حققت المعارضة الكويتية نصراً كبيراً في الانتخابات البرلمانية وسط إقبال كبير من الناخبين. وضاعف الليبيراليون عدد مقاعدهم في مجلس الأمة، في حين احتفظ الاسلاميون بمواقعهم بصعوبة كبيرة. الحكومة الكويتية والمرشحون القريبون منها كانوا الخاسر الأكبر في الانتخابات النيابية أول من أمس، التي جاءت عقب حل البرلمان بمرسوم اميري وقعه الشيخ جابر الأحمد الصباح في 4 أيار مايو الماضي، وبعد شكوى من الحكومة لعدم تمكنها من التعاون مع النواب. وجاءت النتائج لتظهر ان الجمهور الكويتي انتصر للمعارضة وقدم أكثر مجالس الأمة قوة منذ العمل بالدستور عام 1963. وبلغت نسبة الإقبال على الاقتراع 82 في المئة من الناخبين البالغ عددهم 113 ألفاً. وبلغت نسبة التغيير في مقاعد المجلس 52 في المئة. وبين الفائزين الجدد 15 نائباً يدخلون المجلس للمرة الأولى و11 من مجالس سابقة في حين احتفظ 24 نائباً بمقاعدهم. وقدمت النتائج منذ بدء اعلانها العاشرة والنصف ليل السبت صورة لمصلحة الليبيراليين، حين توالت أنباء الدوائر الداخلية الأقل عدداً من حيث الناخبين بنجاح مرشحين مثل عبدالله النيباري ومحمد الصقر وأحمد الربعي، في حين بدا الأمر سيئاً للاسلاميين بخسارة رموز مثل اسماعيل الشطي وخالد السلطان وفهد الخنة. لكن نتائج المناطق الخارجية بعد منتصف الليل أعادت اليهم انفاسهم حين نجح مبارك الدويلة بالمركز الأول واخترق محمد البصيري دائرة "الجهراء" على حساب الحكوميين، وتأهلت وجوه جديدة مثل مبارك صنيدح وعبدالله العرادة. ومن المنتصرين في ليلة السبت الساخنة الشيعة الذين رفعوا رقمهم في المجلس من خمسة الى ستة منهم ثلاثة من "التحالف الاسلامي"، التنظيم الأبرز للشيعة الحركيين هم عدنان عبدالصمد وعبدالمحسن جمال وحسن جوهر، وهناك النائب المعمم حسين القلاف الذي عاد منتصراً في دائرة جديدة هي الرميثية، وكسب تجمع "الشيرازية" الاسلامي الشيعي أول نائب له في البرلمان هو صالح عاشور. أما الخاسرون فهم نواب الخدمات مثل جاسر الجاسر وعلي الخلف وهادي الحويلة وبدر الجيعان وسعود القفيدي وحسين الدوسري ومنيزل العنزي، مما يؤكد زحف المعارضة على المناطق الخارجية وقوة تأثير الناخبين الشباب في صناديق الاقتراع. وأعادت الانتخابات الاعتبار الى النواب المستقلين فعاد كل من مشاري العنجري وصالح الفضالة وعبدالله الرومي وأحمد الشريعان بعد خسارتهم عام 1996. وهنا نتائج الدوائر الانتخابية: الدائرة الأولى الشرق: نجح الشيعة في احتكار مقعدي الدائرة بعدما كانت قبيلة العوازم السنية تحرز أحدهما، وحقق عدنان عبدالصمد وهو رمز للحركيين الشيعة عودة مجيدة، وفاز بالمركز الأول 695 صوتاً وحصل صالح عاشور من مجموعة "الشيرازية" على المركز الثاني 616 صوتاً، أما مرشح العوازم الوزير السابق خالد الجميعان فتراجع الى المركز الخامس. الدائرة الثانية الضاحية: لا مفاجآت هنا غير ان عبدالوهاب الهارون ليبرالي