من يحضر حفلة من حفلات فرقة ال"ليدو" الفرنسية، التي تقدمها على مسرح، كازينو لبنان لا يشعر كيف تتداخل الاشياء بعضها ببعض في جو يشبه السحر ويخطف الابصار. ولا يدرك تماماً بماذا افتتن خلال العرض الذي يستمر نحو ساعتين، اذ كلما مرّ مشهد ظنه الافضل او اكثر ابهاراً ليأتي مشهد آخر فيعدل عن رأيه ليعتبر الثاني الاكثر ابهاراً وهكذا الى ان تمضي المشاهد الكثيرة من دون ملل. الجميلات الممشوقات اللواتي احتللن المسرح وارجاءه كاملة، نجحن في توظيف اجسادهن رقصاً واداء. ولم يدعن شكلاً من اشكال الازياء، القديمة والحديثة، الا ارتدينه. وكانت الملابس حيناً "شتوية" واحياناً "صيفية" او اكثر على رغم احتشامهن، ربما مراعاة للعادات الشرقية. الانارة أهم تقنية معتمدة في العرض، فهي تشغل معظم الديكور ببهرجة الالوان والاضواء. واحياناً ترقص الاضواء، مع الراقصين والراقصات، على انغام الموسيقى والايقاعات التي جعلت ارجاء الصالة صالة السفراء والطاولات ترتج لصخبها. العرض لم يكن رقصاً فقط، بل تضمن غناء حياً وتهريجاً وسحراً واداء يشبه الالعاب البهلوانية. وكلها تتداخل بعضها ببعض من دون ان يشعر المشاهد كيف تتبدل الالبسة مع تبدل الفقرات التي لا يفصل بينها سوى ومضات الضوء او الظلمة العابرة في سرعة، لتحل محلها اشكال متعددة من الانارة وراح بعضها يرسم خيوطاً في فضاء المسرح حتى اذا تدلّى حبل من السقف لم يره احد. وعلى تبدل الضوء يخرج من المسرح راقصون وراقصات ويبقى اثنان. فتتسلق الفتاة الحبل بمهارة وتؤدي العاباً معلقة بالحبل الذي راح يفتله راقص ويلويه يمنة ويساراً احياناً لتأخذ الراقصة اشكالاً، في تعلقها، تبعاً لحركته وادائه. اما الرقص، وهو اساس عمل الفرقة، فكان متنوعاً متعدداً ولكل رقصة ازياء وايقاع وموسيقى. لكن الشيء الوحيد المشترك بين الرقصات كلها انها مصممة في شكل يشغل كل انحاء المكان في اداء موحد يشارك الراقصون في معظمه.