اتسع في تركيا امس نطاق الاتهامات الموجهة الى السلطات بالتغاضي عن تجاوزات متعهدي البناء، ما زاد حجم المأساة الناجمة عن انهيار بنايات عدة بفعل الزلزال الذي ضرب غرب البلاد اول من امس وشمل اسطنبول وبلدات مجاورة. وواصلت حصيلة الضحايا ارتفاعها لتناهز ال 7003 قتيل و71 الف جريح، علماً بأن أحداً لا يملك بعد احصاء محدداً لعدد المفقودين الذين لا يزالون تحت الانقاض. وقدر رئيس بلدية غولجوك اسماعيل باريس عدد المدفونين في بلدته وحدها بحوالى عشرة آلاف شخص، فيما اعترفت السلطات بأن قوة الزلزال بلغت 7.4 درجة على مقياس ريختر. كما ان السلطات لم تتمكن بعد من وضع تقديرات لحجم الاضرار الاقتصادية كون المنطقة التي تركز فيها الزلزال تضم عدداً من الصناعات الضخمة خصوصاً البتروكيماوية اضافة الى مصافٍ لتكرير النفط، ظل العمل جارياً امس لإخماد حريق في احداها. وانصبت جهود في عواصم عربية عدة، امس، على محاولة الاطمئنان الى مصير مئات من العائلات، خصوصاً الخليجية التي اختارت قضاء عطلة الصيف في اسطنبول، في ظل عطل شبه كامل في شبكة الهاتف التركية. وعلمت "الحياة" ان العمل جار لإصلاح اعطال ناجمة عن الضغط على شبكة الهاتف في اسطنبول، فيما عادت الهواتف النقالة الى العمل بصورة شبه طبيعية. وأعيد تزويد اجزاء من اسطنبول بالطاقة الكهربائية. وتصدرت العناوين الرئيسية للصحف التركية انتقادات لاذعة للسلطات لفشلها في مكافحة تجاوزات المقاولين في ما يتعلق بالشروط القانونية للبناء، فضلاً عن عجزها في اتخاذ احتياطات كفيلة بالتعاطي بسرعة لازمة مع الكارثة، في هذه المنطقة المعرضة للزلازل. ووصفت الصحف متعهدي البناء ب"القتلة"، مشيرة الى ان بعض البنايات قاوم الزلزال، فيما انهارت اخرى كعلب كرتون نظراً الى افتقادها الأسس القوية بسبب جشع المقاولين. ورجّحت اوساط كثيرة في اسطنبول ان ترتفع حصيلة الضحايا الى ما لا يقل عن عشرة آلاف قتيل، نظراً الى البطء في عملية انتشال الموجودين تحت الانقاض. ونجح فريق الانقاذ الفرنسي امس في انتشال فتاة في العاشرة حية، كما انتشل رجلان على قيد الحياة في منطقة يالوة السياحية المطلة على خليج ازميت، وعملت فرق سويسرية واسرائيلية وفرنسية في ازميت اضافة الى الفرنسية في يالوة والالمانية والبلغارية في ساكاليا وفرقة روسية في غولجوك. واعلن وزير الصحة التركي عثمان دورموس ان حصيلة الضحايا تجاوزت ثلاثة آلاف قتيل، من دون ان يذكر عدد الجرحى ولا التفاصيل المتعلقة بالمناطق. وأشار وزير الاسكان والاشغال العامة كوراي ايدين الى ان المنطقة المنكوبة تضم 45 في المئة من سكان تركيا. واستعدت السعودية لإرسال طائرتين محملتين بالخيام والبسط والتمور والادوية الى تركيا.