عندما ارتفعت اسهم الممثل محمد هنيدي العام الماضي من خلال نجاح فيلمه "صعيدي في الجامعة الاميركية"، وحقق إيرادات تجاوزت 25 مليون جنيه، تفاءل كثيرون بصعود جيل جديد من الكوميديين. لكن معظم الذين تفاءلوا العام الماضي اصابتهم الصدمة مرتين مساء أول من امس عقب عرض فيلم هنيدي الجديد "همام في امستردام" الذي أخرجه سعيد حامد وكتبه مدحت العدل، وكان في مقدم الحضور وزير الثقافة السيد فاروق حسني وحشد من الصحافيين والنقاد والفنانين. وتدور أحداث الشريط الذي يعرض في 52 دار سينمائية حول قصة شاب عاطل يدعى "همام" يسعى للزواج، لكن ظروفه المادية تقف عائقاً أمام حلمه، فيقرر السفر الى خاله المقيم في هولندا، وبعد معاناة يصل الىه فيرفض مساعدته، ويقرر الشاب الاعتماد على نفسه ويعمل في مهن عدة الى أن يصبح من اصحاب المطاعم والمحلات الكبيرة. وأثناء عمله يفاجأ أن رئيسه في العمل يهودي إسرائيلي يسعى للتقرب والتعاون معه لكن الشاب المصري يرفض ذلك الى أن "يحدث السلام الحقيقي"، ما يدفع الإسرائيلي الى الوقوف في طريق النجاحات التي يحققها همام، وعندما يسعى لشراء أحد المحلات الشهيرة يجد الإسرائيلي منافساً له في المزاد، وبعد تدخل خاله واصدقائه بأموالهم ينجح الشاب المصري في امتلاك أكبر المحلات والمطاعم. محمد هنيدي استطاع أن يُضحك البعض وأحدث صدمتين كبيرتين للذين يراهنون على نجاحه الدائم. الصدمة الأولى تكمن في أن الكوميديا الموجودة في الفيلم ليست ناتجة من الموقف أو الأداء، وإنما "افيهات" و"نكات" وكأن المشاهد يجلس في مقهى شباب يطلق النكات حتى على نفسه. أما الصدمة الثانية فتكمن في اقحام فيلم "همام في امستردام" نفسه وبافتعال وضعف و"تهريج" في قضية التطبيع وكراهية إسرائيل بلا هدف سوى اللعب على مشاعر الجمهور الصادق الكاره لكل ما هو إسرائيلي اسماً وسلعاً واموالاً، لكي ينال تصفيق الجمهور مع كل كلمة ضد العدو الإسرائيلي. وهي الفكرة نفسها التي قدمها هنيدي في فيلم "صعيدي في الجامعة الاميركية" العام الماضي عندما قام بحرق العلم الإسرائيلي بسذاجة ومن دون قصد، ويكررها في فيلمه الجديد. وهذه المرة يبدو هنيدي في اختبار حقيقي: إما ان يصعد ب"همام" أو يسقط في "امستردام".