يتبارى الأطباء والعلماء في اكتشاف الجديد والمثير لحماية صحة الانسان، ولا تخلو الجرائد والمجلات من تحذيرات من أمراض متنوعة يمكن ان تصيب الانسان من دون ان يعلم بوجودها. وكذلك تنهمر علينا الاختراعات الطبية واكتشافات الأدوية الجديدة التي تسعى الى انقاذ حياة آلاف البشر. فمجال الطب ما هو الا ساحة ضخمة سريعة التطور. آخر اكتشاف طبي علمي كان من نصيب المصابين بأمراض القلب. فقد أعلن المهندس الطبي الاسترالي جون وود وارد 43 سنة انه توصل اخيراً الى اختراع اصغر قلب اصطناعي في العالم. هذا القلب مصنوع من مادة التيتانيوم، حجمه اصغر من كف اليد، يبلغ عرضه 5.08 سم وعمقه 1.27 سم. مزود ببطارية تعلق خارج الجسم لشحنه كما يشحن الهاتف النقال. وعلى رغم صغر حجمه، فهو قادر على ابقاء مريض القلب صاحب الحالة المتدهورة على قيد الحياة! ويؤكد الاطباء ان هذا القلب الصغير سيكون مناسباً لجميع الأشخاص من مختلف الأعمار، بما في ذلك الأطفال الرضع. فهو يعمل عن طريق ضخ الدم داخل الجسم بمساعدة مروحة داخلية عائمة بالغة الصغر. وطالما ان المروحة لا تمس أي جزء من القلب الاصطناعي فإنه لن يتوقف أبداً. ويقول الأطباء ان هذا القلب الجديد يعطي املاً لكثير من مرضى القلب الذين يموتون وهم في انتظار المتبرع المناسب. ويتوقع ان ينقذ آلاف الناس من الموت لا لأنه يحل محل القلب الطبيعي فقط بل يمكن استعماله كمساعد للقلب الضعيف المجهد. ويذكر وود وارد: "القلب الاصطناعي سيمكن مريض القلب من العيش بطريقة طبيعية طالما انه لم ينس ان يشحن البطارية". وفكرة القلب الاصطناعي ليست جديدة، فلقد تم اختراع قلبين قبل هذا ولكن كان حجمهما الكبير غير مناسب لعدد كبير من المرضى، ما اضطر الأطباء الى وضع اي واحد منهما في منطقة البطن. هذا اضافة الى حالات الوفاة المتعددة وتجلطات الدم بسبب التركيبات المعدنية المتحركة الموجودة في القلبين الكبيرين والتي لا توجد في القلب الجديد ذي المعدن الذي لا يؤثر في الجسم. ويتوقع العلماء ان يحقق هذا القلب ارباحاً كبيرة قد تصل الى 6 ملايين جنيه استرليني، ولكن وود وارد يؤكد ان هدفه ليس المادة، ويقول: "ان خدمة الناس ومساعدتهم اكثر شيء يسعدني. انني اشعر بالحماس الشديد عندما أرى احد هذه الاجهزة مزروعاً بداخل انسان، وأعلم اني انقذت حياته".