محج قلعة - أ ف ب - اجبرت المعارك العنيفة الدائرة في داغستان بين المسلحين الاسلاميين والقوات الروسية والداغستانية آلاف الاشخاص على النزوح من منطقة بطليخ الجبلية جنوب غربي داغستان باتجاه العاصمة محج قلعة او بحر قزوين. وكانت حركة النزوح هذه لا تزال متواصلة امس. وقالت جلنار راسوييفا 40 عاماً، التي هربت من منطقة تشاتردا مع اولادها الاربعة، ان "الطائرات تقصف قريتي". واضافت باكية "لم يعد هناك شىء، لكن زوجي بقي لمحاربة الاسلاميين"، مشيرة الى انها لم تتمكن من أخذ أي من اغراضها الشخصية لانه "كان علينا الفرار". واشار مكتب الهجرة في داغستان الى ان ثمانية آلاف شخص على الاقل هربوا من منطقة المعارك على الحدود بين الشيشان وداغستان وانتقلوا الى محج قلعة بشكل خاص او الى كاسبييسك على بحر قزوين. لكن العدد الحقيقي قد يكون اكبر، اذ لا تستبعد السلطات في داغستان ان يكون عدد كبير من السكان فروا من قراهم الى مناطق قريبة حتى تتسنى لهم العودة بسرعة. وكانت المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة قدّرت الجمعة الماضي، قبل بدء الهجوم الروسي على المسلحين الاسلاميين، عدد اللاجئين بنحو ستة الاف مدني معظمهم من النساء والاطفال. وقال رحمودي غايسوموف العامل في مكتب اللاجئين في محج قلعة "نحن نسيطر على الوضع في الوقت الحاضر"، مضيفاً انه "لدينا ما يكفي من الاماكن لاستقبال اللاجئين واطعامهم". ويجري استقبال اللاجئين في دور العجزة والمراكز السياحية والمدارس، ويحصلون لدى وصولهم على فرش والقليل من الخبز. لكن احتلال مقاتلين اسلاميين قادمين من الشيشان لقرى في داغستان لم يشكل مفاجأة للسكان. فقد اشار لاجئون الى ان الاسلاميين حضّروا لهجومهم مطولاً وأتوا مراراً الى القرى للتحدث الى الشباب بشكل خاص في محاولة لاقناعهم بالمشاركة في العمليات العسكرية. وقال شانخان زاميروف 52 عاماً "لقد أتوا عند الصباح وقالوا لنا انهم لا يريدون ايذاءنا، بل ان غايتهم هي طرد الجنود الروس وتحرير شعب داغستان من الاحتلال الروسي". واضاف ان السكان المحليين، وهم في غالبيتهم من المسلمين، رفضوا التعاون مع الاسلاميين ولو ان بعض "الداغستانيين يؤيدونهم". وكان المكتب الصحافي التابع للمقاتلين الاسلاميين في العاصمة الشيشانية غروزني اشار الى ان نحو 250 شخصاً من داغستان التحقوا بصفوف الاسلاميين ووصلوا الى مناطق النزاع في الايام الاخيرة. واضاف زاميروف، الذي هرب من بطليخ لابعاد الخطر عن افراد عائلته، "في البداية لم نكن نرغب في الرحيل وكنا نأمل ان ينتهي الامر بسلام". وقال "لكنني لم أعد املك ما اخسره وسأعود لمقاتلة المجرمين حتى يرحل آخر عنصر منهم عن ارضنا".