نجا وزير الصناعة في الإدارة الكردية في اربيل الدكتور ادريس هادي من تسمم بمادة "الثاليوم" بعد أن نجحت السلطات الكردية في الاقليم في نقله على وجه السرعة إلى العاصمة التركية أنقرة ومعالجته بالمضادات اللازمة. أكد ذلك ل"الحياة" مصدر كردي مسؤول في الحزب الديموقراطي الكردستاني، وأضاف ان الوزير أمضى اسبوعاً تحت العناية الفائقة قبل تحسن حالته الصحية. ومعروف ان هذا النوع من السم جربته الحكومة العراقية على نطاق واسع ضد معارضيها خلال العقود الماضية. وقال المصدر الكردي: "إن الدكتور هادي فقد شعر رأسه واصيب باعياء شديد وعجز عن الكلام نتيجة التسمم، ولكنه استعاد بعض عافيته في المراحل التالية للعلاج، قبل أن تمر المرحلة الحرجة". ويذكر ان الدكتور ادريس هادي، أحد مؤسسي "منظمة حقوق الإنسان" في كردستان العراق عام 1991 ورئيس سابق لقسم الهندسة الكهربائية في جامعة صلاح الدين العراقية. وكان قد تعرض قبله فوج من القيادات الكردية للتسمم بالمادة نفسها، منهم الدكتور محمود عثمان السكرتير السابق للحزب الديموقراطي الكردستاني والذي أسس لاحقاً الحزب الاشتراكي الكردستاني، وعدنان المفتي وهو عضو في قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني حالياً، والصحافي والكاتب الكردي سامي شورش. وقد سقتهم زوجة كردية نهاية الثمانينات السم في أقداح الشاي مقابل أن يطلق النطام العراقي سراح زوجها المعتقل. ولكنهم نجوا من الموت بعد نقلهم على وجه السرعة إلى فرنسا بمساعدة إيرانية. ولكن عشرات آخرين ذهبوا ضحية هذه الطريقة في معاقبة الخصوم السياسيين بينهم بعثيون سابقون تركوا السياسة وشخصيات مستقلة. وتشعر قيادة الحزب الديموقراطي الكردستاني بالحرج البالغ، إذ تسعى بقوة إلى الابتعاد عن أي استفزاز للنظام في بغداد في الظروف الحالية، وهو موقف دفعها إلى التزام الصمت منذ وقوع حادث التسميم. ويضاف هذا العمل إلى جملة من النشاطات الأخرى المماثلة في المناطق التي تقع تحت سيطرة الحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني، منها إلقاء قنابل في محيط أربيل وفي شقلاوة وتوزيع بيانات تؤيد الرئيس صدام حسين، ولكن المؤسسات المختصة في الحزب الديموقراطي نجحت في استيعاب تلك النشاطات وارسلت إلى بغداد رسائل واضحة بضرورة وقفها.