كوروليف روسيا - أ ف ب - حطت المركبة سويوز بهدوء صباح أمس في صحراء كازخستان معيدة الى الارض الطاقم الروسي - الفرنسي الذي قام بالمهمة الاخيرة على المحطة الفضائية الروسية "مير"، لتؤكد روسيا من جديد مهاراتها التقنية في الوقت الذي تتخلى فيه عن آخر معاقلها في الفضاء بسبب النقص في الامكانات. واعلنت اللوحة المضيئة الكبيرة في مركز مراقبة الرحلات الفضائية في كوروليف قرب موسكو التي كان يتابع منها التقنيون والرسميون الروس والفريق الفرنسي العامل في المركز الفرنسي للفضاء منذ أكثر من ثلاث ساعات سير العمليات، ان "الهبوط تم". وحطت المركبة "سويوز تي ام 29" التي انفصلت عن المحطة "مير" عند الساعة 17،1 17،21 تغ من أول من امس الجمعة لتعيد الى الارض رائد الفضاء الفرنسي جان بيار هينيريه والروسيين فيكتور افاناسييف وسيرغي افدييف، قبل دقيقتين من الموعد المحدد. وهبطت المركبة في الموقع الجغرافي المحدد لها على بعد سبعين كيلومترا شمال اركاليك كازخستان حيث كان في انتظارها فنيون واطباء وعالمة الفضاء الفرنسية كلودي اندريه ديهيز صديقة جان بيار هينيريه. وقال والد هينيريه الذي كان يراقب هبوط المركبة انه "حدث سار دائماً". وبعد هبوط المركبة، عبر رئيس المركز الفرنسي آلان بنسوسان في مؤتمر صحافي عن "اعجابه بكفاءة ومهارة الروس التقنية"، وهو رأي أكده خبراء فنيون فرنسيون آخرون في المكان. واضاف بنسوسان انه "متأثر جداً" لان "مغامرة رائعة تنتهي اليوم". وكان قائد الفريق في المحطة فيكتور افاناسييف عبر عن المشاعر نفسها عند وداعه "مير" قبيل انفصال "سويوز" عنها. وقال: "اننا نغادر اليوم قطعة من روسيا" واضاف: "نترك ما بنيناه في الفضاء ولا نعرف حتى الان ما يمكننا بناؤه هناك". وبعد هذه الكلمات، اظهرت الصور التي كانت تبث مباشرة على شاشة عملاقة في مركز كوروليف المحطة المدارية التي جمعت بين 1986 و1996 وتقوم بدورة حول الارض كل تسعين دقيقة. يذكر ان المحطة الفضائية الروسية التي يبلغ عمرها 13 عاما، تعرضت العام الماضي لمشاكل متكررة وتركت في الفضاء لتعمل بنظام تحليق آلي حتى آذار مارس 2000. وفي هذا الموعد، سيرسل فريق اخير "لتصفية الاعمال" واعداد المحطة لاخراجها من المدار وتدميرها فوق المحيط الهادئ، اذا لم تجد روسيا اموالا لاستئناف استثمار المحطة حتى ذلك الحين.