يندفع الشباب إلى ممارسة رياضة الألواح الشراعية Wind Surf في لبنان، خصوصاً في فصل الصيف. رياضة نظيفة جداً كما يقول المحترفون فيها، وهي غير مكلفة، فالألواح تسري بدفع الهواء في البحر من دون وقود، إضافة إلى أنها خالية من كل التسريبات التي يمكن أن تؤدي إلى أي تلوث في البحر. ولجوء الشباب، خصوصاً الفتيات منهم، إلى الدخول مع ألواح الشراع هذه إلى داخل البحر كان دائماً بهدف الصمت وراحة الأعصاب والسكينة في ظل الأوضاع الصعبة التي يعاني المواطنون خصوصاً الشباب منهم. يكرس الشباب وقتاً للبحر، ليس فقط لاكتشاف أسراره بل لإخباره عن أسرارهم ومعاناتهم ومشاكلهم. ومع تزايد عدد الشباب، خصوصاً الفتيات، في ممارسة رياضة الألواح الشراعية، كان لا بد من لقاء بطل لبنان لسنوات عدة في الWind Surf أو الPlanche a Voile جورج الجمّال الذي بات اليوم حاضناً لعدد كبير من الجيل الجديد، يقول عنهم إنهم باتوا أبطالاً جديرين بالمشاركة في البطولات العربية وحتى العالمية. الهواء له دور كبير في هذه اللعبة، ويقول الجمّال: "نحن معلّقون فعلاً بشباك الهوا، وننتظر دائماً الهواء الغربي الذي يحرّك الأمواج بقوة". ويضيف "ان هذه الهواية لم تعد مقتصرة على الشباب فقط، فعدد الفتيات اكبر بكثير، وإضافة الى انها رياضة شاملة للجسم إلا أنها باتت موضة". "بدأت هذه اللعبة في الستينات حيث كانت تقتصر على اللوح دون الشراع، لكنها ومع الوقت أضيف إليها الشراع، فتهافت عليها الشباب حتى باتت ظاهرة كبيرة". وظاهرة الWind Surf الممتعة والمريحة تتكاثر سنة بعد سنة، خصوصاً عندما يُخبر الواحد الآخر أنها تؤدي إلى إحساس لا يشعر به سوى صاحبه. فهل يتخيّل أحد كيف يمكن أن يكون شعوره وهو يقف على "حسكة" يبلغ عرضها 50 سنتمتراً وطول شراعها متران ونصف المتر مع سرعة 70 كلم في الساعة؟ يقول زياد باسيل، أحد أبرز محترفي لعبة او رياضة الألواح الشراعية في لبنان، أنه يلجأ إليها اليوم بهدف الراحة فقط، فهو بدأ اللعب كهاوٍ قبل 15 سنة ربما للفت نظر الفتيات. ووصف لنا الحال النفسية التي كان فيها قبل النزول إلى المياه وبعده، فهو يتغيّر كلياً، خصوصاً أثناء السير بسرعة، فصوت الأمواج يريحه وصمت البحر يهدّئ أعصابه، فيصبح البحر ملجأه الوحيد. وأكثر ما دفع زياد إلى ممارسة رياضة الألواح الشراعية هو الهدوء، فلا صوت المحركات يزعجه ولا رائحة الوقود تعكّر مزاجه. وبيار حشّاش، الذي عاد لتوّه من السعودية ليقضي أجمل أيام عمره مع الألواح الشراعية، يقول "عدت من اجلها وأصبحت مدمناً عليها ولن أتخلى عنها أبداً". أما رشيد سويد، فاختار العمل الليلي من اجل ممارسة هوايته المفضلة على رغم أنها تسبّب له بعض الألم في يده اليمنى نتيجة الساعات الطويلة التي يقضيها مع الشراع. ويُجمع الشباب على أن الشراع هو الذي يجمعهم وأنهم باتوا عائلة ثانية متكاملة. وفي استفتاء أجريَ أخيراً، تبيّن أن أكثر من 400 شاب و200 فتاة يمارسون رياضة الWind Surf في لبنان الذي أحرز المرتبة الثالثة في الدورة العربية للناشئين. واللافت أن الأبطال لم يشاركوا في هذه البطولة لفسح المجال أمام الجيل الجديد. ومع اندفاع عدد كبير من الشباب يمثّلون كل الأعمار إلى ممارسة هذه الرياضة التي تبدأ كهواية... لا بد من القول إن هؤلاء يحتاجون إلى رعاية أكبر واهتمام أوسع، خصوصاً في المرحلة الدقيقة التي يعيشها الشباب وفي جو البطالة خصوصاً.