خلال الغزو العراقي لدولة الكويت وقفت منظمة التحرير وبعض الفلسطينيين المقيمين فيها مع الغزو العراقي، وكان "أبو عمار" يؤيد صدام حسين مردداً عبارته الشهيرة "ياجبل ما يهزك ريح"، وهو يعلم أن الجبل كان ورقة ضد عاصفة، فطارت ورقة "أبو عمار" أمام عاصفة الصحراء ووصلت إلى أوسلو، ودفع الشعب الفلسطيني أعظم ثمن لأعظم غلطة ارتكبها "الختيار" في حياته. بعد نهاية الأزمة انقلبت الكويت 180 درجة ضد الفلسطينيين وضيقت على المقيمين منهم على اراضيها حتى أجبرت معظمهم على الرحيل ووضعتهم ضمن ملف دول الضد رغم انه ليست لهم دولة. مع مرور الأيام بدأت الكويت تطوي هذا الملف وتصالحت مع هذه الدول جميعا، لكن ورقة الفلسطينيين أبقت هذا الملف مفتوحاً حتى الآن، واستمرت الصحف الكويتية تتعامل مع القضية الفلسطينية والفلسطينيين بطريقة لا تتناسب مع كون الكويت الرحم الذي ولدت فيه منظمة التحرير وصاحبة الفضل العظيم على المقاومة الفلسطينية وقائدها "أبو عمار". هذه العلاقة غير السوية التي خلفها الغزو البغيض ليست خسارة للفلسطينيين بقدر ما هي خسارة للكويت، لأن استمرارها على هذا النحو يعني ان الكويت تنازلت عن كل انجازاتها ومواقفها الوطنية مع النضال الفلسطيني ورهنت علاقتها بشعب عربي وقفت معه في احلك الاوقات بسبب موقف قيادته السياسية، رغم انها صفحت عن الانظمة السياسية الاخرى وبدون مقابل يذكر. الكويت باستمرارها في تهميش علاقتها بالفلسطينيين تشبه "رضاح العبس" الذي طلب منه أن يطحن كيساً من العبس نوى التمر فطحن الكيس وحين بقيت حبة واحدة تكاسل وترك العمل، لأنها وقفت مع الفلسطينيين زهاء نصف قرن بالدعم السياسي والمادي، ثم تخلت عنه بعد كل هذه العلاقة الطويلة الحافلة بالمواقف الكبيرة والنبيلة بسبب موقف سياسي وقفه غيرهم من العرب. ان الكويت مدعوة اليوم أن تكمل انتصارها على آثار الغزو بالعودة الى الوقوف مع الفلسطينيين الذين تعلموا كتابة شعاراتهم الثورية على جدران الجهراء والأحمدي.