مستقل احتل المركز الأول 941 صوتاً، وتراجع رمز المنبر الديموقراطي عبدالله النيباري الى المركز الثاني 829 صوتاً وكان مرشح الحركة الدستورية الاسلامية بعيداً عن المنافسة 589. الدائرة الثالثة الشامية: حقق رئيس تحرير صحيفة "القبس" سابقاً محمد جاسم الصقر اختراقاً للدائرة وكسب المركز الأول 807 أصوات واحتفظ جاسم الخرافي بالمقعد الثاني 794 وخسر مرشح السلفيين خالد السلطان للمرة الثالثة. الدائرة الرابعة الدعية: كما كان متوقعاً، عاد كل من عبدالمحسن جمال من الاسلاميين الشيعة 923 صوتاً والمستقل عبدالله الرومي 827، وكلاهما نائب سابق. الدائرة الخامسة القادسية: احتفظ السلفي أحمد باقر بالمركز الأول 1017 صوتاً وفاز عبدالعزيز المطوع مستقل بالمركز الثاني بصعوبة 604 بفارق صوتين فقط عن الشيعي المستقل علاء الدين السليمي. الدائرة السادسة الفيحاء: عاد الليبيرالي المستقل مشاري العنجري مظفراً 1457 صوتاً وكذلك زميله مشاري العصيمي 1018. اما الاسلاميان فهد الخنة ومحمد المقاطع فتراجعا بفارق 200 صوت. الدائرة السابعة كيفان: بايعت هذه الدائرة الاسلاميين، وحل وليد الطبطبائي من تجمع الحركة السلفية في المركز الأول 759 صوتاً، وحل السلفي التقليدي أحمد الدعيج ثانياً 549، وكان الثالث سلفياً ايضاً هو عادل الصرعاوي والخامس وليد الوهيب من الاخوان المسلمين. الدائرة الثامنة مشرف: احتفظ الاسلامي الشيعي حسن جوهر بالمركز الأول 1572 صوتاً، ونجح الليبيرالي القبلي عبدالمحسن المدعج في كسب المركز الثاني 1263 على رغم انه قادم جديد الى الدائرة، وشكل تراجع اسماعيل الشطي الى المركز الخامس ضربة قوية للحركة الدستورية الاسلامية، وكانت منافسة السلفيين للحركة عن طريق علام الكندري السبب في خسارة الطرفين. الدائرة التاسعة الروضة: انتصار كبير للمرشح القريب من المنبر الديموقراطي فيصل الشايع بحصوله على المركز الأول 1123 صوتاً في حين احتفظ رمز الحركة الدستورية الاسلامية ناصر الصانع بمقعده 1071، وخسر نائب الخدمات المخضرم جاسر الجاسر المنافسة. الدائرة العاشرة العديلية: لا مفاجآت، فقد عاد صالح الفضالة المستقل الى مركزه الأول 1388 صوتاً ونجح سامي المنيس من المنبر الديموقراطي 1163 وخسرت الحركة الدستورية الاسلامية بسقوط مرشحها جاسم القمر. الدائرة الحادية عشرة الخالدية: حل السعدون في المركز الأول للمرة الخامسة 1440 صوتاً، وأتت مغامرة الليبيرالي المستقل أحمد الربعي ثمارها وخطف المقعد الثاني 937. اما سليمان المنصور الذي يدعمه الاسلاميون فعانى من اشاعات وشبهات في صفقة عقار افقدته حماسة الناخبين وجاء ثالثاً 882. الدائرة الثانية عشرة السالمية: لا مفاجآت، وحل الاسلامي المستقل مخلد العازمي في المركز الأول 1728 صوتاً والنائب السابق سالم الحماد ثانياً 1645. الدائرة الثالثة عشرة الرميثية: النائب المعمم حسين القلاف من الاسلاميين الشيعة قطف المركز الأول 1798 