القاهرة - رويترز - مقهى الحرية عمره نصف قرن وأحد أشهر المقاهي في القاهرة. غالبية زبائنه من الرجال الذين يجلسون في المقهى لساعات يدخنون ويحتسون القهوة ويثرثرون بينما يحوم حولهم باعة يعرضون بضاعاتهم من فاكهة وصحف وأنواع من الطعام وغيره. ولم يحلم أحد بجلوس النساء في المقاهي وهو أمر يثير ضيق المحافظين على التقاليد. يقول زكي رمضان متقاعد يبلغ من العمر 81 عاماً وهو يحتسي قدحاً من القهوة ويقرأ الصحيفة في مقهى الحرية "أصدم كل يوم عندما أرى طلبة الجامعة خاصة الفتيات وهن يدخن النارجيلة من دون اكتراث بمظهرهن". لكن النادل سعيد الذي يهرع الى الزبائن عندما يصفقون بأيديهم لاستدعائه يقول انه يعي أهمية هذا التغيير. ويضيف سعيد وهو من الصعيد ويبلغ من العمر 55 عاماً "كنت أعمل في مقهى آخر ولكنه أغلق الآن. خطأ صاحب المقهى أنه لم يستمع الينا عندما أخبرناه ان المقهى بحاجة الى بعض التغييرات مثل شراء مقاعد مريحة". وظهرت مقاهي محدودة في مصر في القرن السادس عشر وكانت تقدم فيها القهوة فقط ثم تكاثرت بعد ذلك واتسع نطاق المشروبات التي تقدمها. وأصبحت المقاهي ضمن الطقوس الاجتماعية خلال شهر رمضان حيث يتجمع الزبائن بعد الإفطار ويمكثون بها حتى صلاة الفجر يدخنون ويتناولون مختلف المشروبات. وكان زبائن المقاهي من المتقاعدين الذين كانوا يجتمعون فيها بعد الظهر للعب الطاولة والدومينو وتبادل المزاح والتحدث عن مشاكلهم العائلية. لكن رمضان يقول ان كثيراً من الشبان الآن أصبحوا من رواد المقاهي اذ لديهم وقت ضائع، مضيفاً "يمضي هؤلاء الوقت من دون القيام بأي شيء له قيمة". ويتفق محمد طالب الفيزياء في الجامعة الاميركية في القاهرة البالغ من العمر 21 عاماً مع رمضان المتقاعد على انه يجب ألا تدخن النساء النارجيلة في المقاهي، ويضيف: "منظر النساء وهن يدخن النارجيلة لا يثير استيائي أنا فقط وانما كل فرد في المجتمع". اما السمسار ايهاب فيقول ضاحكاً ان النساء اعتدن تدخين النارجيلة في المنزل "وإذا كن يردن تدخينها فمن الأفضل ان يكون ذلك علانية".