لي معه حوار طويل كلفتني به "الثقافة الجديدة" يوم كنت اعمل بها في عام 1976، حول ذكرى تأسيس الحزب الشيوعي العراقي، فقد صادف هذا العام الذكرى الأربعون لتأسيسه. وفي جلسة طويلة على شاطئ دجلة قال "هؤلاء - ويقصد البعثيين - لا يؤتمنون". الحوار لم ينشر لأن الحزب يومها كان في تحالف مع البعثيين. وفي عمان عندما كنا مغتربين معاً، ذكرني بالحوار، وذكرته بالنتائج. وفي العراق، في موطن الحداثة، وتجديدها، كان البياتي شاهداً على تحولات الثقافة، فعندما يقترب من منصب ثقافي، يقترب معه كثيرون، وعندما يبتعد يبتعد كثيرون ايضاً، ولأنه شاعر رهن حياته للقصيدة، لم يقبل المساومة على حداثتها. ونبقى مع البياتي نتطلع الى نيسابور، المدينة النور، الآتية من اعماق البحر، تضيء الطريق لمريديها، وتغلقه لمن لا يفهم سرها. نبقى مشرئبي الاعناق الى تلك النجمة التي ستنير سماء العراق، معلنة عن نيسابور جديدة. كاتب عراقي مقيم في هولندا. شاعر مصري.