أنهى رئىس الوزراء الاسرائيلي إيهود باراك اول زيارة لواشنطن كزعيم للدولة العبرية باتفاق مع الرئيس بيل كلينتون على ان يجتمعا كل اربعة اشهر لمراجعة التقدم في عملية السلام. وابلغ مسؤولون في وزارة الخارجية الاميركية "الحياة" انه في سياق التحضير لجولة وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت على المنطقة منتصف آب اغسطس المقبل، يدرس منسق عملية السلام دنيس روس ومساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الادنى مارتن انديك التوجه الى المنطقة في 30 تموز يوليو، والتوقف في دمشق. واثمرت زيارة باراك صفقة سلاح كبيرة ووعوداً بتعاون استراتيجي اوسع والتزاماً علنياً من كلينتون بأن يصبح طيار اسرائيلي اول رجل فضاء اسرائيلي على متن مكوك الفضاء الاميركي. وجاء الاجتماع الاخير امس بين رئيس الوزراء الاسرائيلي ومضيفه في اعقاب محادثات مغلقة وصريحة بين كلينتون وباراك استمرت ساعات طويلة في البيت الابيض، ومنتجع كامب ديفيد الرئاسي. وركزت المحادثات المغلقة في صورة كلية تقريباً على سبل استئناف المفاوضات بسرعة على المسارات السوري واللبناني والفلسطيني، بينما ركز الاجتماع امس بدرجة اكبر على مجموعة كاملة من القضايا الثنائية والامنية والاقليمية، مثل ايران والعراق. وأعلن كلينتون في مؤتمر صحافي مشترك مع باراك بعد ظهر امس ان اسرائيل اختارت ان تشتري، بمنح اميركية، 50 طائرة "إف -16" مطورة من طراز "فايتينغ فالكون"، تنتجها شركة "لوكهيد مارتن". وتعهد ان تضمن الولاياتالمتحدة دائماً أمن إسرائيل العسكري والتكنولوجي، مؤكداً التزام تعزيز التعاون الاستراتيجي مع الدولة العبرية فيما تتحمل "اخطاراً" على الطريق الى السلام. وقال مسؤولون في الخارجية الاميركية إنه بالاضافة الى صفقة الطائرات، التي تقدر قيمتها ب 5،2 بليون دولار، سيُوسع التعاون في مجال الدفاعات الصاروخية، خصوصاً في مجال المعلومات الاستخبارية التي تؤمن الانذار المبكر. ورفض مسؤولون في البيت الابيض الرد على اتهامات بأن الولاياتالمتحدة تتبنى معايير مزدوجة بتزويدها اسرائيل أنظمة تسلح هجومية مثل طائرات "إف -16" من جهة، وبتحذير موسكو علناً من بيع سورية دفاعات جوية وانظمة مضادة للدبابات. وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي بي. جاي. كراولي ل"الحياة" ان "الولاياتالمتحدة ستواصل القيام بأي شيء ضروري للمساعدة في ضمان أمن اسرائيل". وتوجه مستشار الأمن القومي صموئيل بيرغر صباح امس من البيت الابيض الى "بلير هاوس"، مقر إقامة الزعماء الأجانب الزائرين، ليبحث مع باراك في التعاون الأمني، علماً أن باراك يشغل منصب وزير الدفاع. وقال كراولي ان محادثات كلينتون - باراك "ركزت، بالإضافة إلى القضايا المتعلقة بالسلام في الشرق الاوسط، على قضايا اقليمية أوسع مثل ايران والعراق". وزاد ان الجانبين تبادلا وجهات النظر "حول التطورات في المنطقة وكيف يمكن ان تؤثر في أمن اسرائيل". ورفض مسؤولون في البيت الابيض تأكيد ما أعلنه باراك من أنه لن تكون هناك حاجة لجنود اميركيين، باستثناء عدد ضئيل جداً من المراقبين او المفتشين، على امتداد حدود اسرائيل مع سورية لضمان السلام. وقال كراولي: "اذا استطعنا ان نحقق تقدماً على المسار السوري، فإن أحد العناصر الأساسية سيكون انشاء نظام يحمي الحاجات الأمنية المشروعة لاسرائيل. علينا أولاً ان نرى ما هو ممكن، والدخول في تفاصيل اتفاق سلام سابق لأوانه".