ليتلتون كولورادو - أ ب - وقف حراس مسلحون امام مداخل مدرسة كولومباين الثانوية في مدينة ليتلتون ولاية كولورادو وجال آخرون في ممراتها، فيما شكل الاهالي واصدقاؤهم سلسلة بشرية حالت دون التلامذة والصحافيين الفضوليين الذين توافدوا أمس الاثنين لتسجيل وقائع العودة الى مقاعد الدراسة. وكانت كولومباين شهدت في العشرين من نيسان ابريل الماضي مجزرة نفذها تلميذان في ال 17 وال 18 من عمرهما، فتحا النار على رفاقهما داخل قاعة المكتبة قبل ان يقدما على الانتحار. واسفر الحادث عن مقتل 12 تلميذا واحدى المعلمات واصابة 23 آخرين بجروح. كما احدث صدمة لدى الرأي العام وعزز مطالب الداعين الى حظر بيع السلاح والتخفيف من العنف في الافلام التي تنتجها هوليوود. وتصدر الحادث سلسلة من اعمال العنف التي وقعت في الولاياتالمتحدة هذا العام، ما حدا ببعض اعضاء الكونغرس الى المطالبة بتقييم شامل لكيفية التصدي لثقافة العنف التي بدأت تسود في اوساط الشباب الاميركي. وشكلت عودة تلامذة كولومباين الى مقاعدهم الدراسية امس، اختبارا لمدى قدرتهم على تجاوز الصدمة. وافتتح مدير المدرسة فرانك دي انجيليس العمل فيها بمراسم خاصة تم خلالها رفع العلم الاميركي الذي ظل منكسا في حداد منذ وقوع المجزرة. ولاحظ التلامذة تغييرات بسيطة داخل المدرسة وخصوصا في قاعة المكتبة التي اعيد طلاؤها في محاولة لمحو الحادث من ذاكرة الطلاب. كما جرى استحداث قاعة يلجأ اليها الطلاب الذين يحسون بضيق ليجدوا فيها اخصاء نفسيين يساعدونهم في تجاوز ازمتهم. وكان من بين العائدين كثير من الذين اصيبوا في اطلاق النار او شهدوا الحادث . كذلك كان من بين الذين اصطفوا في الخارج اهالي التلامذة الذين قتلوا في الحادث. وشددت ادارة المدرسة على ان الاجراءات الامنية مؤقتة. كون الأهالي والمعلمين والطلاب لا يرغبون في تحويلها الى قلعة محصنة بحراسة مسلحة. ونقل عن احدى الطالبات قولها: "كل ما نريده هو عودة الامور الى طبيعتها وكما اعتدناها". وفي هذا السبيل، تم التخلي عن فكرة اخضاع الراغبين في الدخول الى تفتيش دقيق واجبارهم على المرور عبر بوابة الكترونية ترصد السلاح.