هذه القصيدة نظمها شاب سعودي في التاسعة عشرة من عمره اسمه ناصر مهدي سنان العشاري ويلقب نفسه ب"ابو الطيب"، تأييداً منه للدكتور غازي القصيبي ودعماً له في انتخابات المديرية العامة لليونيسكو. ونظراً لما في القصيدة من جزالة ملحوظة وتماسك بناء لايجيده معظم الشعراء وارتكانها الى النفس الشعري للمتنبي، ولما في الموضوع من طرافة ثقافية، ننشر القصيدة، التي تشير، فضلاً عن موضوعها، الى ارتباط الجيل العربي الجديد بالشعر الكلاسيكي والتراث. إلىَّ بقرطاس به المجدُ يُبتلى فما عُدْتُ يِا "هيفاءُ" أهوى سوىِ العُلا هو الخُلدُ لافوحٌ لجيِد أشمه ذريني ولثمَ الخد أو شهقة الطُّلى ذريني وتقبيل اللمى "لمسةَ الظمَا" فما عاد يكفينيِ مِن العشق ما خلا ذريني ورشِفَ الريقِ من ثغر كاعبٍ فكُلُ رُضابٍ إن همى الفخرُ للبلى ذرى لهفة الأنفاسِ في حَرِّ ضمة وجنيي جنى النهدين فالقلبُ قد سلا ذرى كل ما يغري فؤادي فإنه يهيم بعلياء لما دونها قلى فُتنت بأعطاف المعالي لضمها فأقطعُ جرّاها إلى خدرها الفَلا أنا الشاعر الموعود عانقت رفعةَ وأورثت نفسي في السماوات منزلا أنا شاعر الدنيا الذي ليس غَيرُهُ أنا السحر والإعجاز يا أيها الملا من المهد أرسلت القوافي كتائباً وفي المهد أرهقتُ المعاني تأمُّلا تكاهلت طفلاً ثم لمَّا تعجَّبوا تركتُ من الحسُّاد شعباً مُجَنْدَلا لقد شبَّ في صدري من العزم عاصف ٌ وما شاب في صدري سوى العَجْزِ فانجلى قطعت بشعري عمر "نوحٍ" ولم أزلْ أُراوحُ عُمرَ الحُلْم في غفوةِ الخَلا كأني ببرق لاهث خلفَ أضلُعي يقول رويداً لا أطيَقُ التحمُّلا أرى موكب التأريخ يسعى بحشده وقد قاد شعري من سراياه جَحْفَلا أرى مثل أفواج المطايا تحمَّلتْ إلى "لندن" الحسناءِ نَظْماً مَُرتَّلا إلى حيثُ يثوي من طوى الكْونَ صيتُهُ بعثتُ ولاءً من فؤادي مُفصَّلا إلى الفاتح المحمود في كل موضع تركت مقامي عند غارٍ تَبَتُّلا شرعت بتقويضٍ لتطنيب موئل وما كنتُ قبل اليوم أبغي تحولا فأعددت رَحْلِي والقوافى تحُفُّني وما كدت أنوي القرب حتى تعجلا لقد جئت في وفد من الجن بعد ما علمت بأن الإنس تسري تَرَسُّلا فما قلت "بسم الله" حتى "حَمِدتُهُ" فقد كنت في صرح "القصيبي"، "مُهلِّلا" إذا لم تغنّ عند "غازي" قصائدي فلا كان لي ما لي كما كان لي ولا فيا كل ذي سمع لتأذنْ مَلاحِماً بها اخترت "غازي" في ذُرى الفخر أوَّلا سأُلقي "عصا موسى" تُدَوِّي بفضله وتلقف إفكاً من ذوي الحقد مُعْضِلا سأنفخ في "صُوْرٍ" من الخلد باسمه فيلبث في سمع البرايا مُجَلجلا وأنفخ أخرى ترجُفُ الأرضُ عندها لتحشُرَ في كل الميادين محفلا سأُبلغُ من فاتوا ومن فات قبلهم ومن هم على الدنيا جميعاً ومن تلا سأَ ضربُ في عرض الليالي بذكره وأدفعُ عن "غازي القُصيبي" تَطَفُّلا سأصنع تاجاً من ثنائي مُخلَّداً وأُرسل في صُحْفِي مع الدّهر جدولا كأني وقد يممتُ "غازي" بأحرفي أرى كُلَّ قول غير مَا قلت أجفلا فأبحرت في بحر "طويلٍ" تيمناً بطول "القصيبي" هِمَّةً كُلمَّا