قبل اسبوع من ختامها والتفرغ لمنافسة مسابقة كأس الاندية العربية البطلة، دخلت مجريات بطولة لبنان لكرة السلة، فجأة، نفقاً ضبابياً ليل أول من أمس ينذر بعواقب وخيمة تذكر بالعراقيل والأيام السوداء التي كانت تشهدها البطولة في المواسم السابقة، والتي عصفت رياحها في موسم 1996 بالاتحاد، وجاءت بلجنة ادارية برئاسة انطوان شارتييه أحدثت نقلة نوعية كبيرة، ها هي تتعكر بدورها. وفي التفاصيل ان المباراة الخامسة الفاصلة بين الرياضي حامل اللقب والحكمة على ملعب الرياضي غزير ضمن الدور نصف النهائي لپ"الفاينال فور" والتي اجريت وسط احتياطات أمنية استثنائية شاركت فيها فرقة مكافحة الشغب في قوى الامن الداخلي. لم تكتمل فصولها... والسبب المعلن والمباشر لتوقفها اعتراض الرياضي على دخول مناصرين للحكمة أكثر من العدد المسموح به اتحادياً 150 شخصاً لكل من الطرفين... اعترض الرياضي في بداية المباراة. وتلقى وعوداً بمعالجة الموقف المستجد، وانطلقت المباراة بقيادة طاقم حكام سلوفاكي، وشهدت كراً وفراً مع استفاقة للرياضي وعودة موفقة قلصت فارق ال9 نقاط الذي سجله الحكمة الى نقطة واحدة في ختام الشوط الأول 39 - 38، وارتكب لاعب ارتكاز الحكمة السنغالي امين ندياي 4 أخطاء، وبات بالتالي مهدداً بالخروج عند أقل هفوة في الشوط الثاني. وخلال فترة الاستراحة، عاود الرياضي طلبه اخراج العدد الزائد من جمهور الحكمة. علماً ان الحكمة التزم ببيع 150 بطاقة. وسجل دخول مدعوين كثر بموافقة الاتحاد ولاعبين من اندية أخرى ومسؤولين رياضيين، حتى ان القوى الأمنية سهلت دخول بعض الحياديين... ودارت مشاورات ومداولات تخللتها اتصالات "خارجية" على أعلى المستويات لمعالجة الاشكال، استمرت نحو ساعة و10 دقائق... ووافق الرياضي على استكمال المباراة من دون جمهور، بعدما أعلن الاتحاد ان القوى المولجة بالأمر ترفض اخراج البعض عنوة طالما دخلوا. وأي معيار سيعتمد لاختيار من يجب خروجه!... في المقابل رفض الحكمة ان يستأنف المباراة على اعتبار ان الرياضي استفاد من استراحة طويلة. وهي نقطة لصالحه طالما ان صفوفه غير مكتملة وعناصره متعبة نظراً لكثافة المشاركات... وإزاء هذا المدّ والجزر أعلن رئيس الاتحاد انطوان شارتييه استقالته وغادر الملعب معللاً قراره بأنه لن يرضخ لأية ضغوط ولا يمكن اقامة أية مباراة في ظل التداخلات الكثيرة من جهات عدة. ثم أعلن أمين سر الاتحاد توقف المباراة وطلب من القوى الأمنية اخراج الجمهور. ولحق بشارتييه الى المون لاسال - عين سعادة مركز الاتحاد الموقت بعض اعضاء الاتحاد، ومسؤولون وعقدت اجتماعات حتى ساعات الصباح الأولى اسفرت عن ابلاغ الطرفين بإجراء المباراة من جديد عند الساعة السادسة والنصف من مساء أمس الاحد على ملعب المون لاسال دون جمهور. وجاء القرار وسط حملات اعلامية مضادة وتحركات سياسية، وتمسك الرياضي بمواد النظام الدولي الذي ينص على ان المباراة التي تتوقف لسبب ما وقد استكمل شوطها الأول تستأنف متى سمحت الظروف خلال الساعات الپ24 الأولى لوقت توقفها من حيث جاء هذا التوقف. وأصر الرياضي على ان إجراء المباراة من جديد يعطي افضلية كبيرة للحكمة. مع العلم ان مباريات المرحلة النهائية كانت ستجمع ابتداء من ليل اليوم الإثنين الفائز مع التضامن الذي اسقط الوردية 3/2 في الدور نصف النهائي. ومن قرارات اتحاد اللعبة الأخيرة توقيف رئيس نادي الحكمة انطوان الشويري مدة شهرين. كما أكدت مصادره ل "الحياة" ان شارتييه مدرك دور البعض في تأزيم الأمور ودفعه الى الاستقالة لكنه لن يحقق مأربهم. فاللعبة ستستمر...وأكد المصدر ان على الفريقين الحضور للمباراة وان الفريق المتخلف يعتبر خاسراً حكماً. وبعد ظهر امس وزع الرياضي بياناً يشرح حيثيات ما جرى ويعتبر بأن سبب توقف المباراة لا يتعلق به أبداً، بل هو نابع من عدم استطاعة الاتحاد تنفيذ قراراته المتخذة سابقاً. وذكّر الرياضي الاتحاد انه سبق ان قرر إعادة مباراته مع التضامن في الموسم الفائت من حيث توقفت في الدقيقة ال10 بعد "اتصالكم برئيس لجنة الحكام الدوليين ونفذ هذا القرار... لذا يستغرب الرياضي قراركم إعادة مباراته مع الحكمة من أولها لأنها مناقضة لقوانين الاتحاد الدولي...". واضاف بيان الرياضي ان النادي أبدى رغبته في اكمال المباراة مع الحكمة بعد التزام قرار الاتحاد بوقفها، و"لا يسعه هنا إلا تسجيل طلب إعادة النظر به واتخاذ القرار العادل على الجميع بأسرع ما يمك.. ويطالب باستئناف المباراة من حيث توقفت في في موعد جديد يقرره الاتحاد. ومن منطلق ان النادي الرياضي يلتزم سلفاً وبكل ايجابية بتكملة بطولة لبنان لكرة السلة وفق القوانين المطبقة على الجميع...". وبدل ان يتوجه لاعبو الرياضي الى المون لاسال امس، زاروا رئيس الوزراء رفيق الحريري في دارته وشرحوا له الوضع.