صوتاً، وفاجأ الشيعي المستقل صلاح خورشيد التوقعات وحل ثانياً 1776، أما مرشح الحركة الدستورية الاسلامية غير المحظوظ جمال الكندري فخسر بفارق 41 صوتاً وجاء ثالثاً. الدائرة الرابعة عشرة الرميثية: نواب الخدمات يتبادلون المقاعد: وليد العصيمي حصد المركز الأول 938 صوتاً بدلاً من شقيقه عبدالسلام العصيمي، وحمود الجبري ثانياً 881 بدلاً من بدر الجيعان. الدائرة الخامسة عشرة الفروانية: وجهان جديدان من قبيلة الرشايدة هما مبارك الهيفي 1927 صوتاً وعيد هندال 1752. الدائرة السادسة عشرة العمرية: على رغم الضغوط، فاز رمز الحركة الدستورية الاسلامية مبارك الدويلة بالمركز الأول 2584 صوتاً وتراجع نائب الخدمات مبارك الخرينج الى المركز الثاني 2401. الدائرة السابعة عشرة جليب الشيوخ: عودة ظافرة للمعارض المستقل مسلم البراك 2860 صوتاً، وحصد نائب المجلس البلدي السابق حسين مزيد المقعد الثاني 2125. الدائرة الثامنة عشرة الصليبيخات: احتفظ نائب الخدمات المخضرم خلف العنبري بصدارة الدائرة 1665 صوتاً ونافسه نائب الحركة الدستورية الاسلامية عبدالله العرادة 1572 الذي دخل المجلس للمرة الأولى. الدائرة التاسعة عشرة الجهراء الجديدة: محمد الخليفة استعاد لقبيلة شمر مقعدها البرلماني المفقود منذ 1976 واحرز المركز الأول 1154 صوتاً، فيما عاد المعارض المخضرم احمد الشريعان 1028. ولوحظ ان السلفي الشاب عواد برد العنزي حل ثالثاً متقدماً على النائبين السابقين مفرج المطيري ومنيزل العنزي. الدائرة العشرون الجهراء: حققت الحركة الدستورية الاسلامية انتصاراً بفوز محمد البصيري بالمركز الأول 2493 صوتاً في حين تراجع نائب الخدمات طلال العبار الى المركز الثاني 2364. الدائرة الحادية والعشرون الأحمدي: احتفظ الاسلامي المستقل وليد الجري بمقعده الأول 4099 صوتاً، وفاز بصعوبة نائب الخدمات سعدون حماد 3659 بفارق 3 أصوات فقط عن الاسلامي المستقل خالد العدوة. الدائرة الثانية والعشرون الرقة: عاد النائب السابق سعد طامي مستقل بنجاح كبير 1137 صوتاً، وكسبت الحركة الدستورية نائباً جديداً هو مبارك صنيدح 1097 وخسر نائب الخدمات هادي الحويلة 1052. الدائرة الثالثة والعشرون الصباحية: فوز جديد لنائب مستقل وقديم هو خميس عقاب 2244 صوتاً وعودة نائب الخدمات فهد الميع الى مقعده 2191 وخسارة للحركة الدستورية الاسلامية التي فشل مرشحها محمد العليم 1883. الدائرة الرابعة والعشرون الفحيحيل: تبادل للمقاعد: المستقل راشد الحجيلان 2071 صوتاً بدلاً من المستقل الوزير السابق عبدالله الهاجري الذي لم يترشح، ونائب الخدمات فهد الهاجري 1976 بدلاً من نائب الخدمات حسين الدوسري الذي جاء ثالثاً 1793. الدائرة الخامسة والعشرون: الحركة الدستورية الاسلامية خسرت مرة أخرى اذ تراجع جمعان العازمي الى المركز الرابع، وحل مشعان العازمي في المركز الأول 473 صوتاً واحتفظ المستقل مرزوق الحبيني بمقعده 467.