قبل الرئيس الايراني سيد محمد خاتمي دعوة رسمية من المستشار الالماني غيرهارد شرودر لزيارة المانيا. وأكد خاتمي امس ان العلاقات بين البلدين "دخلت مرحلة جديدة آفاقها تبشر بكل تعاون". وتزامن تأكيد خاتمي قبوله الدعوة مع إفراج القضاء الايراني عن رجل الاعمال الالماني هيلموت هوفر بكفالة أمس. وقال المتحدث باسم الهيئة القضائية ناصري سوادكوهي ان هوفر أطلق بكفالة قدرها 500 مليون ريال 166 ألف دولار. وُعلم ان السفارة الالمانية في طهران تولت دفع قيمة الكفالة مساء أول من أمس السبت بعد قرار المحكمة المختصة في طهران الافراج عن رجل الاعمال الالماني بكفالة الخميس الماضي. واعتبرت الخطوة اشارة ايرانية ايجابية الى المانيا من شأنها ان تساهم في تحسين العلاقات. واعتقل هوفر 57 عاماً في العام 1997، وواجه حكماً قضائياً بالإعدام بتهمة اقامة علاقة جنسية غير مشروعة مع امرأة ايرانية مسلمة تبلغ من العمر 27 عاماً. لكن المحكمة العليا أبطلت الحكم ويُفترض ان تنظر في القضية محكمة اختصاص ثانية في وقت لاحق، علماً بأن هوفر قال انه اعتنق الاسلام وأكد استعداده للزواج من السيدة الايرانية. وتسببت القضية في تصعيد التوتر بين طهران وبون الذي فجرته "قضية ميكونوس" قبل عامين، مما كان له آثار سلبية على وتيرة تطور العلاقات بين الجانبين. وقالت صحف صادرة امس الاحد ان وزير المستشارية الالمانية بودو هومباش "جاء الى طهران ليعود منها بصحبة هوفر"، ويعتبر هومباش أكبر مسؤول الماني يزور طهران منذ الأزمة التي أثارها سنة 1997 توجيه القضاء الالماني اصبع الاتهام الى النظام الايراني في قضية اغتيال معارضين سياسيين في المانيا في ما عرف بپ"قضية ميكونوس". وأدى التوتر بين ايرانوالمانيا الى تراجع في حجم التبادل التجاري بين البلدين، بعد ان كانت المانيا الشريك التجاري الأوروبي الأول لايران، لكن ايطاليا حلت مكانها. وبلغ حجم التبادل التجاري بين روماوطهران 1.8 بليون دولار في العام الماضي. الى ذلك، استقبل خاتمي هومباش امس، وتسلم منه رسالة دعوة رسمية من شرودر لزيارة بون. وقبل خاتمي الدعوة وقال انها ستتم "في الوقت المناسب". وأكد انه "واثق من ان العلاقات بين الجمهورية الاسلامية والمانيا دخلت في مرحلة جديدة". ولم يخف تفاؤله ب "الآفاق المبشرة للتعاون بين البلدين على الصعد كافة وخصوصاً في المجال الاقتصادي". وتتوقع مصادر سياسية مقربة من الحكومة ان تتم زيارة خاتمي الى بون هذا العام، ولم تستبعد ان تسبق زيارته الى فرنسا التي كانت مقررة اليوم، لكنها علقت بسبب اشكالات بروتوكولية في الظاهر. وقالت هذه المصادر انه اذا تمت الزيارة الى بون قبل باريس "فستكون إشارة سلبية الى فرنسا".