المسلسل السوري الجديد "سيرة آل الجلالي" دخل اخيراً حيز التنفيذ والانتاج بعد فترة طويلة من التحضير. وهذا المسلسل يراهن كثيرون على انه سيدخل في منافسة حامية مع الانتاجات السورية الضخمة… خصوصاً وانه سيكون العمل الوحيد تقريباً الذي تميزه خصوصية الانتاج وعصرنة "الحدوتة". فمعظم الانتاجات الدرامية السورية المرشحة للعرض في رمضان المقبل اعمال تطاول التاريخ بشكل او بآخر، من هنا يعتبر مسلسل "سيرة آل الجلالي" استثناءً من خلال تناوله لشرائح اجتماعية معاصرة بالنقد والتحليل، واصلاً الى عمق هموم الشارع السوري المعاصر. الميزة الاخرى التي يتمتع بها هذا المسلسل هو انه سيحمل توقيع المخرج هيثم حقي صاحب الاعمال المميزة التي عرضت على مدى سنوات عديدة، والمنتمي الى اكثر التيارات الفنية، مشاكسةً، ليس فقط عبر اعماله، وانما ايضاً في سجالاته النقدية التي تشغل الصحافة السورية وقتاً بعد عرض اي من اعماله. ومنذ عمله الكبير "هجرة القلوب الى القلوب" وهيثم حقي يحرص على الحضور الرمضاني في كل عام. وشكلت معظم اعماله مساهمات اساسية في خلق جو من الحوار الفني الهام والذي يُفتقد غالباً، ومن اعماله خلال السنوات الماضية "الدغري" و"خان الحرير" الجزء الاول و"الثريا" و"خان الحرير" الجزء الثاني. لكنه اذ غاب في رمضان الماضي عن خارطة الدراما السورية فانه حضر من خلال اخراجه للمسلسل اللبناني "رماد وملح". و"سيرة آل الجلالي" هو العمل الدرامي الاول الذي يكتبه خالد خليفة، والمسلسل في الاصل كان مشروعاً تبناه هيثم حقي منذ سنوات. وكان ابرز ما لفته فيه منذ قرأه مكتوباً، تناول الكتلة المجتمعية وتشريحها بواقعية لا تخلو من جرأة ومشاكسة. والعمل في نهاية الامر ليس شديد البعد عن "خان الحرير" حيث ان خالد خليفة يختار الاقتصاد او المركز الاقتصادي - مكاناً وزماناً وتكويناً - ليرسم شبكة علاقات موزعة على شخوص كثيرة كل في موقعه يدافع ويناور ويهاجم تبعاً للمصلحة الخاصة وللمفاهيم التي ينتمي اليها، وهي مفاهيم تدعي ابتعادها عن السياسي - الآني والمزمن - ولكنها تلد من عمق السياسي وتخوض فيه وتسعى لمفاهيم تكرس او تناقض او تدمر السياسي المستمد منه الاقتصادي والاجتماعي والاخلاقي، وذلك عبر سيرة آل الجلالي التي تبدأ مع رأس الأسرة امين الجلالي، الذي يقوم ببناء امبراطورية مالية كبيرة على انقاض رأسماليات وطنية وعلى جثث المعارضين. وتكبر الامبراطورية وتزداد قوة ولكنها من الداخل تظل هشة تماماً، وما ان تسنح الفرصة لشركاء الامبراطورية المقربين الذين ذبح امين الجلالي من خلالهم الآخرين حتى ينتفضوا على هذه الامبراطورية وينهشونها، ولا يملك أمين الجلالي السيطرة على هؤلاء الذين صنعهم بنفسه ومكّنهم من ادوات التدمير والإلغاء. وحين يموت الجلالي الأب وزعيم الامبراطورية المالية، فإن التركة تكون ثقيلة على ابنه رضوان الذي يحاول لملمة اشتات مجد ابيه. ولكنه في كل منعطف يفاجأ بالمتربصين فيترك السواق لمن اصبحت لهم السيادة ويترك عائلته ليمضي الى بلد ما قد يبدأ فيه من الصفر. هذا العمل ينفذ لحساب شبكة "اوربت" في اطار خطتها الانتاجية الجديدة ويصور حالياً بين حلب ودمشق، ويشارك هيثم حقي من الفنيين شركاؤه شبه الدائمين مثل عبدالقادر شربجي، لبيب رسلان، فهر الرحبي، بسام بخاري، سيف سبيعي. ويضم العمل عدداً كبيراً من فناني ونجوم سورية منهم: بسام كوسا، فراس ابراهيم، غسان مسعود، وائل رمضان، ومن الفنانين المخضرمين عمر حجو، فارس الحلو، نجاح العبدالله، ثناء دبسي، هدى الركبي… وغيرهم. وسيعرض العمل في شهر رمضان على المحطة الارضية السورية وشاشة اوربت.