اعتلى سمعت بترشيحٍ "لغازي" فهزَّني وما منصب إلا ويُومي لَهّ "بلى" فقَبَّلتُ حرف الغين فالمدَّ بعده فَزاياً فَيَاءً ثم عانقتُ مُجْمَلا غياثاً واداً زخرفاً ياسماً معاً وناياً وآياً صفوةً رونقاً جلا هنيئاً "ليونسكو" إذا استأثرتْ به ويجدر لو تُبْدي إليه التوسلا وقد كان أحرى بالذي تحت ضِبْنِهِ يطاول طوداً أن يولي مُهرولا إذا مُثَلّتَْ بالسيف في وقعها العصا فنقصٌ بحق السيف ممن تمثلا فمن مثل "غازي" إن تجلى لرتبة ترى كل ذي زهو فَريصاً تزلزلا إذا أنكرتْهُ اليوم بالكفر ألسنٌ فقد أنكرتْ صبحاً به الصبح أشكلا رفعت "أذاناً" أيها الناسُ فانصَتُوا ألا مِنْ لبيبٍ للمعاني تَأولا؟ ألا فتشوا الماضي ستلقوا مآثراً تناجي "القصيبي": بعدك الأمر قد "غلا" ألا وابحثوا في كل قلب أحَبَّهُ ستلقوا حنيناً في وريدٍ تعطَّلا ألا واسألوا من أسَّسَ الخيَر سعيُه ُ تروا جهد "غازي" شاديَ الصوت بُلبُلا ونادوا بحور الشعر مَنْ غاص عُمْقَها تقول الذي أهدى اللآلي تَسلْسُلا أسروا إلى الأخلاق من خط رسمها لتحيا، فأعياها بوجهٍ تهلِّلا ومَنْ بث في الآفاق حِلْماً وحكْمة ومَنْ أتعب الأنداءَ فيها تَنَقُّلا ومَنْ أضحك الدنيا على حال أهلها فلاقت عزاءً فيه عمَّا تَبَدّلا ومَنْ أكثر الأمجادَ حتى تزاحمتْ فما أمكنتْ فيها القوافي توغُّلا ومَنْ أرعب التاريخ لما ثوى به فَنَاءَ به مِنْ سائر الخلق مُثْقلا ومَنْ أدَّب الآدابَ حتى تأدبت ْ ومن أهَّل التأهيل حتى تأهَّلا ومَنْ علَّم الأعلامَ رأياً وفِطنةً ومن عقَّل المعقول حتى تعقَّلا ومَنْ حيَّر الألباَب في كل مشهد فذلك "غازي" بالمعالي تسربلا هو الصدق والإخلاص واللطف والندى هو العزم والإقدام للبذل أسبلا تفاني عطاءً يُطْعمُ الناسَ شَهْدَهُ ويلعق من سيل الوشايات حنظلا "سفير بني الإسلام" في كل موقع جزى الله "غازي" كل خير وأجزلا تضيء له في كل حال شواهدٌ فتعتاده الأبصارُ وِرداً ومنهلا فكم قادَ مِنْ فتح لنفع يرومه وكم مِنْ مُهِمَّات بها قد تكفلا وكم شادَ للإحسان دوراً. ويبتدي إذا قيل قد وفَّى وأشفى وأكملا سيؤنسُ "يونسكو" إذا "صوَّتتْ" له وإلا فإن الأُنْسَ عنها تأجَّلا ولو كان في وسعي لقائي بشخصه "لَصَوَّتُّ" بالأحشاء والقلب والكُلى ولو شئتُ تبجيلاً "لغازي" وجدته بغير مديح أو بمدح مُبَجَّلا فما أنقص الواشون من جُلَّ فضله وما زاد أهلُ العدل "غازي" تَفََضُّلا إذا كلَّلَ النظمُ اُلمقَفَّى جبينه وجدتُ نظامي "بالقصيبي" تكلَّلا فيحمدٌه شعري وشعري بحمده يسافر محموداً به حيث أُرْسِلا ألا أبلغوا "غازي القصيبي" بأنَّه "أبو الطيب" الشبل "العشاري" أقبلا وأقسُم أني ما تكلفتُ وصفه ولا قلتُ في "غازي القصيبي" تقولا ومَنْ كان في ضيقٍ لمِا قلتُ فليمتْ بغيظ ويعْنُو "للقصيبي" مُقْبِّلا فوالله ما استنفرتُ "سبعين سُورةً" إذا لم يكن "غازي" يفوق التّخَيُّلا وسبحان ربي قابل التوب إنني سألتُ إلهي منه عفواً معجلا السعودية - ناصر مهدي سنان العشاري "ابو الطيب العُشاري"