بدأ الكاريكارست السوري علي فرزات أخيراً تجربة جديدة قد تكون الأولى من نوعها في عالمنا العربي، تنهض الفكرة على نقل الكاريكاتير من مجال الصورة الثابتة التي تُنشر مطبوعة في الصحيفة اليومية، إلى مجال الصورة البصرية المتحركة التي تُبث تلفزيونياً. وعليه، فمن الممكن قريباً أن يشاهد عشرات الملايين من المتلقين كاريكاتير علي فرزات الساخر في بيوتهم عبر الشاشة الفضية الصغيرة متحركاً. يقول فرزات: هذه التجربة التي اطلقنا عليها تسمية "كاريكاتون" تجمع بين فن الكاريكاتير وأفلام الكرتون الرسوم المتحركة، لكنها ليست هذا ولا ذاك، إذ تختلف في فكرتها وتركيبها وبنية عناصرها وأسلوب معالجتها عن فن الرسوم المتحركة، وعن فن الكاريكاتير العادي المتعارف عليه، لكنها في الوقت نفسه تأخذ من كلا الفنين وتدمج بينهما لتخرج بمزيج ثالث جديد ومتفرد له بنيته وعناصره الخاصة. من الرسوم المتحركة، يأخذ هذا اللون التقنية وطريقة بناء السيناريو، ومن الكاريكاتير يأخذ طريقة رسم الشخصيات والخطوط والمفارقة الساخرة التي يحملها فن الكاريكاتير، ولعل اللون الذي ادخلته أخيراً على تجربتي في رسم الكاريكاتير وخروجي عن إطار الأسود والأبيض قد ساعد في نجاح تحقيق هذه التجربة. بعد أن شاهدنا في مكتب الفنان فرزات نماذج من أعماله هذه على "الفيديو"، قلت له معلقاً: يشبه هذا الشغل إلى حد بعيد فن القصة القصيرة جداً، التي تقوم على فكرة مكثفة، فيها لمعة ما، أو "تطش" قوي ومؤثر. قال فرزات: تماماً. وأضاف: لعل اسلوبي في الرسم الذي يعتمد على توصيل الفكرة عبر الصورة البصرية التي كانت ثابتة في الكاريكاتير من دون استخدام الكلام كتعليق، ربما ساعد كثيراً في تنفيذ هذه الفكرة وتحويلها إلى صورة متحركة وملونة، وقد تعاونت على انجاز هذه التجربة مع فنان الرسوم المتحركة السوري موفق قات الذي يمتلك خبرة جيدة في هذا المجال، وشكلنا مع مجموعة من الفنيين السوريين فريق عمل، وقد انجزنا حتى الآن مجموعة أعمال باتت جاهزة للعرض، إلا أننا لن نطلقها في المحطات الفضائية العربية قبل أن تتكامل التجربة وتترسخ ملامحها تماماً.