تضع البروفيسورة سوزان غرينفيلد دماغ انسان في راحة يد الشخص الذي تتحدث اليه عن الدماغ وتجعله يتلمس سطحه الناعم المجعد ولونه الشبيه بالقشدة. وتلفت انتباه الشخص الى الشكل الغريب للدماغ وحجمه الصغير بما يكفي لملء راحة اليدين. المخ والمخيخ يزيد وزن الدماغ قليلاً عن كيلوغرام، ويبلغ في المعدل كيلوغرام و300 غرام. والدماغ مصنوع من مناطق متميزة ذات شكل محدد ونسيج يلتف أحده حول الآخر ويتشابك وفق مخطط عظيم لم يبدأ العلم في إدراك أبعاده إلاّ الآن. ويشبه قوام الدماغ البيض النيء، ويملك مخططاً أساسياً متماثلاً دائماً. ويتكون الدماغ من نصفين يطلق عليهما "الكرتين"، ممتدين على نوع من ساق سميك يُدعى جذع أو ساق الدماغ. ويستدق جذع الدماغ في الحبل الشوكي. ويوجد خلف الدماغ انبثاق يشبه الكُرنب هو "الدماغ الصغير"، أو كما يُدعى بالعربية "المُخيخ". ويقع المخيخ بالضبط خلف الدماغ الرئيسي، الذي يُدعى "المخ". ويلاحظ عند النظر الى كل من المخيخ وجذع الدماغ وسطح كرتي الدماغ أنها جميعاً تختلف في نسيج سطحها كما تختلف قليلاً في اللون الذي يراوح ما بين أطياف ألوان القشدة والوردي والبني. الدماغ النهم ومن بين جميع أعضاء الجسم، فان الدماغ أكثرها نهما في استهلاك الوقود. فهو يحرق الاوكسجين والسكر بنسبة عشرة أضعاف أي نسيج في الجسم ليس في حال عمل. ويبلغ درجة استخدام الدماغ للطاقة حداً يجعله يموت في حال حرمانه من الاوكسجين فترة خمس دقائق فحسب. وعلى رغم أن الدماغ لا يمثل سوى اثنين ونصف في المئة من الوزن العام للجسم فهو يستهلك 20 في المئة من مجموع استهلاك الجسم للوقود. ولكن ما الذي يجري لهذه الطاقة؟ إنها تساعد الدماغ على العمل. فعندما تعمل منطقة الدماغ يستخدم وقوداً أكثر. وقود الدماغ هي الكاربوهيدرات التي يتناولها الانسان في طعامه والاوكسجين الذي يستنشقه من الجو. وعندما تتفاعل الكاربوهيدرات مع الاوكسجين تطلق ثاني اوكسيد الكربون وماء وحرارة. والجسم لا يطلق مباشرة جميع الطاقة المنتجة عن الغذاء في احتراق داخلي بسيط، لأن عدم وجود مخزون دائم للطاقة في الجسم مضر بوظائف الدماغ والجسم.