادة انتاجهم من الخام في آذار مارس المقبل. وقال يماني في مؤتمر نفطي في هيوستون مساء الخميس: "أعتقد انه ينبغي على أوبك ان تعلن في اجتماعها المقبل في فيينا انها ستزيد الانتاج اعتباراً من آذار ما سيكون لذلك أثر في تهدئة اشتعال سوق النفط مطلع موسم الشتاء".